خطّ رِباطي لا يُعرف بالضبط تاريخ ظهوره، وحسب النماذج المتوفّرة منه، فإنّه يكون قد انحدر من الخط المبسوط في حدود القرن السادس، والمرجّح فيه أنّه خطّ دارج استعمله الأندلسيون والفاسيون على السواء، تمتاز حروفه بالصغر والتقارب، وبرشاقة الصور وكثافة الملامح، يُشبه خط النسخ في دقّة الحروف واعتدالها، زيادة على استدارة بعض حروفه واندماجها مثل النون والياء الأخيرة والواو واللام والصاد والجيم والقاف ونحوها، ولكونه استعمل في الكتابة على نطاق واسع فقد عمد الخطّاطون إلى إدغام بعض حروفه كالياء الأخيرة وتقصير الندحات والذعاع بين السطور، وطمس العيون، أمّا حروف الصاد والطاء والكاف فتبدو للناظر مدوّرة. والخط المجوهر هو الخطّ الفاسي المعتدل المضبوط وهو الأكثر استعمالا في الرِّباط (القُطر) خلال القرون المتأخّرة، لا سيّما في الرسائل والأوامر السلطانية وفي جلّ المؤلّفات المخطوطة، وكان أيضا الخطّ الرسمي المعتمد في المطبعة الحجرية في الرباط، حيث طُبعت به الكتب ابتداء من عهد السلطان محمّد بن عبد الرحمن سنة 1281 (1864م) إلى بداية الحماية الفرنسية، وقد صدر به أكثر من 500 مؤلّف هي رصيد المطبعة الحجرية في سنوات عملها، وما يزال هذا الخط مستعملا بقلّة عند كتّاب العدل في كتابة بعض عقود الأنكحة وبعض الوثائق المختلفة. وعادة ما لا تُكتب به العلاوين، إنّما تُكتب بالمبسوط أو بالثلث المغربي.
هذا النوع من الكتابات الرِّباطية هو الذي اُصطلح على تسميته في القرون الأخيرة بالخطّ الفاسي. وقد سُمّي بالمُجَوْهَر لتناسق حروفه وتقاربها التي توحي بعقد الجوهر.
- الخط المغربي تاريخ وواقع وآفاق، عمر أفا ومحمد المغراوي. الطبعة الأولى، 2007م. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، الرباط.