معجم المصطلحات الكبير
أُسْرة زَواجية
الاجتماع

نمط من أنماط الأسرة الحديثة، تتكوّن من زوجين وأبنائهما القُصّر، أو من رجل وامرأة غير متزوجين أو مع قصّر بالإنجاب أو التبنّي، يعيشون معا تحت سقف واحد، تقوم على مبدأ أنّ الزواج قضية فردية ليس للدين ولا للمجتمع دخل فيها، لكلّ فرد الحرية في تحديد سن الزواج، وممّن يكون، وكيف يكون، والهدف الأساسي منه هو سعادة الزوجين في المقام الأوّل، وإشباع حاجاتهما النفسية والجسدية والاجتماعية، والبحث عن الأمن والاستقرار، مع الحفاظ على الحرية الشخصية للزوجين، فهما محور هذه الحياة الأسرية. تعتبر الأسرة الزواجية في المجتمعات الغربية النظام البديل عن الأسرة النووية التقليدية، فالحياة العصرية التي دفعت بالمرأة إلى الخروج من أجل العمل، وتناقص وظائف الأسرة التقليدية، والتخلّي عن تقسيم العمل حسب الجنس، وضعف سلطة الوالدين على الأبناء، والسعي إلى الاستقلال عن أسرهم الأصلية، أدّى إلى بروز الحرية الشخصية في الزواج أيضا، وإلى ظهور نظام أسري جديد يتوافق مع متطلّبات الحياة العصرية الغربية وما طرأ عليها من تغيير. تقوم الحياة في الأسرة الزواجية على رباط الزواج أكثر من رباط القرابة الدموية، وعلى إشباع حاجات الزوجين، أكثر من التأكيد على الإنجاب وتربية الأطفال، فالزواج هو في الأساس لمصلحة الزوجين، وليس لمصلحة المجتمع، وفيه تُقدّم حقوق الفرد على حقوق الجماعة.

تعليق

مصطلح الأسرة الزواجية مترادف للأسرة النووية، لكن هناك من يستعمل هذا المصطلح بمعنى آخر يدلّ على نظام حديث فيه تعديل للأسرة النووية التقليدية، أو تطوير لها، ويرى «كمال إبراهيم مرسي»‎، أن الموازنة بين النظامين تشير إلى أنّهما لا يتشابهان إلاّ في كون كلّ منهما جماعة صغيرة من الزوجين وأبنائهما، أمّا أوجه الاختلاف، فكثيرة، في مثل: الأهداف، وتوزيع المسؤوليات، وأسلوب الحياة الأسرية، وأهمّها جميعا، تركيز الأسرة الزواجية على العلاقات الزوجية أكثر من تركيزها على رعاية الأطفال، في حين تركّز الأسرة النووية على الأمرين معا؛ الزواج في الأسرة الزواجية غاية وليس وسيلة، فهو لإشباع حاجة الرجل والمرأة، وتنمية العلاقة بينهما، والتي لا تبدأ بالزواج وتكتمل بالإنجاب. الزواج مسألة فردية لا دخل للوالدين ولا المجتمع ولا الدين فيها، في حين يعتبر الزواج في الأسرة النووية مسألة اجتماعية أو دينية، تنظّمها التشريعات، تكون القوامة للرجل في الأسرة الأبوية، وللمرأة في الأسرة الأمومية، ثمّ إنّه لا توجد سلطة للزوج على الزوجة، ولا سلطة للوالدين على الأبناء في الأسرة الزواجية، كما لا يوجد تقسيم للعمل بين الجنسين، فالزوجان يعملان معا خارج البيت، وفي رعاية الأطفال، ومسؤولياتهما في الإنفاق والأعمال المنزلية متساوية، أمّا في الأسرة النووية، فالزوجان مسؤولان عن رعاية الأسرة، ولكن مسؤولية الزوج أكبر من مسؤولية المرأة. يعتبر نظام الأسرة الزواجية نظاما محلّيا خاصّا بحياة الغربيين في ثقافتهم الغربية، ولا يناسب الثقافات الأخرى، بينما الأسرة النووية نظام عالمي يناسب معظم الثقافات والحضارات القديمة والحديثة. الأسرة الزواجية مهيأة للطلاق والانفصال أكثر من الأسرة النووية التقليدية لأنّها تقوم على الفردية والاستقلالية، ولا تشجّع على التضحية المتبادلة وغيرها من القيم الاجتماعية التي تدعو إلى المحبّة والترابط والتماسك في الأسرة، وتقدّم حقوق الفرد على حقوق الجماعة، وتراعي حقوق الزواجية، ولا تراعي حقوق الوالدية وروابط الدمّ.

مصطلح قريب

لغة كلزية

conjugal family
لغة فرنسية

famille conjugale
مراجع

  • الأسرة والتوافق الأسري. كمال إبراهيم مرسي. دار النشر للجامعات، 2008م. القاهرة، مصر.

يعتبر نظام الأسرة الزواجية نظاما محلّيا خاصّا بحياة الغربيين في ثقافتهم الغربية، ولا يناسب الثقافات الأخرى.