الضمحنة، مصطلح صاغه ريتشارد بكمينستر فولر Richard Buckminster Fuller سنة 1938م، في وصفه للاتجاه الذي تسلكه الصنعياء اليوم، والذي يؤدّي إلى ظهور آلات أو تطبيقات صِنْعِية أصغر حجما في كلّ مرّة وأخفّ وزنا وأكثر كفاءة. أي أنّ التطوّر الصنعيائي يسير في كلّ مرّة إلى التقليص من الموارد في صنع الآلات مع زيادة كفاءتها وقلّة استهلاكها للطاقة، وتصنيع الكثير في كلّ مرّة بالقليل، لتصل الصنعياء في نهاية المطاف إلى المزيد من الوظائف مع استعمال أقل للموارد، وفعل كلّ شيء من لا شيء. يضرب فولر لذلك مثلا: المِنْشاص (القمر الصناعي) حيث شرح مفهومه بأنّ وزن المنشاص اليوم ليس سوى جهاز اختصر 750 ألف طن من الأوْثِلة التي كانت تعبر المحيط الأطلسي. يمكن القول إن «تصنيع الكثير بالقليل» يتحقّق من خلال تقليل التوظيف البشري وتقليل الموارد وبالتالي تقليل النفايات. كانت وجهة نظر فولر هي أن الضمحنة ستؤدّي في آخر الأمر إلى مستوى معيشة للإنسان أعلى من أي وقت مضى، لعدد كبير ومتزايد من النّاس، وذلك على الرغم من الموارد المحدودة. وقد دُعِّم هذا المفهوم من لدن أولئك الذين ينتقدون الفلسفة المالتوسية. استعمل فولر خطّ التجميع الخاصّ بهنري فورد، كمثال على الكيفية التي يمكن أن تؤدّي الضمحنة المستمرّة إلى منتجات أفضل في كلّ مرّة، وبتكاليف أقلّ، ومن دون أن تسبّب أي تعطيل للإنتاجية. رأى فولر أن الضمحنة، اتجاه لا مفرّ منه في الارتقاء البشري. كتب ألفين توفلر Alvin Toffler وفرانسيس هيلجين Francis Heylighen، ومؤلفون آخرون قائلين: إنه على الرغم من أنّ الضمحنة قد تحلّ المشكلات المادّية، إلا أنها يمكن أن تتسبّب في مشكلات أخرى غير مادّية. إن زيادة تعقيد الأنظمة والحمل الزائد للمعلومات يجعل التحكم في أنظمتها أكثر صعوبة وإرهاقا، وهذا قد يتعارض مع مزايا الضمحنة.

الضمحنة من الاضمحنان والاضمحلال، وهو ذهاب الشيء وتلاشيه، وارتبطت علّة التسمية بزيادة إنتاج الآلات التي تصغر في كلّ مرّة حتى تضمحل، أو تقترب من الاضمحلال، ويصبح الإنسان قادرا على صنع كلّ شيء من لا شيء. والضمحنة éphémérisation في مجال التسويق، هي: التقليص المدروس في عمر المنتجات من أجل تشجيع تكرار البيع وزيادة الأرباح، عن طريق التصنيع الموجّه إلى جعل المنتجات سريعة التلف والتدهور، أو عن طريق التأثير النفسي كطرح الأطرزة الجديدة في السوق لقتل الأطرزة القديمة.