معجم المصطلحات الكبير
تَحْلِيل صِنْعي
الاقتصاد

مجموعة من طرائق تقدير القيمة تعتمد على التحليل العددي والتحليل الرِّسْباني للأسعار وأحجام التداول، بغرض توقّع انتحاء صعودي أو هبوطي قصير المدى، فهو محاولة لفهم المعطيات المتوافرة حول المصافِق في الماضي والحاضر وتحليلها، من أجل التنبّؤ بالاتجاهات المستقبلية. وتتركّز الدراسة أو التحليل على السعر وحجم التداول المصاحب لحركة السعر، ويتمّ ذلك باستعمال الرسابين. ليس بالضرورة أن يعطي التحليل الصنعي نتائج مؤكّدة، كما هو الحال في عمليات التنبّؤ بالطقس على سبيل المثال، لأنّه في المقام الأوّل رجم بالغيب، ولا يعلم الغيب إلاّ الله، كلّ ما يقوم به الصِّنْعي هو محاولة للفهم بناء على ما هو متوافر من المعطيات، والتي لا تكون بأي حال من الأحوال كاملة ووافية ودقيقة، وفي الوقت نفسه لا ينعدم التحليل الصنعي تماما من الإصابة والتوفيق، فالتاريخ أثبت أنه هو الأداة الأكثر فعّالية لتحليل المصافِق، وذلك نظرا للقيمة التنبّؤية المهمّة التي يقدّمها للمستثمرين. تقوم فلسفة التحليل الصنعي على مبادئ أساسية، تتمثّل أساسا، في:

 

  • - الأسعار، التي تأخذ الأهمّية الكبرى في الحسبان؛
  • - ثمّ اتجاهات الأسعار؛
  • -ثمّ الفكرة التي تقول: «إنّ التاريخ يعيد نفسه»؛
  • - ثمّ اعتبار أنّ الأسعار أهمّ من الأسباب، وعليها يتمّ التركيز.

 

(1) الأسعار، حيث تعتبر حركتها أهمّ ما يركّز عليه المُحلِّل الصنعي، لأنّ كلّ الأحداث المتعلّقة بالجوانب الصنعية أو النفسيائية أو الاقتصادية أو غيرها من الأخبار المعلنة وغير المعلنة، الإيجابية أو السلبية تؤثّر بشكل مباشر على السعر وتنعكس عليه، وعلى هذا فإنّ كلّ ما يحتاجه المحلّل هو دراسة حركة السعر بشكل أساسي، لأنّ حركته لا يمكن أن تأخذ في الحسبان المؤثّر نفسه أكثر من مرّة، فكلّ ما يمكن أن يؤثّر على السعر، يؤثّر عليه مرّة واحدة فقط، وبذلك يكون السعر هو القيمة العادلة التي تمّ الوصول إليها نتيجة اتّفاق كلّ المشاركين في السوق. تؤثّر الظروف المختلفة على العرض والطلب، وبالتالي ترتفع الأسعار أو تنخفض، فإذا كان العرض أكثر من الطلب، فإنّ السعر ينخفض، ويرتفع إذا كان الطلب أكثر من العرض، ويعني هذا أن على المحلّل أن يدرس كلّ العوامل التي تؤثّر على قوى العرض والطلب، والمرتبطة أساسا بالظروف الاقتصادية والنفسيائية، لذلك يضمّ التحليل الصنعي كلّ التحاليل الأخرى للمصافِق، بينما هذه التحاليل لا تضمّ التحليل الصنعي ولا تُغني عنه، لأنّ كل المعطيات والمعلومات المرتبطة بالعرض والطلب والمنعكسة على ارتفاع الأسعار أو انخفاضها يمكن تمثيلها عن طريق الرسابين ومن دون الحاجة إلى نوع آخر من التحاليل، وهذا غير ممكن لأنواع التحاليل الأخرى، لذلك كان التحليل الصنعي هو الأفضل في كلّ الظروف.

(2) تحرّك الأسعار في اتجاهات، التي يمكن تحديدها باستعمال الأدوات المختلفة والتي يمتلكها المحلّل الصنعي، والهدف الأساسي هو تحديد الاتجاهات في المراحل المبكّرة من ظهورها، للتعامل معها بما هو مناسب، وبما يحقّق المصلحة والفائدة. يشكّل هذا المبدأ ركيزة أساسية للكثير من الأدوات الصنعية المصمّمة لهذا الغرض، وإلغاء فكرة تحرّك الأسعار يلغي بالضرورة كلّ تحليل صنعي من الأساس. للسعر حالتان، حالة انتحائية trending phase، وأخرى غير انتحائية non trending phase، وهي ما يُعرف بالحركة الجانبية، والتي يُعبّر عنها غالبا بمصطلح مدى التداول trading range. عندما يكون السعر في حالة انتحائية، صعودا أو هبوطا، فإنّه يستمرّ في هذا الاتجاه إلى أن يعطي إشارة تدلّ على انتهائه وهي نقطة التحوّل. يكون السعر في انتحاء الهبوط أو الصعود على المدى الطويل، ولا يمنع ذلك من حدوث بعض التذبذبات على المدى القصير، وربّما قد يحدث له تحرّك جانبي على المدى المتوسّط. ويبيّن هذا مدى مرونة التحليل الصنعي، حيث يمكن استعماله لتحقيق استثمارات مختلفة، سواء كانت على مدى بعيد أو مدى قصير، أو حتّى على مدى متوسّط.

(3) التاريخ يعيد نفسه، أي أنّ الماضي هو مفتاح المستقبل، فسعر السوق انعكاس للكثير من العواطف البشرية وانفعالات المشترين والبائعين، فتحليل حركة السعر هو في حقيقته دراسة للحالة النفسيائية للمستثمرين والتي تتكرّر باستمرار، فنماذج الرسابين عبارة عن تصوير للحالة النفسيائية للمتداولين، فبعض هذه النماذج تجاوز عمرها عشرات السنين، وما تزال إلى اليوم تعطي قيم تنبّئية فعّالة. هناك أدوات صنعية أخرى تحمل أبعادا نفسيائية هامّة، مثل: الدعم والمقاومة، خطوط الاتجاه، الفجوات السعرية، وما تزال هذه الأدوات تشكّل عنصرا أساسيا من عناصر استشراف المستقبل.

(4) التركيز على الأسعار أهمّ من البحث عن الأسباب، إنّ معرفة كلّ الأسباب التي تؤدّي إلى ارتفاع الأسعار أو انخفاضها، أمر صعب المَنال إن لم يكن مستحيلا، لذلك يتجاهل التحليل الصنعي الأسباب ويركّز فقط على السعر، فالمهمّ بالنسبة للمحلّل معرفة الاتجاه المستقبلي المتوقّع للسعر، وبغض النظر عن الأسباب التي تؤدّي إلى ذلك، ومن هذا المنطلق كان التركيز على حركة السعر، لأنّها تعبّر بشكل أو بآخر على كلّ ما يتعلّق به. ردّة فعل المستثمرين أو المتداولين تجاه الأسباب هي التي يمكن أن تؤثّر على السعر، سواء بشكل سلبي أو إيجابي، هناك أخبار إيجابية تقابلها ردّة فعل سلبية على الأسعار، وذلك بسبب ردّة فعل المستثمرين السلبية تجاه هذا الخبر الإيجابي، لذلك المهمّ دائما هو ردّة الفعل تجاه المؤثّرات، وليست المؤثّرات نفسها.

التحليل الصنعي كما يعرّفه إدوارد وماجي، هو : دراسة حركة السوق وليس السلع أو البضائع المتداولة به، وهو علم رصد وتسجيل جميع المعلومات الخاصّة بالتداول (السعر، حجم التداول، تاريخ التدوال، إلخ) لسهم معيّن أو مجموعة من الأسهم في شكل رِسْبان عادة، ثمّ استنتاج انتحاء الأسعار في المستقبل من الصورة التاريخية المرسومة. ينقسم التحليل الصنعي إلى ثلاثة اتجاهات رئيسة: (1) إسقاط سلوك الماضي في المستقبل. ويعدّ حساب التراجع الخطي (régression linéaire)، تعبيره الرئيس. إذا كانت الاحتمالات القادمة أقل من تلك المحسوبة، فإن الانتحاء المَصْفِقي (tendance boursière) للسوق قد تغيّر اتّجاهه والعكس صحيح أيضا؛ (2) البحث عن تحركات السوق الدورية. تعتمد الفرضية في البداية على الاعتقاد بأن أي سعر يرتفع سينخفض ​​والعكس صحيح. لذلك فالمسألة هي البحث عن تواتر الدورات؛ (3) تحليل الانتحاء الحالي لاكتشاف متى يشير تغير السعر إلى نقطة التحول. الصِّنْعات المستعملة من لدن المستثمرين هي: رسابين الجَزْمة والأُضْروبة OX، والرَّقَوات، والمتوسّطات المتحركة moving averages، ونظرية إليوت؛ يتيح التحليل الصنعي بواسطة الحاسوب إمكانية عمل الرسابين وحسابات الطرائق على نحو أكثر دقّة وأسرع.

مترادف

تَحْليل فَنّي

لغة كلزية

technical analysis
لغة فرنسية

analyse technique
مراجع

  • التحليل الفني: الأداة الأكثر فعالية لتحليل الأسواق المالية (الطبعة الثالثة)، ماجد فهد العمري‎. مضارب، 2014م. السعودية.
  • Technical analysis of stock trends. Edward Robert D. & John Mager. Boston, MA, 1981