معجم المصطلحات الكبير
سِراد
الفنّ

حبكة القليد، والقصة التي يمكن أن تُروى مثل الرواية، وهو الوصف التفصيلي لأحداث القليد المَخالي أو الرَناتي أو غيره، متضمّنا الحِوار والمكان والزُّخْرُف والأحداث والأشخاص. بعبارة أخرى، السراد هو الموضوع المكتوب على شكل تخطيط عملي، يعتمد عليه المخرج المَخالي في تصوير سَتَلة من الفصول، بحيث تصبح هذه الفصول، بعد ربطها ومزجها بالمؤثّرات الضرورية، بمثابة القليد النهائي، كما قد يُراد بالسراد الوثيقة المكتوبة ذاتها، والتي تحمل النصّ الذي سيتحوّل إلى منتوج مَخالي أو مسرحي أو رناتي، مع وصف للحوادث والمواقف المتتابعة، والحركة والحِوار، على شكل يجعل المخرج يحقّق الانتقال الطبيعي والسلس من مرحلة في التصوير إلى أخرى، من دون اضطراب، أو ثغرة في الانتقال أو في سياق القليد. لذلك يمكن اعتبار السراد أوّل مرحلة من المراحل التنفيذية للقليد المَخالي (الفيلم السينمائي) الذي يضمّ محتوى النص الأدبي على نحو محوّر، ليكون المخطّط التنفيذي الذي يعالج بدقّة متطلّبات صنع القليد، إلاّ أنّه مخطّط فنّي ناقص لا يكتمل إلاّ بتنفيذه على شكل مصوّر. تظهر أهمّية السراد في المبالغ المالية المخصّصة لإنجازه، فقد بلغت نصف جَلْف دولار في قليد «تيتانيك» titanic وأيضا في قليد «تيرميناتور» terminator، إنّ هذه الأموال الضخمة التي تنفقها المؤسّسات الفنّية المخالية، لا يمكن أن لا يكون لها عائد مالي مُجزٍ، وهو الأمر الذي يدفع بتلك الجهات إلى الاهتمام الشديد بالسراد وبكتابته.

يتميّز السراد بتعدّد مصادره، فقد يكون نصّا أدبيا أو قصّة قصيرة أو رواية، أو حتّى جزء من نصّ أعدّ من مسرحية، أو استوحي من حادثة واقعية تداولتها الصحافة وعلم بها الناس، وربّما يكون حادثة تاريخية أو فكرة مبتكرة وضعها كاتب أو مخرج أو ممثّل، فبحكم الجماليات والحكائية التي تتميّز بها القصّة أو الرواية، فهناك الكثير من القصص والروايات والمسرحيات تحوّلت إلى أعمال مَخالية (سينمائية) من خلال سِراد عالج تلك الأعمال وحوّلها إلى أقلدة أو سَتَلات رَناتية، ولعلّ الروايات التي كتبها أرنست همنغواي، ورويات تولستوي وديستويفسكي خير دليل على ذلك، فرواية الحرب والسلم تحوّلت إلى سراد أكثر من مرّة، في روسيا وفي أمريكا باختلافات كبيرة من حيث الأشكال والصياغات، ومن حيث الشخصيات والزُّخْرف، وكذلك الحال مع رواية أحدب نوتردام لفيكتور هيغو، حيث تحوّلت إلى أعمال مَخالية ومسرحية ووَخَصية (رسوم متحركة)، واخترعت المَخالة الكثير من الشخصيات الخيالية، والخرافية، مثل شخصية ET للمخرج ستيفن سبيلبرغ، أو شخصية دراكولا للمخرج فرنسيس فورد كابولا، كما اخترعت أيضا أشكالا جديدة من المشاهد الخيالية التي لم يسبق للإنسان أن رآها، مثل حرب النجوم أو الحديقة الجوراسية أو أفَتار، وقد تمّ كلّ ذلك بواسطة كُتّاب الأسْرِدة الذين كان في مقدورهم أن يخلقوا نصوصا مبتكرة وجيّدة.

تعليق

السِّراد من السَّرْد، يقول عبد الباسط سلمان: «إن السِّراد (السيناريو) يتميز بالسرد الذي لا يتوافر في كل الأصناف أو الأشكال أو الأجناس الأدبية الأخرى، حيث إن السرد الذي يعطي للسِّراد مساحة غير محدودة في الوصف كونه متزامنا مع حوار وموسيقى ومؤثّرات صوتية أو أغنية أو صمت أو تعليق يُسهم في إنتاج وتوليد حالة من التنويع، أو الإبهار، أو التأثير، الذي يكسّر الرتابة ويخلق التشويق، كون إن السرد يفترض كيف ما شاء وبسهولة شديدة بحكم الصِّنْعات المَخالية والرَّناتية (التقنيات السينمائية والتلفزيونية) التي تسمح لكاتب السِّراد أن يكتب كلّ ما يجول في ذهنه من دون قيد أو شرط».

النصّ الاستعباري screenplay أو النص المَخالي هو النسخة الكاملة من قصة القليد، تُبرِز الفعل والحوار وربّما بعض اتجاهات الصارة (الكاميرا). وعلى الرغم من أن هذا المصطلح غالبا ما يُستعمل كمترادف لكلمتَي «السِّراد» أو «نص القليد»، فإن السراد عادة ما يكون مجرد مخطط تمهيدي.

يجب التمييز بين السِّراد والميجاز synopsis الذي هو ملخّص قصير ومبسّط لموضوع القليد أو السِّراد الذي يشير بدقّة إلى مشهد معيّن والعناصر التي يُراد تصويرها وما يجب أن يقوم به الممثّلون، وكيف يقومون به، والطريقة التي يُنطق بها الحوار. لقد ثبت عبر تاريخ المخالة الطويل مرارا وتكرارا أنه يمكن صناعة قليد من دون سِراد، ليس بالضرورة أن يكون قليدا ممتازا، إلاّ أنّه قليد يشبه الكثير من الأقلدة الأخرى.

لغة كلزية

script
screenplay
لغة فرنسية

scénario
مراجع

  • الإخراج والسيناريو، في السينما والقنوات الفضائية التلفزيونية ومؤسسات الأخرى. الربيز: عبد الباسط سلمان. الدار الثقافية للنشر. 2006م. مصر.
  • جادة الضياع، سيناريو فيلم سينمائي. دراسة وسيناريو وحوار. الباحث والأديب: رافع آدم. دار رسلان للطباعة والنشر والتوزيع، 2019م. دمشق، سوريا.
  • https://ao-academy.org/2006/01/313.html