معجم المصطلحات الكبير
تَوْراة
الأديان

۞ التوراة، هي كِتبيل اليهود أو العبريين، ويطلق هذا الاسم على الكتب الخمسة الأولى من السِّفْريل العِبْري biblical hebrew والذي يُسمّى بالعهد القديم، وهي: التكوين، الخروج، اللاويين، العدد، التثنية، وتعتبر التوراة أهم جزء في السفريل العبري الذي يتكوّن من ثلاثة أجزاء رئيسة، هي: التوراة، الأنبياء، الكتابات. العهد القديم تسمية مسيحية للكتبيل اليهودي والذي يسمّى عند اليهود بالتَّناخ أو التناك. التوراة، مجموعة من الأسفار كتبها على فترات زمنية متباعدة امتدّت زهاء ألف عام محرّرون مختلفون (من سنة 1100 قبل الميلاد على وجه التقريب إلى القرن الثاني قبل الميلاد)، لسنا على بيّنة من أمر هؤلاء الكتبة، بيد أنّنا على ثقة من أنّ جمهرتهم ليسوا هم الذين تُنسب إليهم، عدّة هذه الأسفار 39 سفرا، تنتظم جميعا على فكرة واحدة، هي علاقة الإله يَهْوَه بشعب إسرائيل الذي اختاره شعبا خاصّا له، وسار إلى جانبه عبر جميع مراحل تاريخه، وقد استعمل كلّ محرّر أو مجموعة من المحرّرين مصادر متباينة المنشأ، كالقصص الشعبي والموروثات الشفوية المتداولة، زيادة على بعض المصادر المكتوبة أشاروا إليها في مواضع مختلفة من النصوص، لا نعلم عنها وعن مصداقيتها التاريخية شيئا سوى العلاوين. هذه الكتب الخمسة جُمعت ونُسبت إلى موسى عليه السلام، وهي:

1- سفر التكوين أو سفر الخليقة : وقد سُمّي بهذا الاسم لاشتماله على كيفية خلق العالم، وكيف خلق الله الخليقة وذرأ البشر، وكيف خلقت الأرض والسماء، وتحدّث عن الإنسان الأوّل الذي كان في الجنّة وخرج منها ونزل إلى الأرض، وقد ضمّ هذا السفر إلى جانب قصّة الخلق، حديثا عن حياة آدم مع أولاده وقتل قابيل لهابيل، وقصّة الطوفان، وتاريخ حياة إبراهيم وإسحاق ويعقوب والأسباط، ودخولهم إلى مصر، وحياتهم فيها إلى أن مات يوسف عليه السلام.

2- سفر الخروج : سُمّي بهذا الاسم لأنّه يحكي قصّة خروج بني إسرائيل من مصر، ويؤرّخ للفترة التي كانت من بعد موت يوسف عليه السلام، حتّى دخول بني إسرائيل إلى أرض كنعان، ويضمّ هذا السفر كثيرا من المسائل التشريعية والتعاليم الدينية، ووصفا لما كان من بني إسرائيل مع الإله «يَهْوَه» كما اشتمل سفر الخروج على الوصايا العشر التي أنزلها الله على موسى عليه السلام، وكيف كان صعود موسى جبل الطور وتلقّي كلام الله.

3- سفر العدد : أطلق هذا الاسم على هذا السفر لأنّ أكثر آياته تقسيمات عددية، فهو يقسّم أسباط بني إسرائيل ويرتّب درجاتهم ومنازلهم وعدد الذكور منهم، إلخ، كما اشتمل على أحوال بني إسرائيل في التيه وحياتهم، بالإضافة إلى كثير من التعاليم الدينية والطقوس الكهنوتية، والتنظيمات المدنية والاجتماعية.

4- سفر الأحبار أو سفر اللاويين : نسب هذا السفر إلى أسرة لاوي التي أعطاها موسى تابوت العهد، وحمّلهم مسؤولية الحفاظ على التوراة ومدارستها لبني إسرائيل، يتميّز باقتصاره على التشريعات والكفّارات، والبشارات والإنذارات، والطقوس والأعياد، والمحرّمات من الأنكحة والأطعمة.

5- سفر التثنية أو سفر تثنية الاشتراع : اكتسب هذا السفر تسميته من تلك الظاهرة التي تميّز بها عن غيره من الأسفار الأخرى، حيث تكرّرت فيه الأحكام والتشريعات من أجل تثبيتها في نفوس المؤمنين، فلأنّه آخر الأسفار عُرِضت فيه الوصايا العشر والأحكام والتشريعات مرّة أخرى، فهي مكرّرة مثنّاة، من أجل ذلك حمل اسم سفر التثنية. وقد ضمّ هذا السفر إلى جانب الوصايا العشر والأحكام والتشريعات حديثا عن الكهنة والنبوّة، واختيار موسى ليوشع بن نون خلفا له في قيادة بني إسرائيل دينيا ودنيويا.

تُسمّى هذه الكتب أحيانا بالأسفار الخمسة pentateuch، فإذا أضيف إليها سفر يشوع صار عدد الأسفار ستّة hexateuch، نرى في السفر السادس، كيف أنّ يشوع قاد أبناء الذين خرجوا من مصر إلى فلسطين. هذه الكتب الخمسة هي التي لا تختلف فيها فِرَق اليهود ولا النصارى، فالسامريون لا يعترفون إلاّ بها. تختلف هذه الكتب بين اليهود والنصارى في عددها وكيفيتها، ويقال بوجود توراتين؛ التوراة المكتوبة وهي التي تلقّاها موسى عند جبل حوريب بسيناء شِفاها من الله تعالى عند الميقات الزماني والمكاني، اللذين حدّدهما الله له، بعد خروج بني إسرائيل من مصر، ثمّ كتبها موسى عليه السلام بيده، وهي تؤلّف المجموعة الأولى من السِّفْرِيل (الكتاب المقدّس) أو العهد القديم، وقد جرت العادة منذ الترجمة اليونانية المعروفة بالسبعينية، أن يُسمّى كلّ سفر حسب محتواه. الثانية شفوية، تناقلها الحاخامون عن موسى ولها قدسية التوراة نفسها، وتُسمّى هذه التوراة بالتلمود، والسامريون وفرقة القرّائين لا يعترفون به، وكذلك فرق النصارى، ولم يذكره القرآن الكريم ولم يشر إليه، ويتألّف التلمود من النصّ: المشنا وشرحه الجِمارا. ثمّة تلمودان، البابلي والأورشليمي.

توجد أسفار كثيرة سقطت وضاعت، ذكرتها التوراة ولا نعرف إلا أسماءها، منها سفر ياشر، وسفر عِدُّو الرائي، وقد خلق سفر ياشر مشكلة للباحثين في شؤون التوراة وللدارسين والمعتذرين والمدافعين والمحرّرين، وانتهوا في النهاية إلى القول بأنّه ديوان شعر جميل من قبيل شعر الحماسة عند العرب استنادا إلى أنّه ذكر في العهد القديم، ومرّة ثانية في سفر صموئيل الثاني، ورَثا داود بهذه المرثاة شاول ويوناثان ابنه، وقال: أنّ يتعلّم بنو يهوذا نشيد القوس هو ذا ذلك مكتوب في سفر ياشر، وقال آخرون، بل هو النخاع الديني للعهد القديم، وأنّه من وضع سليمان إمّا بيده أو بتوجيه منه. بعض الأسفار اعترفت بها بعض الفرق دون أخرى، وبعضها فيه زيادات عند بعض الفرق ونقص عند فرق أخرى.

۞ لقرون عديدة؛ عَدَّ قُرّاء السفريل العبري، –كأمر مفروغ منه– أنّ كتب السفريل كانت وحيا مقدّسا، وتاريخا دقيقا بالوقت نفسه، أوحى الله بها مباشرة إلى عدد كبير واسع من الحكماء، والأنبياء، والكهنة من بني إسرائيل. افترضت المراجع الدينية الرسمية، سواء اليهودية، أو المسيحية -بشكل طبيعي- بأنّ كتب موسى الخمسة إنّما أنزلت عليه، وأنّه قام بكتابتها بنفسه، وذلك قُبيل موته مباشرة، وهو جبل نيبو، كما يروي كتاب سفر التثنية. أمّا أسفار يشوع، والقضاة، وصموئيل، فعُدَّت جميعا سجلاّت مقدّسة، احتفظ بها النبي الجليل صموئيل في شيلوه shiloh، وعدّ سفر الملوك (الأوّل والثاني) مُدوَّنين بقلم النبي إرميا، وعلى المنوال نفسه؛ ساد الاعتقاد بأنّ الملك داود هو مؤلّف المزامير، وأنّ الملك سليمان هو مؤلِّف سفر الأمثال، وسفر نشيد سليمان. ولكن؛ مع بزوغ فجر العصر الحديث، في القرن السابع عشر، وجد العلماء الذين كرّسوا أنفسهم للدراسة الأدبية واللغوية المفصّلة للسفريل أنّ الأمر ليس بتلك البساطة أبدا. لقد أبرزت الحجج القوّية للعقل والمنطق عند تطبيقها على نصوص السفريل، تساؤلات مثيرة ومزعجة جدّا حول الثقة التاريخية للسفريل العبري.

كان السؤال الأوّل: هل من الممكن أن يكون موسى هو حقّا مؤلِّف كلِّ الأسفار الخمسة الأولى من السفريل العبري المعروفة بكتب موسى؟ كيف ذلك، والسِّفْر الأخير منها أي سفر التثنية يصف بتفصيل دقيق ظروف موت موسى، ووقت وفاته بالضبط. وليس هذا فحسب، بل سرعان ما ظهرت تناقضات أخرى أيضا: النصّ التوراتي مليء بالتعليقات الجانبية الأدبية، التي توضّح الأسماء القديمة لبعض الأماكن، ويلاحَظ كثيرا بأنّ أدلّة الأحداث التوراتية المشهورة ما زالت مرئية إلى يومنا هذا. لقد أقنعت هذه العوامل بعضَ علماء القرن السابع عشر أنّ أسفار السفريل العبري الخمسة الأولى على الأقلّ قد كُتبتْ، ثم وُسِّعتْ، وزيّنت لاحقا، من لدن محرّرين مجهولين، ومراجعين متعدّدين، على مدى عدّة قرون.

مع نهاية القرن الثامن عشر، وبدرجة أكبر في القرن التاسع عشر، بدأ العديد من العلماء الناقدين المتخصّصين بالسفريل يشكّون في أن يكون لموسى أي يد على الإطلاق في كتابة أسفار التوراة، واتّجه عديد منهم إلى الاعتقاد بأنّ التوراة كانت حصرا من عمل كتّاب تالين. وقد أشار هؤلاء العلماء إلى ما يبدو أنّه نُسَخ مختلفة لنفس القصص ضمن الأسفار الخمسة للتوراة، فاقترحوا بأنّ النصّ التوراتي كان نتاجا لعدّة أيدي يسهل التمييز بينها، فأي قراءة حذرة لسفر التكوين على سبيل المثال تكشف عن نُسختين متعارضتين لقصّة الخَلْق (1\1-2\ 3و2\4-25)، فهناك سلسلتا نَسَب مختلفتان جدّا لنسل آدم (4\17-26 و5\1-28)، وثمّة قصّتا طوفان منفصلتان، ثمّ مرتّبتان ثانية مع بعضهما (6\5-9\17)، بالإضافة إلى أنّ هناك العشرات من نماذج التكرار المضاعف، وأحيانا المثلّث للأحداث نفسها في قَصَص رحلات الآباء، والخروج الجماعي من مصر، وإنزال الشريعة.

على الرغم من ذلك؛ كان هناك ترتيب واضح في هذا الذي بدا أنّه تكرار فوضوي. فقد بدأ يلاحظ منذ وقت مبكِّر في القرن التاسع عشر (كما شرح ذلك بوضوح العالم التوراتي الأمريكي ريتشارد إليوت فريدمان Richard Elliott Friedman في كتابه من كتب السفريل؟) بأنّ التكرار المضاعف الذي يظهر لأوّل وهلة في سفر التكوين، وسفر الخروج، وسفر العدد، لم يكن مجرّد روايات مختلفة مذكورة بنحو اعتباطي، أو تكرار ثانٍ للقَصَص نفسه. لقد أبقت كلّ رواية بعض الخصائص، التي يُمكن تمييزها بسهولة، بواسطة الاصطلاحات terminolgy والتركيز الإراضي (الجغرافي) المعيّن، لا سيّما وبشكل واضح جدّا تميّز الأسماء المختلفة المستعملة عند وصف إله إسرائيل. نجد مجموعة من الروايات تستعمل أثناء روايتها التاريخية الاسم الرباعي يَهْوَه بشكل مستمرّ (والذي يَفترض أكثرُ العلماء أنّه لفظ بكسر الواو؛ أي يَهْوِه Yahweh)، وتبدو مهتمّة أكثر بكثير بقبيلة يهوذا ودولتها الجنوبية في رواياتها المختلفة، في حين تستعمل المجموعة الأخرى من القصص الاسم إيلوهيم Elohim، أو إيل في حديثها عن الله، وتبدو مهتمَّة بشكل خاصٍّ ورئيسٍ بالقبائل والأراضي التي تقع في شمال البلاد؛ مثل قبائل أفرايم، ومَنَسَّى Manasseh، وبنيامين. وبمرور الوقت، أصبح واضحا أنّ التكرار اُشتقّ من مصدرين متميِّزين كُتِبا في أوقات مختلفة، وأماكن مختلفة. وقد أعطى العُلماءُ الاسم «جي» J للمصدر اليهوي Yahwist (تُهجّى Jahvist من الألمانية)، والاسم «إي» E للمصدر الإيلوهيمي Elohist، لذينك المصدرين على الترتيب.

أقنعت الاستعمالات المتميِّزة للمصطلحات الإراضية والرموز الدينية والأدوار التي كانت القبائل المختلفة تلعبها في المصدرَين العلماءَ أنّ النصّ «جي» كُتب في أورشليم (القدس)، ومثَّل وُجهة نظر الحكم المَلَكي المتَّحد، أو مملكة يهوذا، وافترضوا أنّ كتابته تمّت مباشرة بعد عهد الملك سليمان (970-930 ق.م). هذا؛ في حين بدا سفر التثنية في رسالته المتميّزة وأسلوبه الخاصّ وثيقة مستقلّة سُمّيت «دي» D، ويوجد بين أقسام التوراة التي يمكن أن تنسب إلى «جي» أو «أي» أو «دي» عدد كبير من الفصول التي تتعامل مع الأمور الطَّقْسية. اتّجه العلماء مع الزمن إلى اعتبار هذه الأجزاء اقتباسا من مصدر طويل دُعي «بي» P أو المصدر الكهنوتي priestly الذي يركّز باهتمام خاصّ على أمور الطهارة والعبادات والطقوس، وأحكام تقديم القرابين. بكلمة أخرى؛ اتّجه العلماء بشكل تدريجي إلى النتيجة الحتمية القائلة بأنّ الكتب الخمسة الأولى للسفريل العبري كما نعرفها الآن هي حصيلة عَمَلية تحريرية معقّدة ثم خلالها تجميع الوثائق المصدرية الرئيسة الأربعة «جي»، و«إي»، و«بي»، و«دي» ودمجها بشكل ماهر، وتمّ الربط بينها بشكل حاذق من قبل النسّاخ أو المنقّحين، الذين ظهرت آثار تنقيحاتهم الأدبية وجُمَل ربطهم (دعاها بعض علماء المقاطع «آر» R) بشكل جُمل انتقالية وتعليقات جانبية تحريرية، وقد حدثت آخر هذه التنقيحات في فترة ما بعد النفي.

تفاوتت آراء العلماء في العقود القليلة الماضية حول تواريخ ومؤلّفي هذه المصادر الفردية اختلافا بيّنا وكبيرا، فبينما رأى بعضهم أنّ تلك النصوص أُعدّت وحُرّرت خلال عهد الحكم الملكي المتّحد ومملكتي يهوذا وإسرائيل (1000-586 ق.م)، أصرّ آخرون على أنّها تأليفات متأخّرة، تمّ جمعها وتحريرها من قبل الكهنة وكتّاب أثناء النفي البابلي، والعودة منه (في القرنين السادس والخامس قبل الميلاد)، أو حتّى في وقت متأخّر أكثر يصل إلى الفترة الهيلِّينية (القرون من الرابع إلى الثاني ق.م). وأيّا كان الأمر، فقد أصبح الكلّ يُجمع على أنّ الأسفار الخمسة (التوراة) ليست تأليفا فرديا واحدا (كتلة واحدة)، بل تجميع وترقيع لمصادر مختلفة، كلّ منها كُتبَ تحت ظروف تاريخية مختلفة، لإبداء وُجهات نظرٍ دينية أو سياسية مختلفة.

بدأت الأسفار الأربعة الأولى من السفريل العبري (التكوين، الخروج، اللاويين، العدد) نتاج دمج بارع بين المصادر «جي» J، و«إي» E، و«بي» P، أي المصدر اليَهْوي والإلوهيمي والكهنوتي، في حين كان وضع السفر الخامس أي سفر التثنية مختلفا تماما؛ لأنّه حمل مصطلحات مميّزة لا يشاركه فيها أي من المصادر الأخرى، كما تضمّن إدانة شديدة لعبادة الآلهة الأخرى، وطرح تصوّر جديدا لله، ككائن متعالٍ جدّا، ونصّ على التحريم المطلق لتقديم أي قرابين لإله إسرائيل، في أي مكان سوى الهيكل في أورشليم. وقد اعترف العلماء منذ عهد بعيد بارتباط محتمل بين هذا السفر، وكتاب غامض آخر، هو: «سفر الشريعة»، الذي اكتشفه الكاهن الأكبر «حلقياه» أثناء إعادة بناء الهيكل في حكم الملك يوشِيّا Josiah سنة 633 ق.م وقد أصبحت هذه الوثيقة كما يروي سفر الملوك الثاني 22\8- 23\24 مصدر إلهام لإصلاح ديني ذي شدّة لا نظير لها من قبل.

إنّ تأثير سفر التثنية على الرسالة النهائية للسفريل العبري أبعد بكثير من أحكامه القانونية الصارمة. إنّ القصّة التاريخية المترابطة التي ترويها الأسفار التي تلي أسفار التوراة الخمسة أي أسفار يشوع، والقضاة، وصموئيل 1و2، والملوك 1و2 ذات صلة وثيقة جدّا بسفر التثنية لغويا ولاهوتيا، إلى حدِّ أنّ أصبح العلماء منذ منتصف أربعينيات القرن الماضي يطلقون عليها عبارة التاريخ التثنوي deuteronomistic history، ويُعدّ هذا العمل الأدبي العظيم العمل التاريخي الثاني الذي يقصّ تاريخ إسرائيل في السفريل العبري، حيث تواصل تلك الأسفار قصّة مصير شعب إسرائيل من غزوه للأرض الموعودة وحتّى المنفى البابلي، وتعبِّر عن عقيدة حركة دينية جديدة برزت بين بني إسرائيل في وقت متأخّر نسبيا. وقد حُرِّر هذا العمل أكثر من مرّة أيضا. ويرى بعض العلماء بأنّ هذا التاريخ تمّ تأليفه أثناء فترة النفي في محاولة للمحافظة على تاريخ، وثقافة، وحضارة، وهوّية الأمّة المقهورة؛ بعد كارثة دمار أورشليم، في حين يقترح علماء آخرون بأنّه –بشكل رئيس– تمّت كتابة التاريخ التثنوي في أيّام الملك يوشيّا لخدمة عقيدته الدينية، وطموحاته الإقليمية، وبأنّه أُنهي وحُرِّر بعد عقود قليلة من المنفى.

أمّا سفرا أخبار الأيّام الأوّل والثاني –اللذان يشكّلان التأليف التاريخي الكبير الثالث في السفريل العبري الذي يعالج تاريخ شعب إسرائيل قُبيل عهد النفي– فقد وُضعا في القرن الخامس أو الرابع ق.م؛ أي بعد عدّة قرون من الأحداث التي يصفها. ويميل المنظور التاريخي للسفرين بشدّة لمصلحة الادّعاءات التاريخية والسياسية لسلالة داود ولأورشليم؛ ويهملان الشمال كلّيا تقريبا. يعكس سفرا أخبار الأيّام –بأساليب عديدة، بشكل فردي– عقيدة وحاجات أورشليم المعبد أو الهيكل الثاني؛ حيث يُعيد تشكيل الجزء الأكبر من القصّة التاريخية، التي كانت مدوَّنة ومكتوبة من قبل. (التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها. إسرائيل فِنْكلْشتاين، ونيل إشر سيلبرمان).

تعليق

تقول المصادر العربية إنّ التوراة كلمة عبرية معرّبة معناها التعليم أو الشريعة، إلاّ أنّ قواعد الاستفان بيّنت أنّ أصل كلمة «توراة» في العربية هو «سُورات» جمع سورة، لأنّ التاء تُبدل من سين على قاعدة لا تكاد تخيب في القياس، وهي في الفرنسية والكلزية torah بمعنى سورة sorah مفرد سورات، الحرف «h» هاء السكت، مثلها في الكلزية كلمة sheetah التي تعني الفهد أصلها في العربية قِطّة، وعلى أساس هذا التخريج تكون كتابتها الصحيحة بالتاء المفتوحة أي «تورات». لم تُقرن التوراة في القرآن الكريم بموسى عليه السلام قطّ، بل لا يُذكر إلاّ بالكتاب، كما في مثل قوله تعالى: «ولقد آتينا موسى الكتاب وقفّينا من بعده بالرسل وَآتينا عيسى ابن مريم البيّناتِ وأيّدناه بروح القدُس» البقرة (87)، وكذلك في قوله تعالى: «ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا» الفرقان (35). ولو كانت التوراة هي الكتاب لما فرّق الله جلّ وعز بينهما في قوله تعالى: «ويُعلِّمه الكتاب والحكمة والتوراةَ والإنجيل» آل عمران (48)، فالكتاب في القرآن هو الشريعة، أي ما نزل على بني إسرائيل في عهد موسى من تشريع وغيره والذي أضيف إلى التشريعات القديمة. أمّا التوراة فقد قُرنت بيعقوب، وأوّل ما بدأ من التوراة في النزول كان في عهده عليه السلام، نقرأ ذلك في قوله تعالى: «كلّ الطعام كان حِلاّ لبني إسرائيل إلاّ ما حرّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تُنَزّل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين» آل عمران (93). فقد نزلت التوراة على نبي الله يعقوب عليه السلام أوّل مرّة على شكل سورات يتعبّد بها، هو وبنوه وأحفاده، مع بعض التشريعات التي تنظّم الأسرة، كتحديد الأطعمة الحلال والأنكحة الصحيحة والأخرى المحرّمة والفاسدة، ثمّ أضيفت إليها بعد ذلك التشريعات الأخرى التي نزلت على بني إسرائيل خلال تاريخهم الطويل لا سيّما حينما أصبحوا أمّة تتألّف من عدّة قبائل.

التوراة التي يؤمن بها اليوم مئات الأبلاف من اليهود والنصارى، لا يمكن أن تكون من كلام الله تعالى، يقول يوليوس فلهاوزن: إنّ تأليف هذه الأسفار تمّ بعد موسى بعدّة قرون، حتّى الذين قالوا إنّ الأسفار الخمسة تنسب إلى موسى اقتنعوا بأنّها كانت من مصادر مختلفة.

  • - المصدر اليَهْوِي نسبة إلى يَهْوَه، وهو اسم يطلق على الله في هذا المصدر، ويقولون أُلّف عام 850 ق.م؛
  • - المصدر الإيلوهيمي نسبة إلى إيلوهيم، وهو اسم يطلق على الله في هذا المصدر، وألّف في 770 ق.م، وقد أُدمج المصدران في 650 ق.م؛
  • - المصدر التثنوي، أُعلن العثور عليه في 630 ق.م؛
  • - المصدر الكهنوتي، صدر عن كهنة معبد القدس ويرجع إلى زمن عِزرا أو عُزير 444 ق.م، وهو أكبر معلّم يهودي.

يقول الباحث اليهودي ريتشارد إليوت فريدمان إنّ «إيل» الإله الكنعاني، هو فعلا الإله الذي عبده بنو إسرائيل في كنعان من قبل موسى بوقت طويل، من حيث إنّه الإله الذي دارت تقاليدهم المتعلّقة بأسلافهم إبراهيم وإسحق ويعقوب حوله. وهذا صحيح حيث نجد «إيل» في اسم نبي الله إسماعيل، وفي إسرائيل لقب يعقوب، وإيل اسم مقتصر من إيلوهيم، والذي هو إيلوه بمعنى إله في العربية أمّا «يم» فهو التمييم الذي يوجد في بعض اللهجات العروبية القديمة، محرّف عن التنوين في العربية، فالنون والميم تتعاقبان، إذن إيلوهيم أصلها إيلوهٍ بمعنى إلهٍ، وليس معناها آلهة كما يعتقد البعض، ويسمّى هذا الخلط في الاستفان بالتوهّم، ومثلها كلمة قُويم goyim في العبرية التي تترجم في العربية بالأغيار، فقد توهّموها جمعا لأنّها وافقت صيغة الجمع في العبرية، واشتقوا منها goy للمفرد، وهي في الواقع قُوَيْم تصغير قَوْم، وتقابل في المصطلح القرآني الأمّي نسبة إلى الأمّة أو الأمم من غير أهل الكتاب.

وعلى هذا يكون «يَهْوَه» إلها منتحلا من الأمم الأخرى ربّما من الفرس من «شاهنشاه» بمعنى ملك الملوك، لأنّ «يهوه» قد تكون «شَهْوُيَه» jéhovah من شَهْ–وُ–شَه jéh-o-jah، فالياء تُبدل من شين بالتعدية أي أنّ الياء تنقلب من جيم، والجيم تنقلب من شين، بمعنى أنّ الشين تتعدّى إلى الياء عن طريق الجيم، مثال ذلك اسم يونس يصبح Jonas، جمل تصبح chamelle بمعنى ناقة في الفرنسية. وعليه تكون التوراة قد وُضعت زمن السبي البابلي أو بعده أي ما بين القرنين السادس والخامس قبل الميلاد، فقد تعرّض اليهود للهزيمة والقتل والسبي على أيدي الآشوريين عام 720 ق.م، وعلى أيدي البابليين عام 586 ق.م، وتعرّض هيكلهم للدمار والذي كان يحتوي على كتبهم المقدّسة، ففي غمرة هذه الفوضى والمذابح والرحيل ضاعت التوراة. ولنا أن نرجّح أيضا أنّ اليهود قد حافظوا على التوراة خلال عهد القضاة وعهد طالوت وداود وسليمان، لأنّهم كانوا متمسّكين بديانتهم تحت قيادة الأنبياء والصالحين. لكن بعد وفاة سليمان عليه السلام في أواخر القرن العاشر قبل الميلاد انقسمت دولة اليهود إلى قسمين، دولة في الشمال وتُسمّى مملكة إسرائيل وعاصمتها السامرة (شكيم)، وأخرى في الجنوب وتسمّى يهودا أو يهوذا وعاصمتها القدس، يخبرنا السفريل العبري أنّ هاتين الدولتين شاع فيهما الفساد الديني والاجتماعي والرذيلة، وانتشرت فيهما الوثنية، وعبد معظم حكّامها الأوثان، واضطهدوا الموحّدين، وفي هذه البيئة يمكن أن تتعرّض التوراة للضياع والإهمال في غياب الإيمان بها وغياب السلطة التي ترعاها وتحفظها.

لذلك لم تعرف القيادة الإسرائيلية في فارس عن موسى شيئا سوى اسمه وبقايا من ظلاله، لا سيّما «عُزير» المعلّم اليهودي الأعظم، الذي يعتبر مؤلّف اليهودية من دون منازع، ولهذا قال القرآن الكريم: «وقالت اليهود عُزير ابن الله» التوبة (30). وقد جَمعت هذه الأسفار خليطا من التجميع الأسطوري والتأليف الأدبي نتيجة لعملية استمرّت قرونا عديدة من الاستنساخ والتأليف والتلفيق والمراجعة والتحوير والإلواء والحذف، والإضافة وإعادة الصياغة، وقد أخبر الله تبارك وتعالى أنّ ما في أيدي اليهود ليس الكتاب كلّه، بل هو جزء منه فقط، لأنّ هذه التوراة الموجودة عند اليهود اليوم ضمّت الكثير من القصص المحرّمة من حياة الفجور الليلي، وحكايات القتل المربكة أثناء مطاردة الربّ لموسى خلسة ومحاولة قتله (سفر الخروج 24. 4-26)، وعلى الرّغم من كلّ هذا فإنّ التوراة ضمّت استبصارات وأقساما هامّة من التعاليم الأخلاقية المنطلقة من الوصايا العشرة، يقول الله تعالى: «ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولّى فريق منهم وهم معرضون» ص (290). والمراد هنا بالنصيب من الكتاب جزء من الشريعة والأحكام، وهذا الجزء يمكن أن يظلّ صحيحا حتّى مع فقدان النصّ الأصلي حيث يكفي فقط أن تكون ترجمته صحيحة، أو مكتوبا على نحو يحافظ على الأحكام من الضياع ويبيّن في الوقت نفسه الطريقة الصحيحة لتطبيقها.

الظاهر أنّ التوراة بقيت محفوظة من عهد نبي الله يعقوب إلى زمن سليمان عليهما السلام، وإنّما ضيّع بنو إسرائيل توراتهم في زمن السبي البابلي أو بعده، فأنبياء اليهود وأحبارهم ورهبانهم الذين جاؤوا من بعد السبي كانوا يعودون إلى نصوص مترجمة غير أصلية في تطبيقهم للشريعة الموسوية على اليهود بما فيهم زكريا ويحيى، حيث يقول المولى تبارك وتعالى: «إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربّانيون والأحبارُ بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء» المائدة (44)، كما أخبر القرآن الكريم أنّ السفريل العبري يضمّ أيضا مع الوحي كتابات بشرية أخرى، وذلك في قوله تعالى: «فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثمّ يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا، فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون» البقرة (79)، ثمّ إن يد التحريف امتدّت أيضا إلى نصوص الوحي المنزّل إليهم، قال تعالى: «أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثمّ يحرّفونه من بعد ما عَقَلوه وهم يعلمون» البقرة (75). يخبرنا سفر الخروج (12\40) أنّ اليهود مكثوا في مصر 430 عاما، إلاّ أنّ ما جاء في القرآن يبيّن لنا أنّ هذه المدّة كانت أقلّ من ذلك بكثير، وهذا ما نستشفّه من قوله تبارك تعالى: «ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبيّنات فما زلتم في شكّ مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا» غافر (34)، حيث بقيت ذكرى يوسف نابضة بالحياة لم تنقطع، بل قريبة جدّا، ويدعمّ هذا الرأي قول فرعون نفسه عن بني إسرائيل: «إنّ هؤلاء لشرذمة قليلون وإنّهم لنا لغائظون وإنا لجميع حاذرون» الشعراء (54)، لذلك يمكن القول إنّ المدّة بين يوسف وموسى عليهما السلام لا يمكن أن تتجاوز مئتي سنة، ممّا يؤكّد بقاء التوراة في أيدي بني إسرائيل من زمن نزولها على يعقوب عليه السلام إلى عهد موسى.

يخبرنا القرآن الكريم أنّ التوراة الصحيحة عادت إلى الظهور مرّة أخرى في زمن عيسى ابن مريم عليهما السلام مع الإنجيل، وذلك في قوله تعالى: «ويُعلِّمه الكتاب والحكمة والتوراةَ والإنجيل» آل عمران (48)، ولكن ما يؤسف له أنّ بني إسرائيل كلّهم على اختلاف مللهم ونحلهم وطوائفهم لم يؤمنوا بعيسى عليه السلام، بل خذلوه وعادوه واتهموه في نسبه ثمّ ألّبوا عليه الرومان وسعوا في قتله، وفي جبل الزيتون الواقع شرقي بيت المقدس وقف عليه السلام ينذر جموع اليهود ويقول: «يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها! كم مرّة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة أفراخها تحت جناحيها، ولم تريدوا.. هو ذا بيتكم يُترك لكم خرابا (متّى 37-38)». ونقرأ هذا الحوار في إنجيل يوحنّا (39، 40، 44) والذي يخبرنا بسعي اليهود إلى قتل المسيح وتعريضهم بولادته في قولهم نحن أبناء إبراهيم: «قال اليهود للمسيح، أبونا هو إبراهيم، قال لهم يسوع: لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم... ولكنكم تطلبون قتلي... وهذا ليس عمل إبراهيم... أنتم من أب هو إبليس». والنتيجة الطبيعية لهذا الجحود والكفر أن ضاعت التوراة مرّة أخرى ضياعا أبديا، وكذلك ضاع الإنجيل أيضا، وما بقي في أيدي الناس اليوم هو كتابات تاريخية توثّق لحياة المسيح عليه السلام من وقت الحمل به إلى قيامته بعد صلبه كما يعتقد النصارى، كما تحتوي على أقواله ومواعظه، وبعض التشريعات القليلة المتعلّقة بالزواج والطلاق.

لا يوجد اليوم أي نسخة من التوراة تعود إلى عصر موسى أو عصر داود وسليمان ولا عصر المنفى، ولا نملك تلك النسخة التي قرأها عزير في بداية القرن الرابع الميلادي على اليهود. وأقدم نسخة للتوراة موجودة اليوم، هي تلك المكتشفة في كهوف قمران قرب الشاطئ الشمالي الغربي للبحر الميّت ابتداءً من سنة 1947م، والتي يرجع تاريخ تدوينها إلى القرن الثالث أو الثاني قبل الميلاد على أفضل تقدير، أي بين تاريخ كتابتها، وتاريخ النسخة الأصلية في عهد موسى عليه السلام فجوة زمنية تقدّر بألف سنة أو أكثر، وهذه الفجوة الزمنية كافية لتتعرّض التوراة فيها للتغيير والتحريف. قبل اكتشاف وثائق قمران كانت أقدم نسخة من التوراة ترجع إلى نهاية القرن التاسع وبداية القرن العاشر الميلادي أي بعد أكثر من ألفي سنة من عهد موسى عليه السلام.

من خصائص النقل الشفوي للحديث الإلْواء وهو الخلل في تتابع الأحداث التي تُروى في القصّة كالتقديم والتأخير في الحدث، كما قد يأخذ أبطال القصّة أدوار بعضهم بعضا، وهذا ما أسماه العرب قديما بالإلواء، يُقال ألويت عنه الخبر إذا أخبرته به على غير وجهه، نجد هذه الظاهرة سيّما فيما يُنقل من أخبار الأنساب، يقول في هذا الشأن الربيز: جواد علي في كتابه المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام (ص 484-485): «ولم يفطن أهل الأخبار إلى خلطهم في هذا النسب وإلى سكوت التوراة عن نسبها، ولا أدري من أين جاءوا بـ(يكفور)، أو (مفطور)؟! وكيف يجوز أن تكون (قطوراء) من نسل (إفراهم بن أرغو بن فالخ)؟! فـ(إفراهم) هو (إبراهي)، وهو زوج (قطورة) لا والدها أو جدّها أو جدّ جدّها أو ما شاكل ذلك! ثم إن نسب (إبراهيم) على هذه الصورة هو نسب مغلوط يدل على جهل، فإنه (إبراهيم) وهو (إبرام) في التوراة، هو ابن (تارح) و(تارح) هو ابن (ناحور) و(ناحور) ابن (سروج) وهذا هو ابن (رعو) الذي صار (أرغو) عند الإسلاميين، و(رعو) هو ابن (فالج) الذي صار (فالغ) عند أهل الأخبار؛ فترى من ذلك كيف خلط أهل الأخبار، وكيف كان علمهم بالقصص المأخوذ من التوراة. وكل هذا الجهل ناشئ من اعتمادهم على الأخذ شفاهًا من أهل الكتاب، ومن عدم رجوعهم إلى نصّ التوراة». أخبار التوراة أيضا مُلواة، ذلك أنّها رُويت شِفاها، فحدث فيها خلط من صنف ما ذكره الربيز جواد علي، وأكثر من ذلك، نجد مثال ذلك في قصّة السامري الذي صنع عجلا لبني إسرائيل فعبدوه من دون الله تعالى كما ذكر القرآن الكريم، بينما في التوراة هارون هو من صنع لهم العجل، ضيوف إبراهيم عليه السلام، ملائكة في القرآن، بينما في التوراة يهوه نفسه الذي قَدِم ضيفا على إبراهيم، وإليه قدّم إبراهيم العجل السمين. نجد الإلواء في اللغة أيضا، القطّة في العربية تصبح في الكلزية sheetah ولكن بمعنى الفهد، العِرْس في العربية بمعنى لبؤة الأسد، تصبح في الفرنسية ours بمعنى الدبّ، فصل الصيف saifon في العربية يصبح في الفرنسية saison ولكن بمعنى فصل من فصول السنة، عين ain في العربية تصبح يد في الفرنسية m-ain، الرأس ras في العربية، يُصبح b-ras بمعنى الذراع في الفرنسية، وغير هذا كثير.

مترادف

تَوْرَات

لغة كلزية

torah
لغة فرنسية

torah
مراجع

  • التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها. الربيز: إسرائيل فِنْكلْشتاين، ونيل إشر سيلبرمان. ترجمة: سعد رستم. صفحات للدراسات والنشر، 2005م. دمشق، سوريا.
  • دراسة في الأناجيل الأربعة والتوراة. إعداد: محمّد السعدي. دار الثقافة، 1985م. الدوحة، قطر. جمعية الدعوة الإسلامية، المركز الإسلامي، مالطا.
  • القصص القرآني ومتوازياته التوراتية. فراس السواح. مؤسّسة هنداوي، 2017م. المملكة المتّحدة.

مخطوطة للسفريل العبري مع النطق الكامل والتوضيح والتعليقات الماسورية، كتبت في الأندلس سنة 1300م. مصدر الصورة: مكتبة الكونغرس الأمريكي.

مخطوطة للسفريل العبري مع النطق الكامل والتوضيح والتعليقات الماسورية، كتبت في الأندلس سنة 1300م. مصدر الصورة: مكتبة الكونغرس الأمريكي.