البِنْية، مفهوم ذو نوعية خاصّة اُبتكر من أجل هدف علمي خاصّ، ويتكوّن من تركيبة من المفاهيم، وتُستنتج البِنْيات أو البِنى من أنماط السلوك ذات الصلة بالموضوع لأنّه من الصعب ملاحظتها، فالتسلّطية على سبيل المثال لا يمكن مشاهدتها، إنّما تُحدَّد ببعض أنواع الاختبارات التي تزوّدنا بمؤشّرات لما يجب أن تكون عليه الشخصية التسلّطية، فهذه البِنية تصف نوعا محدّدا من الشخصية التي تتكوّن من مفاهيم مختلفة منها: التقليدية، والقمع، «واللاعقلانية»، والمِزاجية، وغير ذلك.

البِنْية في علم النفس والعلوم الاجتماعية تمثّل مفهوما نظريا مجرّدا يُستعمل لوصف وتفسير سلوكيات أو خصائص لا يمكن ملاحظتها مباشرة، مثل «الذكاء»، أو «التسلطية»، أو «القلق». تُطوَّر البِنى لتسهيل البحث العلمي من خلال قياس سمات محدّدة تُفترض أنّها تعكس هذا المفهوم. على سبيل المثال، لا يمكننا ملاحظة «التسلطية» بشكل مباشر، ولكن يمكن استنتاجها من خلال سلوكيات معيّنة أو إجابات على استبيانات محدّدة. ليست البِنى مجرّد مصطلحات عشوائية، بل هي أدوات منهجية تستند إلى أدلّة وتجارب. تُطوَّر اختبارات واستبيانات لتقديم مؤشّرات يمكن من خلالها قياس هذه البِنى. ومن خلال ملاحظة سلوكيات معيّنة ونتائج اختبارية، يمكن للباحثين تقديم تنبّؤات دقيقة حول هذه البنية وارتباطها بسلوكيات أو سمات أخرى. من أمثلة على البِنى، الذكاء: لا يُلاحظ بشكل مباشر ولكنّه يقاس من خلال اختبارات تعكس القدرة على حلّ المشكلات والتحليل. الشخصية التسلطية: تعرّف بمفاهيم متعدّدة مثل التقليدية، والقمع، واللاعقلانية. هذه الخصائص تُقاس بمؤشّرات سلوكية واختبارات نفسية تعكس سمات هذه الشخصية. البنية تجمع بين مفاهيم متعدّدة لتوضيح سمات أو سلوكيات يصعب ملاحظتها بشكل مباشر. دورها في البحث العلمي هو المساعدة في تفسير سلوكيات معقّدة والتوصّل إلى نماذج تفسيرية يمكن اختبارها علميا.