معجم المصطلحات الكبير
تَردُّؤ المعادن الكيميائي
الحتاكة

تشكّل المعادن الكوثبية الأوّلية معظم القشرة الأرضية، وهي من أكثر المعادن تأثّرا بالتميّث، وتعتبر شوارد الماء (ها+، ك.ها-) من العناصر الضرورية لهذه العملية، وبازدياد حرورة المَحاط من الصفر إلى 30مْ، يزداد تركّز هذه الشوارد أيضا، لا سيّما مع وجود مُهاج ثنائي ذرب السخام، حيث يزداد التركيز أكثر من 300 مرّة إذا ما كان الماء مُشْبعا به. لدراسة تأثير التميث على البلّورات المكوّنة للصخور، نورد هنا كمثال عن ذلك صخر المَرْوان (الغرانيت)، فهو يتألّف من تجمّعات بلّورية يتشابك بعضها ببعض، فلو حدث له أي كسر لسبب من الأسباب، سيُعرِّض مجموعة كبيرة من الأسطح البلّورية إلى التلامس مع الماء، كما أنّ ذرّات الكُثار في البِنى البلّورية على مستوى سطوح الكسور ستكون غير مشبعة، وعليه ستتوجّه إليها الأقطاب السالبة لجزيئات الماء المُقطبنة، مُشكّلةً أوّل مرّة طبقة مائية مُوجّهة، ثمّ تتبعها بعد ذلك طبقات عنصرية أخرى يكون توضّعها في كلّ مرّة أقلّ انتظاما نحو الخارج، وستحدث أيضا اقتيالات شاردية بين المَحاط البلّوري والماء.

الفُصام (الأورتوكلاز) معدن غني بعنصر البُثان (ب+)، والماء غني بشوارد الهُبان ها+، ونتيجة لذلك تأخذ الشاردة ها+ مكان الشاردة ب+، وعندما يتحرّر البُثان وينفكّ من الهيكل البلوري لمعدن الفُصام وينحلّ في الماء، يصبح بعد ذلك متاحا كمغذّي للنباتات، أو يصبح ضمن ملح سَوْخَمين البُثان (بيكربونات البوتاسيوم) (ب.هاس.ك3) الذوّاب، ليدمج في معادن أخرى أو ينقل إلى المحيط، وبالتالي فإنّ ظاهرة التميّث تؤدّي إلى خلع الشوابر من هياكلها المعدنية، فعندما تنخلع الشوابر يُصبح الهيكل البلّوري المجوّف حينئذ غير مستقرّ، وسينهار، مكوّنا أمواثا مثل: هف(ك.ها)3، التي تؤول إلى التثفّل، وفي الوقت نفسه تفقد الهياكل البلّورية كَنْثبها «كاك2» الذي سيتمّ تصويله بعد ذلك من المعدن.

إذن، معدن الفصام المتكسّر والذي يتلامس مع الماء، يصبح في ظروف توازن ريكيائي مختلفة تماما عن تلك التي أدّت إلى نشوئه أوّل مرّة. يحدث التغمّل في الضغط الجوي والحرورة الطبيعية التي يمكن أن تتغيّر إلى حدّ ما تبعا للمناطق المناخية، وعلى الرغم من هذه التغيّرات الطفيفة للمَحاط، فإنّ تغمّل الفصام يمكن تلخيصه فيما يلي:

1- تميّث شوابر ب+، يؤدّي إلى إنطلاق الكنثب كاك2، وتثفّل للماث هف(ك.ها)3.

2- تحطّم البنية الكوثبية، ويمكن أخذ مواقع الزهاف كمعيار عن هذا التحطّم، حيث يتحوّل «هف» رُباعي النَّساقة Al tétracoordonné تدريجيا إلى سُداسي النساقة hexacoordonné أثناء نشوء أطوار معدنية ثانوية. (الزّهاف رباعي النساقة، يكون في موقع رِكاتي، ومرتبطا بأربع ذرّات من الكُثار، والزُّهاف سداسي النساقة، يكون في موقع دِكاتي، ومرتبطا بستّ ذرّات من الكُثار).

يمكن التأكيد في هذا المقام على نوعين من تفاعلات تغمّل الفصام:

- تفاعل تغمّل متوسّط

2ب.كا3هف.ك8[نساقة «هف» 4] + 11ها2ك ––> كا2ك5هف2(ك.ها)4 [هُزان، نساقة «هف» 6]+ 4كا(ك.ها)4 + 2ب++ 2ك.ها-

- تفاعل تغمل كامل

ب.كا3هف.ك8 + 8ها2ك ––> هف (ك.ها)3[جبسيت gibbsite] +3كا(ك.ها)4+ ب+ + ك.ها-                       

في البيئات الباردة يتميّث الفصام على النحو التالي:

ب.هف.كا3ك8+ س.ك2+ ها2ك––> ب2س.ك3+ هف4كا4ك10(ك.ها)8+ كاك2+𞺏ها2ك

والناتج عن هذه العملية الهُزان والطُّهاش (الأوبال)، ويستقّر هذان المعدنان مكانهما كغطاء يقي الصخور السفلى من التغمّل الزاحف، ويُسمّى هذا الغطاء بقشرة التغمّل mantle of wast، أمّا سَوْخم البُثان (كربونات البوتاسيوم) فينساق بعيدا مع الماء، لقابليته الشديدة للانحلال.

في المناطق الحارّة يتحوّل الهُزان إلى هُفاك bauxite وطُهاش.

هف4كا4ك10(ك.ها)8+ها2ك ––> هف2ك3𞺏ها2ك+ كاك2. 𞺏ها2ك

كما أنّ تميّث المعادن اللُّحاسية كالزتان والشران في المناطق الحارّة يُعطي أذراب الكثاب والحديد مشكّلة ما يُسمّى بالقَلَسَة الحديدية iron cap مع تصويل للمعادن القلوية والقلوية التِّرْبانية وجرفها. إنّ أكثر النواتج وفرة من تغمّل الفصام هو معدن الهُزان، ويُعدّ الطُّفال الناتج النهائي المستقرّ جدّا في ظروف المناخ السطحية، ويُشكّل نسبة عالية من المواد غير العضوية في التربة، كما أنّ الغَضار يحتوي على نسبة عالية من الطُّفال. يعدّ الخُراز أحد المكوّنات الرئيسة لصخر المروان مع المُهاق والصَّرَق، وهو شديد المقاومة للتغمّل الكيميائي، يظلّ من دون تغيّر إلى حدّ كبير عند تعرّضه للمحاليل الحمضية الضعيفة، وبتغمّل المروان، يتحوّل المهاق شيئا فشيئا إلى طُفال، مطلقا في الوقت نفسه بلّورات الخُراز التي تظلّ محتفظة بمظهرها الزجاجي النقي، وعلى الرغم من أنّ بعض الخراز يتركّز في التربة، إلاّ أنّ معظمه يُجرف إلى البحار، أو إلى مواقع ترسّب أخرى، حيث يتحوّل بطول العهد إلى حُثّ. يُستخلص ممّا سبق أنّ الصخر عبارة عن بِنية بلّورية متحاتنة حينما تكون أطواره البلّورية سليمة، إلاّ أن تغمّله يُؤدّي إلى فقدانه لهذا التحاتن بسهولة كبيرة.

تعليق

التميّث في اللغة مصدر مزيد من الموث والميث وهو إذابة الشيء في الماء، أمّا الماث فخليط من مكوّنات مختلفة، ينتج من مادّة متميِّثة، مأخوذة من التميّث، تُجمع كلمة ماث على مُوث وأمواث وميثان، كنار التي تُجمع على نور وأنوار ونيران. هي بالفرنسية hydrolysat. أمّا الحُصْكارة فكلمة منحوتة من عبارة حاصرة كُثارية وهي شاردة صيغتها العامّة (ا𞺇ك𞺋-𞺌)، (AxOz-y)، حيث يمثّل الحرف «ا» عنصرا كيميائيا، والحرف «ك» رمز الكثار. وتتشكّل الحُصكارات من أغلب العناصر الكيميائية.

لغة كلزية

chemical degradation of minerals
لغة فرنسية

dégradation chimique des minéraux
مراجع

  • الجيولوجيا العامة الجزء الأوّل. الربيز: محمد نصوح الخيمي، الربيز: محمد أنور محفوظ. ديوان المطبوعات الجامعية، الساحة المركزية بن عكنون الجزائر العاصمة، 1991م. الجزائر
  • Géologie, Objets et méthodes, Jean Dercourt, Jacques Paquet. Dunod, sixième édition, 1983. Paris, France
  • Roches et minéraux. J. Lameyre. Doin 1975, Paris, France