مصطلح المَكارة مستعار من المجال العسكري، ووظّف للدلالة على فنّ استعمال الوسائل المتاحة على نحو تتحقّق أقصى استفادة منها. تتطلّب القرارات المَكارية الاشتغال على الوسائل وتعديل إجراءات محدّدة للتكيّف مع الحوادث الطارئة والاستمرار في الحصول على المزايا المتوقّعة في الميدان. مجموع المَكارات هو جزء من سَنافة التي تُسنِد إلى كل عنصر دوره ومكانه في النظام وحدوده وكيفية تطويره. تعتمد السنافة بالضرورة على التنسيق، ودرجة التبعية المحتملة، وتشارك المَكارات فيما بينها. منذ زهاء 2500 سنة، كتب السنافي العسكري الصيني «صن تزو» كتابه «فن الحرب»، قال فيه: «السَّنافة من دون مَكارات هي أبطأ طريق للنصر، والمكارات من دون سنافة هي الضجيج الذي يسبق الهزيمة». تحدّد السنافة الأهداف الطويلة المدى ومسارها، وتضع الخطط لتحقيقها، بينما المكارة أكثر واقعية، وتكون غالبا موجّهة نحو الخطوات الصغيرة التي تنجز في إطار زمني أقصر على طول الطريق، فهي تتضمّن أفضل الممارسات والخطّط المحدّدة والموارد، وما إلى ذلك. تعكس السنافة القوية القيم الأساسية للمؤسسة، وتكون خططها قابلة للتنفيذ مع التركيز على الهدف النهائي. إذا كان لدى شركة تقوم بصناعة الأثاث هدفا لتوسيع حصتها في السوق، فيمكن أن تتضمّن سنافتها تقديم أكثر الأسعار تنافسية، وأن يكون لديها دائما مخزون من البضائع المشتركة. سيتخذ قادة الفرق قرارات تعطي الأولوية للتكاليف المنخفضة. المكارة الجيدة، هي التي تتضمّن هدفا واضحا يدعّم السنافة. لها جدول زمني محدّد يتم خلاله الانتهاء من أنشطة محدّدة وقياس آثارها. يتمثل أحد الأساليب التي تتبعها شركة لصنع الأثاث في تحليل عمليات التصنيع بهدف تقليل الهدر وعدم الكفاءة، وبالتالي تقليل التكلفة، وعليه خفض الأسعار للعملاء. يمكن للشركة أن تقيس نجاح المكارة بوضوح من خلال مقارنة تكاليفها قبل التحليل وبعده.

المَكارة، من المكر وهو التخطيط والاحتيال، وفي القرآن الكريم قوله تعالى: «وقد مكروا مكرَهم وعند الله مكرُهم وإن كان مكرهم لِتزول منه الجبال». إبراهيم 46. والاحتيال في اللغة لا يعني الخديعة، بل الحذق، وجودة النظر، والقدرة على دِقّة التصرّف في الأمور، أي تقلّب الفكر حتى يهتدي إلى المقصود.