ماكرون جُراب الحقد والكراهية
ما قاله ماكرون الرئيس الفرنسي عن الجزائر بأنّها لم تكن موجودة قبل الاستعمار الفرنسي هو كلام قديم أكل عليه الدهر وشرب وبال، ولطالما ردّده السياسيون الفرنسيون من قبل، والظاهر أن السبب في ذلك يعود إلى عدم تجديد المناهج الدراسية التاريخية في المدارس التي تخرّج الطبقة السياسية الفرنسية، لذلك تطور الشعب الفرنسي في حين بقيت مؤسّساته السياسية بفكرها الاستعماري القديم، في الكتب الفرنسية نفسها نجد هذه الحقائق التالية: الدولة الجزائرية كانت أوّل دولة تعترف بالثورة الفرنسية، في يوم 20 مارس 1793م اعترفت الجزائر بالجمهورية الفرنسية الأولى، ومن أولى الدول التي اعترفت باستقلال الولايات المتّحدة. تشهد كتبهم بأنّ بين 1534 و1962م وُقّعت خمس وستون (65) معاهدة، وميثاقا، واتفاقية بين الجزائر وفرنسا. أعطت الجزائر قرضا ماليا لفرنسا سنة 1793م، ومساعدة للثورة الفرنسية بلغت بَلْفين ونصف البلف من الفرنكات الذهبية (2500000)، ثمّ بعد ذلك أعطتها مساعدة جديدة تقدّر ببلف (مليون) فرنك ذهبي، وقرضا آخر يتمثّل في القمح. عندما جاء نابليون بونابرت إلى الحكم كانت ديون الجزائر على فرنسا قد بلغت 7 أبلاف فرنك ذهبي، بينما كانت الجزائر تطالب بأربعة عشر بَلْفا، وهذه الديون لم يسدّد منها إلاّ بلف واحد حتّى الآن. ما صدر من ماكرون أمر غير مستغرب، فوعاء الحقد والهمجية لا ينضح إلاّ بالحقد والهمجية، ولكن ما يؤسف له أن تكون ردود الطبقة السياسية في الجزائر دون المستوى، مع العلم أنّ المجاهدين في حرب التحرير قد جعلوا فرنسا قطعة من الجزائر، وكانت في التقسيم الإداري الجزائري الولاية السابعة.