هو منظّمة إعلامية دُوَلية مستقلّة، يتّخذ من مدينة بروكسل في بلجيكا مقرّا له، تأسّس في نوفمبر من عام 2002م بتحالف منظّمات إخبارية ومجموعات معنية بدعم الصحافيين، مع أفراد قَصَروا جهودهم على ضمان سلامة موظّفي وسائل الإعلام الإخبارية في المناطق المُخْطِرة، وبدعم من 80 منظّمة شملت محطّات هيئات الإذاعة الأمريكية، وهيئة الإذاعة البريطانية، وشبكة الأخبار بالأوثِلة (كابلات) ورويترز، واتّحاد الإذاعات الأوروبية، وجماعات حرّية الصحافة، وكذلك بدعم من 148 نِقابة للصحافيين والجمعيات الأعضاء في اتحاد الصحافيين الدولي في 106 بلد عبر العالم، ومن بين أهداف المعهد (كريمة مزوز، 2017م) ما يلي: (1) إعداد نهاجِل السلامة لكلّ العاملين في المؤسّسات الإعلامية الإخبارية على المستويين المحلّي والعالمي، ومساندتهم؛ (2) تشجيع الاتفاقيات المتعلّقة بالصحّة والسلامة بين أصحاب العمل والموظّفين؛ (3) نشر المعلومات من خلال التدريب العملي والتقارير الاستشارية والنشرات؛ (4) الترويج الأفضل لأصول الممارسة بالصناعة من ناحية التدريب والمُعَدّات والعمل الميداني؛ (5) إجراء التحقيقات والتطوير والترويج لوسائل السلامة التي تشمل التأمين بأسعار مقبولة؛ (6) تأسيس شبكة عالمية من المنظّمات الملتزمة بالحدّ من الأخطار؛ (7) رعاية مبادرات زيادة التوعية بمناسبات وسائل الإعلام وأحداثها.

هناك الكثير من الصحافيين الذين قتلوا خلال حرب الفيتنام التي دامت عشرين سنة، كما زادت نسبة اختطاف الصحافيين، فيما يتعرّض الكثير من المراسلين لمواجهات عنيفة مع الجماعات المسلّحة والمنشقّة، فلم تعدّ قضية قمع الصحافيين قضية حكومية فحسب، بل إنّ الجماعات الإرهابية والعِصابيون وتُجّار المخدّرات والجماعات المتطرّفة سياسيا ودينيا تودّ جميعها أنّ تتخلّص منهم باعتبارهم شهودا مزعجين. من أجل ذلك قام اتحاد الصحافيين الدولي سنة 1998م بالاشتراك مع بعض المجموعات المشابهة له والداعمة للعمل الصحافي في بريطانيا وإيرلندا، ونِقابة الإعلاميين والإعلام الترفيهي الدولي بمناقشة إنشاء هيئة دولية لترويج السلامة الصحافية. ثمّ قامت عدّة مؤسّسات إعلامية مثل الأسوشيتد برس ورويترز وهيئة الإذاعة البريطانية بوضع قانون لسلامة الصحافيين الذين يعملون لديها، كما فرضت عليهم تلقّي التدريب حول السلامة قبل الذهاب إلى المناطق المخطرة، وقد قامت المؤسّسات الإعلامية العالمية بإعطاء موضوع السلامة أهمية كبرى في جدول أعمالها نتيجة حدوث سلسلة من الوفيات بين الصحافيين العاملين في مناطق النزاع. وعلى الرغم من ذلك فما زالت بعض المؤسّسات الإعلامية الإقليمية والمحلّية لا تولي هذا الأمر أهمّية كبيرة، وقد تحدّث أحد الصحافيين العاملين بإحدى العاهِليات الإعلامية الكبرى عن التحضيرات التي وفّرها له أصحاب عمله قبل إرساله إلى أفغانستان قائلا: «لقد طلبوا منّي أن أكون حذرا» (كريمة مزوز، 2017م). وكان اتّحاد الصحافيين الدولي مهتمّا بأمر الصحافيين الذين لا يحظون بفرصة الوصول إلى الدورات التدريبية التي تعقدها شركات وسائل الإعلام الدولية، وبفشل وسائل الطَّبَع في أن تحذو حذو الإذاعيين، فاتّصل في ماي 2002م بالمعهد الدولي للصحافة وشخّص أربع مشاكل (كريمة مزوز، 2017م) هي: (1) أنّ التدريب على سبل السلامة والمُعَدّات أمر مكلف جدّا؛ (2) أنّ الصحافيين المستقلّين هم الأكثر احتياجا؛ (3) أنّ معظم ضحايا العنف هم مواطنون لا فرصة لديهم لتلقي التدريب الأساس على السلامة وبلغتهم؛ (4) هناك القليل من المعلومات حول الكيفية التي يُعدّ بها نَهْجل السلامة والصحّة للهيئات العاملة في وسائل الإعلام، متضمّنا الوعي بالأخطار وتقديم المشورة الطبّية حول التوتّر والصدمات النفسية، الخ.

وبناء على ذلك؛ اقترح اتّحاد الصحافيين الدولي أن تقوم منظّمات مِهْنِية وأصحاب العمل ونقائب العُمّال معا بإنشاء مؤسّسة مستقلّة تقوم بما يلي: (1) نشر المعلومات باللغات المناسبة عن الصحّة وقضايا سلامة الصحافيين والهيئات العاملة في وسائل الإعلام. (2) تعزيز نهاجِل تدريبية للصحافيين وهيئات وسائل الإعلام. (3) إنشاء وحدة استجابة سريعة تتمكّن من إعداد وحدة سلامة للصحافيين وهيئات وسائل الإعلام في مناطق النزاع، وتعمل مع المنظّمات الوطنية وبين الحكومية وقوّات مسلّحة ملائمة؛ (4) توفير حرّية الوصول إلى المواد كالصناديق الطبية والشُّلُل الواقية من الرصاص والخُوَذ لتوزيعها على المستوى المحلّي؛ (5) تنظيم حملات ضمن المجتمع الدولي (اليونيسكو، والصليب الأحمر، الخ) لاتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل سلامة الأخبار (كريمة مزوز، 2017م). وبالتعاون مع العديد من المؤسّسات المهنية ومجموعات حرّية الصحافة وجمعيات الإعلام والصحافيين العالمية؛ تمّ الاتّفاق بين اتّحاد الصحافيين الدولي ومعهد الصحافة الدولي في نوفمبر من سنة 2002م على إنشاء معهد دولي لسلامة الصحافة العالمية، والترويج للممارسات الحسنة خلال التدريب على السلامة وتوفير المُعَدّات والمساعدة للصحافيين والعاملين في الإعلام.