معجم المصطلحات الكبير
تَعْهِيد
الاقتصاد

التعهيد، هو التعاقد الخارجي، أي إسناد إنجاز عملية خاصّة بالعمل من لدن شركة كانت تقوم بها بنحو داخلي فيما مضى، إلى شركة مستقلّة حيث تشترى العملية كخدمة. تسعى بعض الشركات إلى التعهيد لمواجهة الضغوط التنافسية التي تفرض السعي للاحتفاظ بالعملاء والحفاظ على هوامش ربح مرتفعة معا، حيث يتضمّن التعهيد بعض الوظائف أو الخدمات العامّة، أو الموارد البشرية (خدمات الحِفالة)، أو المالية (المحاسبة)، أو التسويق والاتصالات، أو الأمن وصنعياء المعلومات، أو التنظيف والصيانة، أو غيرها في النواحي ذات الأغراض غير الحسّاسة أو غير السَّنافية من أعمال المؤسّسة أو تلك التي لا مساس لها بجوهر رسالتها، بينما تركّز الشركة على أنشطتها الأساسية وتجارتها الخاصّة، وتقديم المنتجات والخدمات التي تتقنها تماما وتميّزها في السوق. تشترط الشركات في المتعهّد أن يكون ذا كفاءة عالية في مجال تخصّصه، وأن يتمتّع بثقة حقيقية لمدّة طويلة. بالإضافة إلى التكلفة المتدنّية، يجب أن تتوافر فيه بعض المزايا، من بينها القرب الإراضي. من حسنات التعهيد:

  • 1- يدعّم سَنافة الشركة، ويخفّض التكاليف؛ ويزيد المرونة؛
  • 2- يعيد توجيه الموارد بما يضمن التركيز على النشاط الأساسي؛
  • 3- يمكّن من الحصول على خدمة جيّدة باللجوء إلى جهة متخصّصة؛
  • 4- يتيح للشركة توسيع دائرة البحث عن الموظّفين والوصول إلى أصحاب المواهب،

على الرغم من كلّ ذلك، فهو ينطوي أيضا على بعض المثالب ويعرّض الشركة لمجموعة من المخاطر، منها:

  • 1- زيادة الأعباء الإدارية من خلال تخصيص أفراد من الشركة للتعامل والتواصل مع المتعهّد، وتنفيذ الإجراءات القانونية لتوقيع العقود؛
  • 2- أنّ العلاقة بين الشركة والمُتعهِّد قد تصبح علاقة تبعية، كما أنّ تغيير المتعهّدين كلّ مرّة يفقد الشركة القدرة التنافسية في السوق؛
  • 3- قد يحتاج المتعهد إلى بعض البيانات السرّية المتعلّقة بالشركة، فمن الممكن أن تتسرّب هذه المعلومات من خلال الضعف الأمني في نظام المتعهد؛
  • 4- قد تتعامل شركات أخرى مع المتعهّد نفسه أيضا، ممّا يؤدّي إلى احتمال تضارب المصالح من جانب المتعهِّد؛
  • 5- احتمال وقوع اضطراب في العمل، إذا توقّف المتعهد عن العمل لسبب من الأسباب، كالإفلاس مثلا؛
  • 6- ثمّ إنّ طبيعة بعض الأعمال تدعو المتعهد للتدخل في الشركة، حينئذ قد تنشأ صدمة ثقافية، حين لا يستطيع التكيّف مع القيم الموجودة بالفعل داخل الشركة.

منذ السبعينيات الميلادية من القرن الماضي، مالت الشركات عموما إلى التركيز على أعمالها الرئيسية، وأنشطتها الأساسية والتخلي عن جميع الأنشطة الأخرى ذات الصلة، ومع ذلك فإنّ التكامل في أنشطة بعض الشركات التي تعمل في مجالات مختلفة والذي أخذ طابعا تكتّليا بقي في حدود ضيّقة.

تعليق

هناك اختلاف بين التعهيد externalisation والإزفاء délocalisation، حيث يدلّ هذا الأخير على نقل الأعمال والخدمات من دولة إلى أخرى، نظرا لرخص التكاليف، والنفقات، والضرائب، واليد العاملة في الدولة الثانية، وأفضل مثال عن ذلك ما قامت به مايكروسوفت عندما نقلت الكثير من أعمال تصنيع النهاجل من وادي السيليكون في كاليفورنيا إلى حيدر أباد في الهند. كما يدل الإزفاء أيضا على تصنيع المنتجات ذات الرمازات الشهيرة في بلدان تكون فيها العمالة رخيصة، لبيعها في السوق العالمية. أمّا التعهيد فلا يستلزم نقل أي شيء. هناك فرق أيضا بين التعهيد والاكتيان sous-traitance، حيث يدلّ هذا الأخير على قيام سلطة مسؤولة أمام جهة أولى بالتعاقد مع جهة خارجية ثالثة لتنفيذ خدمة كاملة أو جزء منها، على أن يسلّم المنتج النهائي إلى السلطة المسؤولة نظير تكلفة متّفق عليها، وفي فترة زمنية محدّدة وبمستوى مطلوب من الجودة والاتقان. على عكس الاكتيان الذي يكون فيه إسناد النشاط إلى المُكتان لفترة زمنية قصيرة، فإنّ التعهيد هو عقد يُوقّع على مدى فترة زمنية طويلة، عادة ما تكون عدة سنوات.

الإزْفاء من قولهم: أزفى الشيءَ، نقله من مكان إلى آخر.

مصطلح قريب

لغة كلزية

outsourcing
لغة فرنسية

externalisation
impartition
مراجع

  • السينما العالمية من منظور الأنواع السينمائية. تأليف: ويليام ڤي كوستانزو، ترجمة: زياد إبراهيم. مؤسسة هنداوي سي آي سي، 2019م.