الفروض العلمية التي توصّل إليها الباحثون والأحكام والحقائق والقواعد المستنبطة من الدراسات الميدانية، التي توضّح طبيعة التفاعل بين مكوّنات العملية الإعلامية والقُوى التي تتحكّم فيها، ومهمّة أجهزة الإعلام في هذه العملية. لا توجد نظرية في الإعلام أو بشكل أوسع في الاتصال خالصة متّفق عليها وعلى كيفية عملها أو تأثيرها على الجمهور بين علماء الاتصال أو الباحثين في مجال الإعلام، وهي تختلف عن النظرية العلمية، في أنّ هذه الأخيرة قوانين علمية خضعت لتحقيق دقيق عن طريق التجربة والاختبار، وتُبيّن علاقة الأثر بالسبب بين المتغيّرات وذلك للشرح والتنبؤ بظواهر معيّنة، أمّا النظرية في الاتصال فهي تلك البحوث والدراسات التي تتعلّق بالمرسل والمستقبِل أو الجمهور والرسالة والوسيلة، وبالتصوّرات عن كيفية عمل الاتصال والإعلام وتأثيره، والتركيز على البَلَغ وتطبيقاته في المجتمع وما يحدثه من تأثير على الجمهور أو من الجمهور نفسه نحو البلغ ورسائله الاتصالية والإعلامية، وفي الوقت نفسه تساعد هذه النظريات على توجيه البحث الاتصالي والإعلامي إلى مسارات مناسبة، وقد تُعطي أيضا تصوّرات لما سيكون عليه الاتصال البشري في المستقبل وتطوّر الصنعياء المتعلّقة به.

على الرغم من وجود فرق بين نماذج الاتصال ونظرياته، إلاّ أنّ هناك بعض التداخل بينهما، فالنموذج يحدّد العلاقة بين المفاهيم والظواهر مع شرحها والتنبؤ بها، أمّا النظرية فهي مجموعة من المفاهيم المترابطة فيما بينها تعرّف الظواهر بتحديد العلاقة بين المتغيّرات لشرحها والتنبؤ بها، كما اعتبر علماء الاتصال أنّ النظرية مترادفة لكلمة «نسق» أي أنّها تطلق على مجموعة من المسلّمات والبراهين ولا تُطلق على قضية واحدة، فهي جملة تصوّرات مؤلّفة تأليفا عقليا تهدف إلى ربط النتائج بالمقدّمات. وقد أوضح الربيز محمد حجاب الفرق بين المفهومين في:

• 1- أنّ النموذج خطوة أولى نحو النظرية، فهو يركّز على مشكلات أقلّ أو أكثر تحديدا، ويُعدّ فئة من فئات الفرعية المنبثقة عن النظرية، فيقال نماذج الاتصال بمعنى النظريات.
• 2- أنّ النظرية نموذج بالقدر الذي تتميّز فيه بصفات عن غيرها من النظريات، وفي أحيان كثيرة يُطلق نموذج على أية قضية سواء كانت نظرية أو مستنبطة من التجارب عن طريق الاستقراء.
• 3- إذا كانت النظرية تصلح للاختبار فليس ذلك ضروريا للنموذح، فهو يقوم بتبسيط النظرية ويساعد في تطويرها.