معجم المصطلحات الكبير
مُراهَقَة
النفسياء

فترة عمرية ومرحلة انتقالية بين الطفولة والرشد، فيما بين سن عشر سنوات وتسع عشرة سنة على وجه التقريب، تبدأ مرحلة المراهقة بالنضوج الجنسي، وبتغيّرات جسمية ونفسيائية، إذ يظهر الحيض للبنت بانتظام، كما يتفلّك ثدياها، أمّا الولد فيصبح قادرا على الإمناء، ويتضخّم صندوقه الصوتي، ويخشن صوته، ويزداد المراهقون من كلا الجنسين في الطول والوزن، ويصبحون أكثر إحساسا بالخجل، الذي يشتدّ بسبب التغيّرات التي تحدث في أجسامهم، وتزداد الحساسية لديهم تجاه ملابسهم، حيث يبدأ المراهق في تخصيص وقت كثير للعناية بمظهره. تتميّز هذه الفترة بالحساسية الزائدة، والوقوف على القيم المجرّدة ويصبح لدى المراهق اهتمام بالشعر والدين، ويتحدّد لديه مفهوم الذات، وفي الوقت نفسه يزداد إحساسه بالقوّة والتخيّل السريع، تلك الأحلام المتعلّقة بالاضطلاع بأعمال عظيمة وبإرساء قواعد الحقّ والعدل في العالم. من الطبيعي جدّا أن لا يطيق المراهق الخضوع للنظام والاستكانة لقيود المنزل، لأنّه يتطلّع إلى آفاق أرحب. أورد هاروكس في كتابه «نفسياء المراهق»، خلاصة الآراء حول المراهقة، منها: «المراهق في تغيّر من الناحية العضوية، وغير ناضج من الناحية العاطفية، وذو تجربة محدودة، وتابع للمَحاط الثقافي، يريد كلّ شيء لكنّه لا يعرف ما يريد، يتصوّر أنّه يعلم كلّ شيء، لكنّه لا يعلم شيئا، يعتقد أنّه يملك كلّ شيء، وهو لا يملك شيئا في الواقع، فلا هو يستفيد من امتيازات الأطفال، ولا هو يستثمر مزايا الكبار، يعيش في حلم وخيال، بينما هو يتعامل مع الواقع، إنّه ثمل واعٍ، ونائم صاحٍ». من هنا فإنّ المراهق في حاجة شديدة لمساعدة والديه واهتمامهما، ومن الواجب عليهما أن لا يقفا حجر عثرة في طريق المثل العليا الصادقة، والمعلومات الجنسية الواقعية، ليحول ذلك دون الانتهاء بالمراهق إلى عواقب وخيمة.

هناك تقسيمات عديدة لمراحل المراهقة، بعضها ثنائي، حيث تُقسّم إلى مراهقة مبكّرة، وأخرى متأخّرة، وبعضها ثلاثي، نجد فيها، ما قبل المراهقة، المراهقة المبكّرة، المراهقة المتأخّرة؛ التقسيم الرباعي، فيه: مشارف المراهقة، المراهقة المبكّرة، المراهقة المتوسّطة، المراهقة المتأخّرة. إلاّ أنّه يمكن تصنيف المراهقة عموما، إلى:

  • 1- المراهقة المبكّرة، وتبدأ من السنة 10 إلى 14 عند الإناث، و11 إلى 15 عند الذكور، حيث يصحبها نمو سريع، إلى ما بعد سنة البلوغ بسنة تقريبا، ويتميّز سلوك المراهق في هذه المرحلة، بالسعي نحو الاستقلال، والرغبة في التخلّص من القيود والسيطرة، ويبرز لديه الإحساس بالذات؛
  • 2- المراهقة المتوسّطة أو الوُسطى، وتكون عند الإناث من سنة 14 إلى 17، وعند الذكور من سنة 15 إلى 18، وفيها تكتمل التغيّرات الحِياوية، وهي أخطر مراحل العمر، حيث تزداد فيها حدّة انفعالات المراهقين، سواء انفعالات الحبّ أو الغضب أو الغيرة، مع مشكلات المراهقين الأخرى؛
  • 3- المراهقة المتأخّرة، تكون عند الإناث من سنة 17 إلى 21، وعند الذكور من سنة 18 إلى 21، يتميّز سلوك المراهق في هذه المرحلة بالتوافق مع معايير المجتمع الذي يعيش فيه، ويبتعد عن العزلة والانطواء، وينخرط في النشاطات الاجتماعية، ويكون فيها المراهق قادرا على أداء وظائفه الجنسية بشكل كامل، وقد لا يتمكّن المراهق من إشباع حاجته الجنسية، بطرق طبيعية مباشرة عن طريق الزواج، فيلجأ حينئذ إلى الاستمناء، وربّما الإفراط فيه، فينعكس عليه ذلك على شكل شعور بالذنب، وتنتهي هذه المرحلة بابتداء سنّ الرشد.

هناك بعض الأنماط التي توجد في المراهقة، منها:

  • 1- المراهقة السوّية، وتتميّز بالهدوء النسبي، والميل العام للاستقرار، والاتّزان العاطفي، والخلو من العنف والتوتّرات الانفعالية الحادّة، والتوافق مع الأبوين، والانسجام الاجتماعي، والنجاح الدراسي والتحصيلي، والرضا عن النفس؛
  • 2- المراهقة الانطوائية، وتتميّز بالانسحاب من التفاعل الاجتماعي، والانطواء والاكتئاب والتردّد والخجل، كما يحتلّ الشعور بالنقص مساحة كبيرة، حيث يُقتصر على الأنشطة الانطوائية، وكتابة المذكّرات، والنقد والتفكير المركّز حول الذات، ومشكلات الحياة، ونقد النظم الاجتماعية، والاستغراق في أحلام اليقظة، والإسراف في الاستمناء؛
  • 3- المراهقة المتمرّدة؛ وتتميّز بالتمرّد والثورة على الأسرة والسلطة عموما، والانحرافات الجنسية والعدوان على الإخوة والزملاء، والعناد بقصد الانتقام، لا سيّما من الوالدين، وتحطيم أدوات المنزل وأوانيه، والإسراف في الإنفاق، والشغف بقراءة روايات المغامرات، والتأخّر الدراسي؛
  • 4- المراهقة المنحرفة، وتتميّز بالانحلال الأخلاقي التام، والانهيار النفسي الشامل، والجنوح، والسلوك المضادّ للمجتمع، والانحرافات الجنسية، وسوء الخلق والفوضى والاستهتار، والبعد عن المعايير الاجتماعية السوية في السلوك.

تعليق

الفرق بين المراهقة والبلوغ، هو أنّ هذا الأخير يعني اكتمال الوظائف الجنسية عند الفرد، بنمو الغدد الجنسية وقدرته على الإنجاب. بينما تشير المراهقة إلى التدرّج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي، وعلى هذا يعتبر البلوغ جانبا من جوانب المراهقة حيث يسبقها من الناحية الزمنية، وهو أوّل دلائل دخول الطفل مرحلة المراهقة.

مصطلح قريب

لغة كلزية

adolescence

حسب قواعد الاستفان، تعود كلمة adolescence في الكلزية إلى عبارة: حَدُّ العِشْق ad ol-escece، أي الحدّ الذي يبدأ فيه الشابّ بالرغبة في الزواج، الحرف «n» ملتّب على قاعدة لا تكاد تخيب في القياس. مثل هذا كلمة senescence والتي تعني الشيخوخة، فهي مكوّنة من شقّين، الأوّل sen ومعناه سِن أي عُمْر والثاني esce(n)ce الشاقّ أي سن الشّاق أو السنّ الشاقّ بمعنى الصعب.

لغة فرنسية

adolescence
مراجع

  • المراهقة: مشكلات وحلول. فاطمة العراقي. وكالة الصحافة العربية، 2008م. الجيزة، مصر.
  • المراهقة وسنينها. مصطفي النجار. دار البشير للثقافة والعلوم، 2021م. القاهرة، مصر.
  • قاموس مصطلحات علم النفس. لادل ر. مكدونالد، ترجمة: يوسف ميخائيل. دار النهضة العربية، 2017م. القاهرة، مصر.
  • سيكولوجية المراهقة: النظريات، جوانب النمو، المشكلات وسبل علاجها. أحمد محمد الزعبي. دار زهران للنشر والتوزيع، 2013م. عمّان، الأردن.

في مرحلة مراهقة الفرد، ليس حتميا أن تتغيّر كلّ النواحي بالسرعة نفسها، فالتطوّر الجسدي غالبا ما يسبق التطوّر النفسي والاجتماعي.