توجّه عقلي اختياري يتضمّن زيادة الكفاءة في نمط معين من النشاط، مع تثبيط الأنشطة المنافسة. ويُعرّف أيضا على أنّه، التركيز الطوعي للعقل على شيء معيّن، مما يسمح بإنجاز أفضل للمهمّة التي يتم القيام بها بفضل القضاء على الأنشطة المُشتِّتة. يعرّفه النفسيائيون المعرفيون على أنّه عملية معرفية قصدية تنطوي على تركيز إدراك الفرد على مثير معيّن من بين عدّة مثيرات حوله، أي أنّ الانتباه عملية تنطوي على اختيار مثير من بين عدّة مثيرات، مع توفّر القصد أو النية في التركيز، والرغبة في الانتباه لهذا المثير، باستثناء حالة الانتباه الإرادي القسري الذي لا يتطلّب الدافعية أو القصد. يؤكّد ستيرنبرغ Sternberg, 2003 على أنّ الانتباه هو القدرة على التعامل مع كمّيات محدودة من المعلومات منتقاة من كم هائل من المعلومات التي تزوّدنا بها الحواس أو الذاكرة.

يمكن التمييز بين أنواع الانتباه، حيث نجد:

• 1- الانتباه الإرادي الانتقائي، يحدث هذا الانتباه انتقائيا، حيث يحاول الفرد تركيز انتباهه على مثير واحد من بين مثيرات كثيرة. يتطلّب هذا الانتباه طاقة كبيرة وجهدا من الفرد لكثرة المشتّتات، وانخفاض دافعية استمرار الانتباه، ويعود السبب في ذلك إلى محدودية الطاقة العقلية للفرد، ومحدودية سعة التخزين وسرعة معالجة المعلومات؛
• 2- الانتباه غير الإرادي القسري، حيث يركّز الفرد انتباهه على مثير يفرض نفسه على الفرد قسريا من دون بذل أي جهد كبير للاختيار بين المثيرات، لدرجة يصبح فيه الانتباه غير شعوري وغير انتقائي؛
• 3- الانتباه الانتقائي التلقائي، هو انتباه الفرد لمثير واحد من بين عدّة مثيرات أخرى ليشبع حاجة من حاجاته ودوافعه الذاتية، بطريقة سهلة ميسورة، مثلما يفعله الطفل حينما يشاهد نهجله الرناتي (برنامجه التلفزيوني) المفضّل الذي ينتظره بفارغ الصبر. لا يحتاج هذا الانتباه إلى جهد وطاقة عقلية عالية، لذلك يصعب تشتيت الفرد في هذه الحالة عن التركيز في مثيره.

يعتبر التشتّت dispersion نقيض الانتباه، ويُعرّف بأنّه الصعوبة في التركيز، التي تتجلّى بشكل رئيس في عدم استقرار الانتباه.