التفاعل اللفظي المُنظّم بين الباحث والمبحوث أو المبحوثين لتحقيق هدف معيّن، فالتفاعل اللفظي يسمح للمبحوث بتخطّي حدود الإجابة المُجرّدة عن أسئلة الباحث إلى الحرّية الكاملة في الإجابة عن الأسئلة بالطريقة التي يراها، والتعبير عن آرائه ومعتقداته. وتهدف المُقابلة إلى تحقيق غاية معيّنة ترتبط بموضوع المشكلة أو الظاهرة محلّ الدراسة، أو طبيعة البيانات أو خصائص الأفراد المبحوثين، ويتمّ ذلك وفق أسلوب منظّم يقوم على مجموعة من الخطوات العلمية المنهجية التي تُنظِّم اللقاء وتُدير الحوار، وتكتسي المُقابلة أهمّية كبيرة بالنسبة للمجتمعات التي تكون نسبة الأمّية فيها مرتفعة. ويمكن تقسيم أنواع المقابلات من حيث طريقة إجرائها أو تنفيذها إلى: (1) مُقابلة شخصية، حيث يجلس فيها الباحث وجها لوجه مع المبحوث، ولهذه الطريقة عدّة جوانب إيجابية ومفيدة، فيستطيع الباحث أن يلاحظ بنفسه الكثير من الأمور، وأن يدقّق في بعض الأسئلة، ومن عيوبها الرئيسة تكلفتها العالية من حيث الإشراف والتدريب والتنقّل وتوفير مكان اللقاء، كما تتطلّب الوفاق التام بين الباحث والمبحوث، وفي حال شعور الشخص بعدم الرضى أو الانزعاج فقد يُضلّل الباحث. (2) مُقابلة هاتِفية أو ذَكَفِية، وهي التي تتمّ عن طريق الهاتف أو الذَّكِيف، وتُعتبر أحد أهمّ الأنواع التي يشيع استعمالها حديثا من أجل تسهيل جمع البيانات، فأهمّ مميّزاتها: التحكّم السهل فيها، سهولة الوصول إلى المجتمع البحثي، تنوّع مجتمع العيّنة وتوزّعها إراضيا، أسهل من الزيارة الشخصية، إعادة الاتصال بأفراد العينة، رخص التكلفة، تستعمل لجمع بيانات حسّاسة. (3) المقابلة الحاسوبية، وتتمّ عن طريق بعض النَّهاجِل الحاسوبية. (4) المقابلة الإرنائية أو الإنشاصية وهي التي تكون بواسطة الرَّنَوات عن طريق الإنشاص.

كما يُمكن تقسيمها أيضا من حيث عدد المبحوثين إلى: (5) مقابلة فردية individual interview وهي التي يُجري فيها الباحث المقابلة مع كلّ فرد من أفراد العيّنة على حدة في فترة زمنية محدّدة، ويتيح هذا النوع من المقابلة حرية التعبير للشخص المبحوث، وهي من أكثر المقابلات استعمالا في بحوث الإعلام والبحوث الاجتماعية والإنسانية. (6) المقابلة الجماعية group interview، وتجري بين أكثر من باحث وأكثر من فرد من أفراد العيّنة، وفيها يتمّ الحصول على معلومات ذات قيمة كبيرة لاسيّما إذا كان البحاثون متمرّسين على هذا الأمر وذوي تخصّصات علمية متنوّعة، وتهدف إلى التعمّق في دراسة المشكلة، والبحث عن بيانات ومعلومات أوسع. أمّا تقسيمها من حيث طبيعة الأسئلة فنجد: (7) مقابلة حرّة unstructured interview، وتتميّز بعدم وجود قائمة سابقة بالأسئلة إلاّ أنّ الباحث يمتلك نظرة عامّة حول الموضوع وجوانبه المختلفة، كما تتميّز أيضا بمرونة كبيرة في طرح الأسئلة وتعديلها أو إضافة أخرى إليها أثناء النقاش، وتستعمل المقابلة الحرّة كثيرا في البحوث الاستكشافية. (8) مقابلة مُهيكَلة structured interview، وتُسمّى أيضا بالمُقابلة المُقنّنة والمقابلة المُقيّدة، وهي التي تكون أسئلتها مُعدّة سابقا من لدن الباحث ووفق تسلسل محدّد، حيث يكون لدى الباحث قائمة بالأسئلة أو الموضوعات التي سيتمّ مناقشتها، وقد تكون الأسئلة المطروحة بنهايات مغلقة أو مفتوحة.