معجم المصطلحات الكبير
إِلْحاق
الاصطلاح

هو أن يُزاد في الاسم أو الفعل حرف أو حرفان، حتّى يصير بناؤه اللفظي مطابقا لبناء آخر، في عدد الأحرف وحركاتها وسكناتها. يوجد في الإلحاق، إلحاق الثلاثي بالرباعي ويوجد في الاسم والفعل، حيث يُزاد في الثلاثي حرف واحد ليلحق ببناء الرباعي وذلك مثل جدول في الأسماء وأصله من الجدْل وهو شدّة الفتل، لأنّ الجدول يبدو مفتولا كالأفعى، وفي الأفعال يقولون دهْوره أي قذف به في مهواة، وهو من الفعل دهره أي أصابه بمكروه. وإلحاق الثلاثي بالخماسي، حيث يُزاد فيه حرفان، من ذلك قولهم رجل عفنْجج أي غليظ جاف وهو من العفج، وزيدت فيه النون والجيم ليلحق بسفرجل، واشتقّوا منه فعلا وهو عفنْجج الرجل إذا جفا وغلظ. وإلحاق الرباعي بالخماسي، فقد يزيدون للرباعي حرفا ليلحقوه بالخماسي المجرّد، كقولهم السميْدع وهو السيّد الجميل. ولا يقتصر الإلحاق على الفعل أو الاسم المجرّد بل قد يكون الملحق به مزيدا، فالفعل احرنجم مزيد بالنون وهو لمطاوعة الرباعي المجرّد حرجم، يُقال حرجمت الناس فاحرنجموا أي جمعتهم فاجتمعوا.

يرى الصرفيون أنّ الزيادة للإلحاق لا تؤدّي معنى فرعيا، بل تقتصر على الأثر اللفظي للكلمة فحسب، والحقيقة أنّ هذا الضرب من الزيادة يكون إمّا لضرورة شعرية الغرض منها إدراك الوزن أو القافية، أو إتمام فاصلة في النثر أو تحبير الكلام، كما قد يكون لإفادة معنى من المعاني كالتشنيع مثلا، يقول ابن فارس في مقاييس اللغة: لأنّهم إذا أرادوا تشنيعا وتقبيحا زادوا في الاسم. كقولهم خفنجل للثقيل الوخم القبيح الفحج، وهذا إنّما من الخفج. أضف إلى ذلك أنّهم يرون أنّ الأصل في الإلحاق السماع ولا يدخل منه تحت قياس إلاّ زيادة الحرف الواقع في موضع اللام من الكلمة، فالشاعر أو الساجع إذا اضطرّ استطاع أن يزيد في الكلمة لاما أخرى، فيقول في ضرب ضرْبب، وفي شمل شمْلل، لكنّه لا يستطيع أن يقول قياسا ضوْرب أو ضيْرب أو شوْمل أو شيْمل. ويرى بعضهم أن الإلحاق لا يكون إلاّ بحروف الزيادة المعروفة في العربية والتي تجمعها عبارة «اليوم تنساه» والواقع أنّ الإلحاق يكون بجميع الحروف، وأنّ حروف الزيادة ليست مقتصرة على حروف اليوم تنساه، فكلّ حرف في اللغة صالح أن يكون من الناحية العملية زائدا إلاّ الواو بعد الضمّ كعصفور، والياء بعد الكسر كقنديل، والألف بعد الفتح وفي غير الآخر كسرداح، فالألف في الآخر تكون للإلحاق مبدلة من ياء كأَرْطى، ومن أمثلة ذلك:

  • - دحرج ذات صلة بالثلاثي درج والمزيد الحاء.
  • - زغرد ذات صلة بالثلاثي غرد والمزيد الزاء.
  • - شقلب ذات صلة بالثلاثي قلب والمزيد الشين.
  • - عربد ذات صلة بالثلاثي عرد والمزيد الباء.

وليس واحد من هذه الحروف الأربعة المزيدة يُعدّ من حروف الزيادة، والأماكن التي تكون فيها الزيادة هي ما قبل الفاء، أو أن يكون الحرف الزائد بين الفاء والعين أو في آخر الصيغة، كأن تكون الزيادة بحرف الدال فيكون لدينا صيغة (دفْعل) و(فدْعل) و(فعْلد). ولمّا صحّ الإلحاق بجميع الحروف في الأفعال فإنّه يصحّ لنا التجوّز في تقدير كلّ ما زاد في الأسماء عن الثلاثي ملحق بنفسه، مثل عقرب فهي من عقْر والباء للإلحاق وتكون صيغتها فعْلب، ومثلها ثعلب من ثعْل والباء للإلحاق، ثمّ لنا أن نتوسّع في التقدير فنجعل كلّ ما كان على فعلول فهو ملحق، مثل جمهور من جمر، وصيغتها فُعْهول، ومثل هذا كثير في الأسماء. لا شكّ أنّ الإلحاق وسيلة فذّة في توليد الألفاظ الجديدة، إلاّ أنّ تقييده بالسماع سينسف النفع منه نسفا، فتعطيل العمل به وحصر استعماله في زاوية لا يركن إليها إلا شاعر مفلس لا يُغني العربية في شيء، فإذا أردنا أن ننمّي ثروتنا اللفظية على سمت ما كان يجري قديما فلا بدّ أن يكون قياسيا عامّا يستعمله الاصطلاحي متى أعوزته اللفظة، وأن تكون الزيادة فيه بجميع حروف اللغة العربية. ثمّ إذا كانت الزيادة في الاسم أو الفعل هي الإلحاق فإنّ العملية العكسية له هي الاقتصار، بمعنى أن يُنقص من الاسم أو الفعل حرف أو حرفان حتّى يصير بناؤه اللفظي مطابقا لبناء آخر، في عدد الأحرف وحركاتها وسكناتها. ولعلّ توسيع مفهوم الإلحاق بالزيادة والنقصان هي الطريقة الأفضل للاستفادة التامّة منه في وضع المصطلحات.

مصطلح قريب

مراجع

  • فتح اللطيف في التصريف على البسط والتعريف. العلاّمة: عمر بن أبي حفص الزموري، المعروف بالشيخ عمر بو حفص الزموري رحمه الله. الطبعة الأولى 1411. ديوان المطبوعات الجامعية. الجزائر.
  • الصرف. تأليف الأستاذ الربيز: حاتم صالح الضامن. كلّية الدراسات الإسلامية والعربية. دبي.

  • اللغة العربية معناها ومبناها، الربيز: تمّام حسّان، 1994م. دار الثقافة. الدار البيضاء. الرباط.