كسر يكون في الصخر من دون أن يحدث على امتداده أي إزاحة أو كَبْس. نادرا ما يكون الفاصل معزولا، بل الغالب أن تتواجد الفواصل في الطبيعة على شكل مجاميع متوازية، وقد توجد في مكان واحد عدّة مجاميع متقاطعة وبزوايا مختلفة، إذا ما تقاطعت مجموعتان أو أكثر بزوايا ثابتة، وتردّد التقاطع بمنطقة واسعة، تعرف هذه المجاميع بالنظام système. مصطلح «الفاصل» أكثر عمومية من مصطلح «السَّلْع» diaclase، والذي غالبا ما يقتصر على الفواصل الرِّهاصية التي تكون، تقريبا، متعامدة مع سطح التنحّز surface de stratification، أو متعامدة مع بعضها البعض. بشكل عام، فإن «الفواصل» لها ترتيب عشوائي بالنسبة للتنحّز الذي هو التطبّق: وفي الحد الأقصى يمكن أن تكون موازية له (فواصل التنحّز). عندما تنشأ كسور من دون إزاحة، وهي الفواصل، تُسمّى بالشقوق fissures أو البُذوح fentes؛ وعندما تمتلئ بالمعادن المشكّلة حديثا (الكلاس أو الخراز على سبيل المثال)، ينشأ عن ذلك ما يُسمّى بالسامَات filons أو الأوردة filonnets أو العروق veines؛ قد تُكبس الفواصل بشكل استثنائي بالمواد البركانية؛ فيُطلق عليها حينئذ اسم الجُدّات dykes، التي تأخذ الشكل المثالي لشبكة الفواصل.
لا تنشأ الفواصل منفردة؛ بل دائما ما تكون على هيئة أَرْشِية réseaux معقدة، قد تكون كثيفة جدّا، إلى درجة أن تتفتّت الصخور إلى قطع عديدة. وبفضل هذه الفواصل فقط، يسهل استغلال الصخور في المحاجر. نظرا لأن دراسة الفواصل لا يمكن أن تكون إلا إحصائية، فإنّ استعمال الإسقاط الشِّباحي projection stéréographique (شَبَحة شميد) هو المناسب لدراستها وتحليلها؛ لا يكون استعمال القَراة rose des vents مفيدا إلا إذا كان للفواصل ميلا ثابتا، وهذا أمر نادر الحدوث. غالبا ما تأخذ الفواصل تَسْمانية الفوالق، حيث يتمّ مقابلة فواصل التمدّد joints d'extension بفواصل الانضغاط joints de compression، فهي تتوافق مع عائلة واحدة أو أكثر من الخوالم، في حالة التمدّد، تكون العائلة الأشدّ وضوحا عموما تلك المتعامدة مع اتّجاه الاستطالة allongement، وبالتالي فهي تتوافق مع بُذوح التجارب المخبرية على الغضار، حيث ترتبط بشكل عام عائلتان من الخوالم المترافقة plans conjugués، والتي تكون موازية للفوالق الاعتيادية.
في حالة الانضغاط، كثيرًا ما نواجه، بالإضافة إلى الخوالم المترافقة الموازية للفوالق الاعتكاسية، عائلة أخرى من الخوالم المتعامدة معها. يمكن أن تتشكّل فواصل الانضغاط أو التمدّد في الوقت نفسه الذي يحدث فيه التغضّن، تحت تأثير مجال القسارة نفسه. في هذه الحالة قد يحدث أن يتحول الفاصل لاحقًا إلى فالق: فتكون لدينا فواصل مخسّقة. الظاهر أن الفواصل يمكن أن تتشكل بمعزل عن أي انضغاط، أو أي تمدّد، فقط عن طريق «فك الانضغاط» أو ما يُعرف «بتخفيف الحمل»، وذلك حين تتكشّف الصخور الموجودة على عمق معيّن كالفَلَكة batholite، وتبرز على السطح.
هندسة أنظمة الفواصل المرتبطة بالفوالق الاعتيادية (1)، الفوالق الاعتكاسية (2)، الأقياص (3) والمرتبطة بنظام غير محدّد (4).