معجم المصطلحات الكبير
قَبْس لُغَوي
الاصطلاح

القَبْس هو الاقتراض بالترجمة أو الاقتراض الدلالي أي نقل المناسبة التي تجمع بين المعنى اللغوي للمصطلح ومعناه الاصطلاحي من اللغة المانحة إلى اللغة المقترِضة، فيأخذ المصطلح معناه من ترجمة مقابله في اللغة الأجنبية، مثل كلمة حاسوب في العربية التي وُضعت على معنى كلمة computer في الكلزية والتي تعني الحاسب، لأنّه في المقام الأوّل آلة حساب لأغراض علمية.

يذهب الكثير من المجامع اللغوية إلى تفضيل القبس لأنّه يُمكّن العربية من توظيف موادّها اللغوية على نمط المصطلحات الأجنبية ممّا يُسهّل عملية المقارنة وترجمة العلوم، إلاّ أنّ القبس لا يخلو من بعض الأمور، منها أنّنا حينما نترجم إنّما نركّز على علّة التسمية، ومفهوم العلّة متّصل بفهم العلاقات بين الأشياء، ويُؤخذ هذا ويُستمدّ من الخلفية الثقافية والذهنيائية للأشخاص الذين يقومون بتصوّر هذه العلاقة اللغوية بين المصطلح ومسمّاه، ويُمكن ملاحظة ذلك في الكيفية التي سمّى بها الأمريكيون الحاسوب، فقد نظروا إليه من جهة العدّ والحساب، بينما نظر إليه الفرنسيون من جهة التنظيم والتنسيق فسمّوه ordinateur بمعنى نظّامة. يقول محمّد المبارك في كتابه فقه اللغة وخصائص العربية: «إنّ العرب يذهبون حين التسمية إلى أخصّ صفات المسمّى وأبرزها أو إلى عمله الأساسي ووظيفته أكثر من ذهابهم إلى ظاهره وشكله، أو تركيبه وأجزائه..، ألا ترى أنّ أخصّ صفة في النبات تميّزه من غيره هي صفة النمو وأنّهم سمّوه نباتا لذلك، وأنّ أخصّ صفة في الحيوان الحياة وفي الإنسان الأنس وفي المعدن اللبث في مكانه من الأرض، وفي الدين الخضوع والطاعة والجزاء والحساب».

يولد المصطلح متلبّسا بالواقع الذي طرحه، وقد تشكّلت معاني المصطلحات الغربية من خلال تجارب أوروبية خاصّة، لذلك حينما نقابل هذه المصطلحات بأخرى عربية، فإنّها لا يُمكن أن تسدّ مسدّها من المعاني لأنّ المصطلحات الغربية تحمل مخزونا دلاليا معيّنا لا يُمكن تجسيده بألفاظ أخرى، مثال ذلك كلمة «قومية» فقد وُضعت أساسا لمقابلة كلمة أُخرى غربية نشأت نشأة خاصّة بها وهي nationalisme فحينما نطلق كلمة قومية فإنّنا نريد بها عموما ذلك التجمّع المتوحّد التكوين، إلاّ أنّها في اللغات الغربية يُراد بها «استلاب الشعوب الأوروبية من قبضة عالمية الكنيسة في إطار معركة خاضها قادة تلك الشعوب تحت راية العلمانية وبمؤثّرات برجوازية دون مستوى الرأسمالية» فهي كما يقول محمّد أبو القاسم (1425): «إبراز حقيقة الفرد المقهور إقطاعيا وكنسيا ليُصبح وحدة لها كيانها في إطار الجماعة، ثمّ تتنامى تلك القومية العلمانية بالضرورة» ومثل ذلك أيضا كلمة «جين» في الفلسفة الكونفوشية فقد تُرجمت في العديد من اللغات بمعنى الفضيلة، الإحسان، الرجولة الحقّة، الطابع الأخلاقي، الإنسانية، الخير الإنساني، طيبة القلب، الحب، إلاّ أنّ هذه الكلمات والعبارات كلها لم تجسّد معنى هذه الكلمة كما جاءت في مصدرها الأوّل. من ذلك أيضا استعمال بعضهم كلمة «الورقة» بمعنى المُناقلة، وهي ترجمة لا تصحّ لكلمة paper الكلزية التي تُعدّ من المشترك اللفظي، فهي تأتي بمعنى الورقة، وبمعنى المناقلة أو المقال أو الدراسة المتعلّقة بموضوع معيّن، والمناسب هنا هو المعنى الثاني وليس الأوّل.

تعليق

معنى القَبْس في اللغة هو أخذ شُعْلة من مُعْظم النار فكأنّ المُقْتبَس هو جُذْوة النار فحسب والتي تُقابل المعنى اللغوي للمصطلح في اللغة الأجنبية.

مترادف

اِقْتِراض بالترْجمة

اِقْتراض دلالي

مصطلح قريب

لغة كلزية

loan translation
calque
لغة فرنسية

calque
مراجع

  • معجم مصطلحات علم اللغة الحديث. عربي أنكليزي وأنكليزي عربي. وضع نخبة من اللغويين العرب. الطبعة الأولى 1983م. مكتبة لبنان، لبنان.
  • جدلية الغيب والإنسان والطبيعة. العالمية الإسلامية الثانية، محمّد أبو القاسم حاج حمد. الطبعة الأولى، 1425. دار الهادي، بيروت، لبنان.