معجم المصطلحات الكبير
مُحمّد شوْقي
الخِطاطة

وُلد محمد شَوْقِي في سَيِّدْلَر بقسطموني على البحر الأسود سنة 1244 (1828م)، وانتقل في صباه إلى استنبول، وقد بدأ في تعلّم الخطّ في سنّ مبكّرة على يدي خاله محمد خلوصي (توفي سنة 1291)، ونال منه الإجازة سنة 1257، ولمّا رأى فيه الموهبة والنجابة قرّر أخذه إلىى مصطفى عزّت، معترفا له بأنّه لا يستطيع أن يفيده أكثر ممّا فعل، واعترافا منه بفضل خاله عليه امتنع عن أخذ الخط من غيره وحظي بالدعاء الصالح منه، فتابع مساره في الخطّ بعد ذلك بالنظر إلى أعمال الخطاطين الكبار أمثال الحافظ عثمان وإسماعيل الزهدي ومصطفى راقم حتى بلغ من التجويد منزلة رفيعة جعلت منه صاحب أسلوب متفرّد في الخطّ اتّبعه الخطّاطون من بعده، ويُروى عنه قوله: «لقد علّموني الخطّ في عالم الأحلام». عمل محمد شوقي في «قلم التحريرات» بنظارة الحربية، ومعلّما لخط الرقعة في العديد من المدارس العسكرية، كما كان في الوقت نفسه معلّما لأبناء السلطان عبد الحميد الثاني، وقد تتلمذ على يديه العديد من الخطّاطين البارزين من بينهم أحمد عارف الفلبوي ومحمد فهمي. كان محمد شوقي خطّاطا من الطراز الأوّل إلاّ أنّه لم يبلغ ما بلغه سامي، وعُرف عنه أنّه كان شديد العناية بدقّة خطوطه وبأمشاقه التي أعدّها للطلبة، وقال عنه صديقه محمّد سامي: «إنّ شوقي لا يسيء رسم الحروف، ولو أراد ذلك». كان شوقي فاضلا عفيفا لم يأخذ أجرا عن أعماله الخطّية التي كان يكتبها، وما جاءه عفوا من ذلك كان يرسله إلى المحتاجين في قريته التي وُلد فيها، وقد اكتفى هو براتبه الذي يتقاضاه من وظيفته الرسمية. كتب مصحفا وعددا من دلائل الخيرات، والحليات والقطع واللاحات، والكثير من الخطوط التعليمية المختلفة، وقد توفي رحمه الله في الثالث عشر من شعبان سنة 1304 (7 ماي 1887م) ودفن بجوار خاله ومعلمه خلوصي أفندي في مقبرة «مركز أفندي» في استنبول.

مراجع

  • اللوحات الخطية في الفنّ الإسلامي المركّبة بخط الثلث الجلي، دراسة فنّية في تاريخ الخطّ العربي، إعداد محمّد بن سعيد شريفي، الطبعة الأولى 1419. دار ابن كثير دمشق بيروت، دار القادري، دمشق، بيروت.
  • موسوعة الخطّ العربي والزخرفة الإسلامية، محسن فتوني. الطبعة الأولى، 2002م. شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، بيروت، لبنان.

صورة لمحمّد شوقي (1244-1304). مصدر الصورة: شبكة المبدعين.

قطعة رائعة من عمل الخطّاط محمّد شوقي. مصدر الصورة: بوّابة الخطّ العربي.

توقيع الخطّاط محمد شوقي أفندي.