عنصر كيميائي، رمزه «ق»، وعدده الذرّي 11.

[يحتاج هذا المصطلح إلى تعريف. اشترط مجمع اللغة العربية في القاهرة، وضع تعريفات للمصطلحات الجديدة ولو بشكل موجز، مع ما يُقابلها في اللغتين الكلزية والفرنسية، وأضاف ديوان اللغة العربية في الجزائر، ضرورة إدراج علّة التسمية أيضا لكلّ مصطلح جديد يوضع في اللغة العربية]

القُلان من قلي بزيادة النون، لأنّ محاليله قلوية في الماء، وهو الشُّذام أيضا محوّرة عن الشَّذام الذي هو الملح، وهذا المصطلح من وضع الشيخ المرحوم أحمد الإسكندري، مركّبات القُلان أو الشُّذام معروفة منذ القدم، مثل: سَوْخم القُلان الطبيعي (كربونات الصوديوم) الذي كان يُستعمل مادّة تنظيف وغسل. توجد مركبات القلان والبُثان بكميات كبيرة في ماء البحر، وفي الأنسجة الحيّة، ويتكوّن الجزء الأكبر من المواد الذائبة في ماء البحر من سَنَخ القُلان (كلوريد الصوديوم)، كما تزداد الكمّية في البحار المغلقة كالبحر الميّت. وعلى الرغم من انتشار مركّبات القلان والبثان، فمن الصعب الحصول على العنصرين منفصلين، لأنّهما على درجة كبيرة من النشاط تجعلهما يرتبطان بشدّة بالذرّات الأخرى في المركّبات. في سنة 1807م اكتشف الكيمياوي البريطاني «همفري ديفي» Humphry Davy طريقة لفصلهما عن مركّباتهما، وذلك بصهر مركّب مناسب من القلان والبُثان ثمّ إمرار تيّار كهربي خلال هذا السائل الساخن، وبتأثير الكهرب تتجّه ذرّة القُلان أو البُثان إلى أحد أطراف الجهاز، بينما تتّجه الذرّة الثانية الموجودة في المركّب إلى الطرف الآخر.

كلمة sodium مأخوذة من soda لأنّها تحتوي عليه، أمّا soda نفسها فمن سَواد أو سَوداء في العربية إشارة إلى رماد النباتات الذي كانت تُستخرج منه، رمزه الكيميائي Na مجتزأ من natrium وهو مترادف قديم للقلان في اللغات الغربية، مأخوذ من نطرون natron الذي هو اسم وادٍ في مصر يضمّ بحيرات ملحية. كان أوّل من درس هذه البحيرات «كلود لويس بيرثوليت» Claude Louis Berthollet أحد العلماء الذين صاحبوا نابليون إلى مصر، وهو من معاصري «لافوازييه» ومعاونيه، فالبحيرات الملحية الداخلية تمتلك قشرة من سَوْخم القُلان (كربونات الصوديوم) المعروف قديما باسم النطرون، الذي يُستعمل في التحنيط وفي أشياء أخرى، يتكوّن سوخم القلان ببطء من تفاعل سَنَخ القُلان (كلوريد الصوديوم) الموجود في البحيرات الملحية مع الحجر الكلسي الذي يتكوّن أساسا من سَوْخَم الشراق (كربونات الكالسيوم) الموجود على شواطئها وفي القعر، فيتفاعلان لينتج عنهما سَنَخ الشراق وسَوْخَم القلان، كان التفاعل الوحيد الذي شاهده «بيرثوليت» في مخبره هو التفاعل العكسي، حيث يتفاعل محلول سنخ الشراق مع محلول سوخم القلان لينتج سوخم الشراق على شكل ثُفْل لا يذوب. أدرك «بيرثوليت» أنّ وفرة سنخ القلان في مياه بحيرة النطرون هي السبب في التفاعل العكسي، كتب عن هذه الظاهرة التي لاحظها بعد أنّ مكث في مصر مدّة عامين، والتي أصبحت بعد خمسين سنة تُعرف باسم قانون فعل الكتلة. كلمة natron أصلها madron، الحرف «n» مبدل من «m» مثل قولهم: zénith من azimut، ومثل alum في الكلزية بمعنى الشبّ، في الفرنسية alun، والحرف «t» يتعاقب مع «d» أمّا الكاسعة «on» فتنوين الرفع أي madr-on، المَدَر هو الطين العلك، أو قطع الطين التي تنفصل عن شقوق جفاف البحيرة، المعروف بالقُلاّع.