الأسرة، مجموعة مكوّنة من شخصين على الأقل، تتكوّن من زوجين مع أطفالهما العُزّاب أو القُصّر، حسب الاقتضاء، دون سن 25 عاما، أو تتكوّن من شخص واحد، أو أرمل، أو مطلّق، أو منفصل وأطفالهم غير المتزوجين الذين تقلّ أعمارهم عن 25 عاما. الأسرة، وحدة اجتماعية تُعرّف أساسا وَفْقا للروابط التي تنشأ على عمليات الإنجاب أو تعتمد عليها، والتي يحكمها القانون أو العرف، لاسيما الروابط التي أسّسها الزوجان عن طريق الزواج وتلك الموجودة بين الوالدين والأطفال. تعتبر الأسرة، وحدة إحصائية في الدراسات البَرْنَسِية (الديموغرافية). في البرنسة، يُحتفظ بهذا التصنيف، الذي يشير إلى مفهوم القرابة، بشكل عام فقط كمجموعة مقيّدة تتكوّن من الزوجين الأبوين، وربما تُقلّص إلى شخص واحد، والأطفال الناتج عنهما. من خصائص الأسرة:
- 1- أنّها جماعة اجتماعية دائمة، تتكوّن من أفراد تربطهم ببعض رابطة الزواج والدمّ؛
- 2- يقيمون عادة تحت سقف واحد؛
- 3- هي المؤسّسة الأولى التي تقوم بوظيفة التنشئة الاجتماعية للأطفال الذين يتعلّمون من الأسرة الكثير من العمليات الخاصّة بحياتهم والمهارات الخاصّة بمعيشتهم؛
- 4- الأسرة نظام اقتصادي خاصّ من حيث الاستهلاك وإنتاج الأفراد، لتأمين وسائل المعيشة للمستقبل القريب لأفراد الأسرة؛
- 5- هي الخلية الأولى في بناء المجتمع، والحجر الأساسي الذي يستند إليه الكيان الاجتماعي.
«الأسرة، وحدة اجتماعية حِياوية نظامية، مكوّنة من رجل وامرأة، تقوم بينهما رابطة زواجية مقرّرة، مع أطفال أو من دونهم، تتولّى القيام بمجموعة من الوظائف، أبرزها إشباع الحاجات العاطفية، والعلاقات الجنسية، وتهيئة المناخ الاجتماعي الثقافي الملائم لرعاية الأطفال وتنشئتهم وتوجيههم، وفق معايير اجتماعية يقرّرها المجتمع» محمد عاطف غيث. «الأسرة، جماعة من الأفراد تربطهم روابط قوية ناتجة من روابط الزواج والدم والتبنّي، تعيش في بيت واحد، وتربط أعضاءها علاقات متماسكة» ميتشيل دنكن. يرى المشتغلون بالخدمة الاجتماعية أنّ الأسرة هي «نظام اجتماعي يتكوّن أساسا من رجل وامرأة، يرتبطان بطريقة منظّمة اجتماعيا، ويزداد عدد أفرادها بالإنجاب أو التبنّي أو انتماء بعض الأقارب إليها، كما يمكن إطلاق لفظ الأسرة على الجزء المتبقّى منها نتيجة الوفاة أو انفصال إحدى وحداتها البنائية المكوّنة لها» آلاء عدنان الوقفي. من التعريفات الحديثة أنّ «الأسرة رابطة اجتماعية تتألّف من الزوج والزوجة وأطفالهما، أو من دون أطفال، كما قد تتكوّن من زوج بمفرده مع أطفاله، أو من زوجة مع أطفالها، وقد تتّسع لتضمّ الأجداد والأحفاد وبعض الأقارب، على أن يكونوا مشتركين في معيشة واحدة وتحت سقف واحد» جبرين علي جبرين.
الأسرة هي الإطار الذي تُجدَّد فيه الأجيال؛ وهي أيضا الخلية الأساسية للحياة الاجتماعية. لذلك يمكن الاهتمام بالأسرة من وجهة نظر مزدوجة، بَرْنَسية أو اجتماعية. ويمكننا أن نرى أنها هي الإطار لدراسة معظم المشكلات البرنسية وتلك المتعلّقة بالمشكلات الاجتماعية المرتبطة بها. من المهم تمييزها بوضوح عن الثَّواة household (الأسرة المعيشية)، التي هي مجموعة من الأشخاص يعيشون في المسكن نفسه، وتعريفها أقل تقييدا: على سبيل المثال، الشخص الذي يعيش بمفرده يشكل ثَواةً بمفرده، ولكن ليس أسرة؛ الآباء المسنون الذين يعيشون في منزل ابنهم ينتمون إلى الثواة نفسها، ولكن لا ينتمون لأسرته؛ طالب يعيش في غرفة غير مكتفية ذاتيا ينتمي إلى ثواة مالكها، ولكن ليس لأسرته، إلخ. يمتد هذا المصطلح أحيانا إلى القرابة البعيدة، بطرق مختلفة وفقا للخلفيات الثقافية والمجتمعات. تنقسم الأسرة إلى نوعين: أسرة نووية nuclear family، وتتألّف من زوج وزوجة وأطفال أو من دونهم، توفّرت فيها شروط الاجتماع الشرعية، القانونية أو الدينية، أو الاثنين معا. أسرة ممتدّة extended family، وتضمّ الزوجين وأبناءهما، وزوجات أبنائهم وأطفالهم، وتصبح الأسرة الممتدّة عائلة إذا تكوّنت من ثلاثة أجيال فأكثر، بحيث تضمّ الأجداد، والزوجين، والأبناء وزوجاتهم، والأحفاد، والأصهار، والأعمام، وتعتبر وحدة اجتماعية مستمرّة. تنتهي الأسرة بالانحلال ويصبح أعضاؤها عناصر من المجتمع، يقول هيغل «إنّ وحدة الأسرة وحدة محسوسة تقوم على الحبّ، فالفرد يوجد داخل الأسرة بصفته عضوا من أعضائها، وليس فقط بصفته فردا، وتكون نهاية الأسرة بالانحلال (إذ يهجرها الأطفال)، وعلى إثر هذا الانحلال يوجد الأفراد بصفتهم أشخاصا مستقلّين بذواتهم، أي بصفتهم عناصر من المجتمع».