هو اتحاد دولي لنقابات الصحافيين، يعتبر أكبر منظمة عالمية تُعنى بشؤون الصحافيين النقابية وممارسة مهنة الصحافة، يقع مقرّه في بروكسل ببلجيكا. تأسس أوّل مرّة سنة 1926م في باريس، ثم أعيد تأسيسه مرة أخرى سنة 1946م، واستقر على شكله الحالي بعد إعادة تأسيسه للمرة الثالثة عام 1952م. يضمّ هذا الاتحاد أكثر من 600 ألف صحافي في 120 دولة في العالم، ويمثّل الصحافيين في هيئة الأمم المتّحدة ويتحدّث باسمهم ضمن الحركة النقابية العالمية وهو عضو في منظّمة اليونسكو، كما يدافع عن العمل النقابي وباقي الحرّيات الأساسية للإنسان. جاء في موقعه الإشْباكي أنّه يعارض كل أنواع التمييز ويدين استعمال الإعلام للأغراض الدعائية أو لترويج التعصب وعدم التسامح والصراع. ووفقا لدستوره في الفصل الأوّل فإنّ الاتحاد، يناضل ويطالب بتعزيز الديمقراطية وتجسيد حقوق الإنسان الأساسية، وله استقلالية عن أي توجّه ذِهْنِيائي (إيديولوجي) أو سياسي أو حكومي أو ديني، وليس له أي مطمح مادّي أو نفعي يرجوه من وراء القيام بأعماله، تعمل المنظّمات المنخرطة فيه على التكوين والبحث في كلّ المسائل المِهْنِية، كما يضمّ جمعيات قارّية وجهوية لتدعيم قانونه الأساسي. يملك مركزا استشاريا لدى هيئة الأمم المتّحدة والمنظّمة العالمية للملكية الفكرية والمنظّمة الدولية للعمل ومنظّمة اليونسكو، ويتعامل مع مجموعة من المنظّمات المدافعة عن حقوق الإنسان من أبرزها منظّمة العفو الدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومنظّمات أخرى إعلامية.

اُمتحنت الصحافة بالأزمة الاقتصادية لسنة 1929م فارتفعت تكاليف الجرائد، وقلّت إيراداتها وتدهورت بتدهور التجارة العالمية، كما أنّ بعض الدول عرفت نُظُما جِبَرِية كروسيا وإيطاليا وألمانيا، قضت على حرّية الصحافة. وشهدت الفترة ما بين الحربين الأمميتين قيام احتكارات كبرى بين الجرائد في عواصم كلّ من بريطانيا وفرنسا وأمريكا، فبنهاية الحرب الأممية الأولى أخذ مُديرو الجرائد يلتفتون إلى وجوب التضامن والانضمام على نقابات يؤسّسونها، أو كانت قد تأسّست في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، ثمّ بدأت الحركة النقابية الصحافية في التطوّر كنتيجة لتطوّر المؤسّسات الإعلامية في معظم البلدان، وفي عام 1896م اجتمع ممثّلو 300 جريدة من مختلف الأقطار وعقدوا مؤتمرا دوليا في بودابست ووافقوا على القانون الأساسي للهيئة كبداية لعهد جديد في تاريخ الصحافة. وفي 12-13 جوان 1926م ألقى ممثّلو نقابة الصحافيين لفرنسا محاضرة حول إنشاء منظّمة دولية للصحافيين، وكان عدد البلدان المشاركة بممثّلِين بلغ 21 بلدا. واُعتبرت هذه المنظّمة بمثابة جمعية كلّ الصحافيين المحترفين، ومن مهامّها: وضع مكتب للإعلام، ومكتب للقانون، ومكتب للبحث. وأُطلق اسم رسمي عليها هو: «الفيديرالية الدولية للصحافيين»، مع اقتراح عدّة أمور، كالتكفّل بحقوق الصحافيين والدفاع عنهم وتحسين أوضاعهم المهنية، وقد عُقد أوّل مؤتمر لهذا الاتحاد في 24 سبتمبر سنة 1926م بحضور ممثّلين عن منظّمات الصحافيين للبلدان التالية: ألمانيا، النمسا، فلندا، فرنسا، بريطانيا، اليونان، بولونيا، رومانيا، سيبيريا، كرواتيا، سلوفينيا، تشيكوسلوفاكيا، وهناك تمّ الإقرار بضرورة الدفاع عن حرّية الصحافة بمختلف الإمكانيات. واستمرّ اتحاد الصحافيين الدولي في تنظيم مؤتمراته، ولكن باندلاع الحرب الأممية الثانية توقّف نشاطه، لتطرأ عليه تغيّرات سنة 1941م وسنة 1946م، ويتّخذ شكله المعروف حاليا سنة 1952م وقد اُعتبر هذا التاريخ هو التاريخ الرسمي لميلاد هذه المنظّمة الدولية، وفي الذكرى الثلاثين من تأسيسه سنة 1982م كان الاتّحاد يضمّ 25 منظّمة عضوة، منها 19 منظّمة أوروبية، ومنظّمتان إفريقيتان، ومنظّمتان أمريكيتان، وأخريان آسيويتان، بالإضافة إلى منظّمتين مشتركتين واحدة أوروبية وأخرى آسيوية.