معجم المصطلحات الكبير
اِسْم الآلة
الاصطلاح

اسم يُصاغ من مصدر الفعل الثلاثي المتصرّف لازما أو متعدّيا، بقصد الدلالة على الأداة التي تُستعمل في إيجاد معنى ذلك المصدر وتحقيق مدلوله، وصيغه القياسية سبعة وهي مِفْعَل ومِفْعال ومِفْعَلَة وفَعّالة وفِعال وفاعِلة وفاعُول. صيغ اسم الآلة القياسية التي عُرفت عن الأوّلين ثلاثة، وهي مِفْعل ومِفْعال ومِفْعلة، وطريقة صوغها أن نجيء بذلك المصدر مهما كانت صيغته، وندخل عليه من التغيير ما يجعله على وزن إحدى الصيغ الثلاثة، مثال ذلك: نشر النجّار الخشب نشرا، فآلة النشر هي منشر أو منشار أو منشرة. وقد جاء في مجلّة المجمع اللغوي (ص. 250، مؤتمر الدورة التاسعة والعشرين، سنة 1962-1963م) قرار ينصّ على أن يُضاف إلى الصيغ الثلاثة المشهورة في اسم الآلة، صيغ أخرى، هي : فعّالة، مثل ثلاّجة وخرّامة وخرّاطة، وهي صيغة كثيرة في الاستعمال قديما وحديثا، وفِعال، مثل: إراث، لما تؤرّث به النار أي توقد، وفاعِلة مثل: ساقية، وفاعُول: مثل صاقور، وبهذا تُصبح الصيغ القياسية لاسم الآلة سبعة. وهذه الأوزان هي التي استعملها العرب بكثرة وعليها القياس.

وردت صيغ أخرى قال عنها اللغويون إنّها سَماعية أو شاذّة، مثل صيغة مُفْعُل، ففيها مُنْخُل للأداة التي يُنخل بها الدقيق، والمُدُقّ للأداة التي تُدقّ بها الأشياء الصلبة، والمُدْهُن للأداة التي تُستعمل في الدهان، والمُكْحُلة للأداة التي يُكتحل بها، أو للوعاء الذي يوضع فيه الكحل، والمُسْعُط للأداة التي يُسعط بها المريض أو الصبي، والمُحْقُن للأداة التي يُحقن بها. ومن الصيغ الأخرى التي تدلّ على اسم الآلة وجاءت في كلام العرب، صيغة إِفْعالة، مثل إعظامة وإكبارة وهي ما تعظّم به المرأة عجيزتها، وإشرارة لما يبسط عليه الشيء الذي يراد تجفيفه في الشمس كالتين ونحوه، وإسكابة سدادة من خشب يُسدّ بها خروق الإناء والسقاء، وكذلك صيغة فِعْلاة، مثل حِفْراة وهي خشبة ذات أصابع يُنقّى بها البرّ، أو المسحاة ونحوها ممّا يُحفر به. واشتقّ العرب أيضا أسماء للآلة من غير الفعل الثلاثي، فقالوا على سبيل المثال المِشْمل، وهو سيف صغير يشتمل عليه الرجل بثوبه، أخذا من الفعل اشتمل، وقالوا مئزر من ائتزر، ومِيدع ومِيدعة من ودّع الثوب وأودعه أي صانه، كما اشتقوها أيضا من الأسماء الجامدة كالمحبرة من الحبر والمقلمة من القلم والمِخبصة من الخبيص، وهي ملعقة يُقلّب بها الخَبِيص في الطِّنجير، والمِخدّة من الخدّ لأنّها توضع تحته.

لا يوجد في الاصطلاح ما يُعرف بالشذوذ في اللغة، فالقاعدة العامّة التي تجري فيه وبه هي: «كلّ ما قيس على كلام العرب فهو من كلامهم» فمُفْعُل وإفْعالة وفِعْلاة تُعتبر صيغ قياسية صحيحة، وما جاء فيها من كلمات تسمح للاصطلاحي أن يضعها نصب عينيه حين يروم وضع أسماء جديدة للمعاني المستحدثة، والاشتقاق من الفعل المزيد ومن الأسماء الجامدة قياسي أيضا، فالمعنى اللغوي إطار يمنع الخروج عن مفهوم اللغة العام فحسب، لأنّ اللغة الاصطلاحية لغة مضبوطة محدّدة المفاهيم، والمعاني اللغوية معانٍ عامّة، فكلمة ممسحة كلمة عامّة يجب أن تخضع للقياس بلا ريب، حيث لا يُراد بها نوع بذاته خلاف كلمة رِبْذة أو طلاّسة أو وفيعة، فيُقال الرِّبْذة مِمْسَحة والطلاّسة ممسحة والوفيعة ممسحة، كما يُقال الإبرة مخيط والإشفى مِخرم والمُدية مِقَطع، فالربذة والطلاّسة والوفيعة والإبرة والإشفى والمُدية مصطلحات، والممسحة والمخيط والمخرم والمقطع كلمات لغوية قياسية، فالقياس يكون إذن في الكلمات اللغوية أي في عرف اللغة العام وليس في اللغات الخاصّة وهي لغات العلوم والفنون والمهن التي تعتمد على المصطلحات، لأنّنا نجد من أسماء الآلات كالعصا والترس والسيف والرمح والقلم وليس منها ما هو على اسم آلة، ويستحسن أن يكون الاشتقاق على صيغ الآلة في الاصطلاح من الموادّ اللغوية المهجورة التي لا تشيع في عرف اللغة العام لتُضفي على المصطلحات خصوصية لا توفّرها الألفاظ الشائعة.

تعليق

اسم الآلة لا يعمل عمل فعله، فلا يرفع فعلا أو نائب فاعل، ولا ينصب مفعولا به أو غيره، فهو كاسم الزمان والمكان، والمصدر المصوغ للدلالة على المرّة التي لا تعمل عمل فعلها.

مصطلح قريب

مراجع

  • النحو الوافي، عبّاس حسن. الطبعة الخامسة، 1980م. دار المعارف، مصر.