معجم المصطلحات الكبير
مفْهوم
الإعلام والاتصال

المَفْهوم، مصطلح يُعبّر عن فكرة مجرّدة تمّت صياغتها بالتعميم من جزئيات. وتُسهّل المفاهيم عملية الاتصال بين أولئك الذين يشتركون في فهمها، كما يستعملها الباحثون لتنظيم ملاحظاتهم في ملخّصات ذات معنى ليتمّ نقلها بعد ذلك إلى غيرهم. المفهوم هو عنصر أساسي في المعرفة البشرية. يتمثّل في تجريد الواقع إلى فكرة موحّدة يمكن تعميمها بناء على مجموعة من الخصائص أو السمات المشتركة بين أمثلة متعدّدة. تُستعمل المفاهيم في عدّة مجالات مثل الفلسفة، والعلوم، واللغويات، حيث تُسهّل فهم الظواهر المعقّدة وتحليلها من خلال تقسيمها إلى مكوّنات أصغر. في السياق الدَّيْوَني (الأكاديمي) والبحثي، تعدّ المفاهيم وسيلة لتنظيم المعرفة وتصنيفها، حيث يُستعمل مفهوم واحد لتلخيص العديد من الملاحظات والتجارب الفردية التي تشترك في خصائص محدّدة. يُسهّل هذا، التواصل العلمي بين الباحثين ويجعل نتائج الأبحاث قابلة للفهم والنقل إلى الآخرين بشكل فعّال. على سبيل المثال، في العلوم الاجتماعية، يمكن استعمال مفاهيم مثل «العدالة» أو «المساواة» لتجميع أفكار معقدّة وتطبيقها على مواقف متنوعة. إضافة إلى ذلك، تُسهم المفاهيم في بناء نماذج تفسيرية تساعد على تحليل الظواهر الجديدة وإيجاد حلول للمشكلات المختلفة. فهي لا تسهم فقط في نقل المعرفة، بل تُسهم أيضا في تطوير الفهم النقدي والابتكار في المجالات المختلفة. بناءً على هذا، يمكن اعتبار المفاهيم بمثابة حجر الزاوية في عملية التفكير المجرّد، حيث تساعد في تنظيم الفكر وتسهيل تبادل المعلومات بين الأفراد والمجتمعات العلمية.

تعليق

تكمن العلاقة بين «البِنْية» construct و«المفهوم» concept في التداخل بينهما، حيث يشتركان في كونهما من الأدوات التي يستعملها العلماء والمفكّرون لتنظيم الأفكار المجرّدة وتوضيحها. مع ذلك، لكلّ منهما دور محدّد في العلوم الاجتماعية والبحث العلمي؛ المفهوم: فكرة أو تصوّر مجرّد يستند إلى مجموعة من الخصائص المشتركة التي تُعمّم من حالات أو تجارب فردية. يمكن استعمال المفاهيم للتعبير عن أشياء ملموسة أو غير ملموسة. على سبيل المثال، مفهوم مثل «الحرية» أو «العدالة» يُجرّد من خلال تعميمات حول صفات أو أحداث ترتبط بها. المفاهيم عادة ما تكون أوسع وأبسط من البِنى. وتستعمل في التواصل اليومي بين الأفراد لتعبّر عن أفكار أو حقائق. بينما البنية: هي نوع خاصّ من المفاهيم، ولكنّها تكون أكثر تعقيدا ومجردّة، وتستعمل بشكل خاصّ في البحث العلمي. تُبنى البنى لتمثيل سمات أو سلوكيات لا يمكن ملاحظتها بشكل مباشر، ويكون الهدف منها هو قياس أو تفسير تلك السمات عن طريق أدوات بحثية. يتم إنشاء البنية من مجموعة من المفاهيم ذات الصلة التي ترتبط بنظريات معيّنة. على سبيل المثال، «التسلطية» هي بنية تتكوّن من عدّة مفاهيم فرعية مثل «التقليدية» و«القمع». تُستعمل البنى بشكل رئيس في البحث العلمي لتقديم تفسيرات أو نماذج نظرية حول الظواهر التي لا يمكن ملاحظتها مباشرة.

تكمن العلاقة بين المفهوم والبنية في: (1) التدرج؛ حيث يمثّل المفهوم فكرة أساسية وبسيطة، بينما البنية هي مفهوم أكثر تعقيدا، وتُطوَّر من خلال ربط المفاهيم وتكوين هيكل نظري. (2) القياس؛ فالمفاهيم قد لا تتطلّب قياسا علميا دقيقا، أمّا البِنى فهي مصمّمة لِتُقاس أو تُختبر تجريبيا من خلال أدوات أو استبيانات. (3) الاستعمال؛ حيث يستعمل المفهوم في التواصل العامّ وفي مختلف المجالات، أمّا البِنْية فتُستعمل في إطار نظري معيّن، لا سيّما في العلوم السلوكية والاجتماعية. مثال، المفهوم «القلق» يمكن أن يكون فكرة مجرّدة يفهمها الجميع، بينما البنية «القلق الاجتماعي» تعني تصوّرا دقيقا حول نوع معيّن من القلق يتطلب قياسا من خلال أدوات علمية معيّنة لاكتشاف أنماط سلوكية مرتبطة به. ختاما، البنية هي تطوّر أكثر تعقيدا من المفهوم، تُبنى لأغراض علمية معيّنة، بينما المفهوم هو فكرة أو مجموعة من الصفات المجرّدة التي تُستعمل في سياقات أوسع وأبسط.

مترادف

تصوُّر

مصطلح قريب

لغة كلزية

concept
لغة فرنسية

notion
مراجع

  • مصطلحات في الإعلام والاتصال. خضير شعبان، دار اللسان العربي. الطبعة الأولى، 1422، الجزائر.