معجم المصطلحات الكبير
اِسْم مَفْعول
اللغة والأدب

اسم المفعول، هو وصف أو اسم مشتقّ يدلّ على حدث، وعلى من وقع عليه، فإذا قلت: «الباب مغلق» دلّت كلمة مغلق على حدث، وهو الإغلاق، ودلّت أيضا على الباب الذي وقع عليه الحدث، وهذا الحدث طارئ لا يدوم، لأنّ الباب لا يُغلق أبدا. يُشتق اسم المفعول من مصدر الفعل المتصرّف المبني للمجهول، لأنّ الفعل الجامد لا مصدر له، وهذا لا يأتي منه اسم فاعل ولا اسم مفعول.

1- اشتقاقه من مصدر الثلاثي : يُشتقّ من هذا المصدر على وزن «مَفْعُول» مثل: مكتوب، ومقروء، ومفهوم، ولكن الإعلال قد يطرأ عليه إذا اشتقّ من مصدر فعل معتلّ، وذلك على الشكل التالي:

- من مصدر الفعل الأجوف : إذا كانت ألفه منقلبة عن واو، مثل: قيل يُقال قَوْل، كان اسم المفعول على مثل: مَقُول، والأصل مَقْوُول على صيغة مفعول، ثمّ نُقلت حركة الواو الأولى إلى القاف وسُكِّنت، فاجتمعت واوان ساكنتان، فحُذِفت احداهما، فصارت: مَقُول. إذا كانت ألفه منقلبة عن ياء، مثل: بِيع يُباع بَيْع، كان اسم المفعول على مثل: مَبيع، والأصل مَبْيُوع، نُقلت حركة الياء إلى الباء، فالتقى مدّان ساكنان، فحُذف احداهما، ثمّ قُلبت الضمّة كسرة لئلا تنقلب الياء واوا فيلتبس الواوي باليائي، فصار مَبِيع، إلاّ أنّ قبيلة تميم (وكذلك دارجات عامّة أهل المغرب) تصحّح الفعل الأجوف اليائي دون الواوي، فتثبت واو مفعول، تقول: تمر مبيوع، ورجل مَدْيُون، وثوب مخيوط، ويوم مَغْيُوم.

- من مصدر الفعل الناقص : فإذا كانت ألفه منقلبة عن ياء، مثل: رمى يرمي رَمْي، جاء على مثال: مَرْمِي، والأصل مَرْمُوي، قلبت الواو ياءً وأُدغمت في الياء الأخرى. أمّا إذا كانت منقلبة عن واو، مثل: دُعِيَ يُدْعى دَعْوَة، فإنّه يجيء على مثال: مَدْعُوّ.

ثمّة أسماء مفعولين من مصادر الأفعال الثلاثية تخالف صيغة مفعول في الوزن، ولكنّها تدلّ دلالتها، ولذلك تُعدّ فيها، مثل: رجل قتيل، أي: مقتول، وامرأة جريح، أي: مجروحة، ويستوي هنا المذكّر والمؤنّث. وقد يكون على مثال: فِعْل، مثل: ذِبْح، أي: مذبوح، كقوله تعالى: «وفديناه بذِبْح عظيم» (الصافّات، 107)، ومنه المثل العربي: أسمع جعجةً ولا أرى طِحْنا، أي شيئا مطحونا، ومنه: حِمْل، أي: محمول، وسِمْع، أي: مسموع، وحِبّ، أي: محبوب، والقِدّ، أي مقدود.

قد يكون على صيغة «فُعْلَة» مثل: مُضْغَة، أُكلة، أي ممضوغة، مأكولة. أو على صيغة «فَعَل» مثل: قَنَص، أي مقنوص. ربّما جاء اسم المفعول على صيغة «فاعل»، كقوله تعالى: فهو في عيشة راضِية (القارعة، 6)، أي مرضية، وكقولنا: طريق سالِك، أي: مسلوك، وساحِل بمعنى مسحول، الماء سحله. قد يأتي الاسم على صيغة مفعول ولا يراد منه الدلالة نفسها، كقولهم: ليس لفلان معقول، ولا عنده معلوم، أي: ليس عنده عقل ولا علم، فهي بهذا مصدر.

2- اشتقاقه من مصدر ما فوق الثلاثي : سواء أكان الفعل مزيدا أم كان رباعيا مجرّدا، يأتي من مصدره اسم المفعول على صيغة مضارعه المبني للمجهول بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة، وفُتح ما قبل الآخر، مثل: مُستَخْرَج، مُعلَّم، مُعتَدى عليه، مُكتأب من أجله.

هناك صيغ لا يختلف ظاهر لفظها في اسمي الفاعل والمفعول، مثل: مختار، ومعتدّ، ومنصب، إلخ، وتعرف هذه من السياق والدلالة العامّة. وهناك أيضا ما شذّ عن هذا، إذ قد يأتي ممّا هو فوق الثلاثي على وزن مفعول، كقولهم: أقرّه الله فهو مقرور، أي أبرده الله، ولا يستعمل الفعل الثلاثي منه، فلا يُقال: قرّه.

مراجع

  • الصرف. تأليف الأستاذ الربيز: حاتم صالح الضامن. وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جامعة بغداد. العراق.