ضرب من المناشيص على شكل المُنطاد الضخم، لا يتجاوز ارتفاعه عشرين إقاسا (كلم) عن سطح الأرض، وتسمح له هذه المسافة بتغطية مساحة دائرية من الأرض يصل قطرها إلى ألف قاس، إذا ما ثُبّت عليه جهاز إرسال، وهو بذلك يُشبه المِنْشاص الثابت للبثّ الرَّناتي، وقد اقترحته هيئة الأرصاد الجوّية الفرنسية كحلّ أمثل للدول الفقيرة، لتواجه به المشكلات التي تقف عائقا أمام تقدّمها، وحتّى تتمكّن من مواجهة الغزو الثقافي الأجنبي التي لا تستطيع التحكّم في نهاجله المُستقبَلة على أراضيها. كما أنّ هذا النوع من المَطاوِد يمثّل للدول الفقيرة البديل المناسب للمناشيص التي تكلّف نفقاتها كثيرا، وقد أطلقت هيئة الأرصاد الجوّية في فرنسا على هذا النوع اسم «اِسُّور» وبدأت نَهْجلَه لسدّ احتياجاتها الخاصّة، لأنّ المناشيص الأمريكية كانت تزوّدها بالصور بفترة 12 ساعة، ولكنّ الهيئة كانت في حاجة إلى متابعة مستمرّة للصور، ومن هنا نبعت الحاجة إلى هذا المرصد الهوائي، وقد تمكّنوا في الجيل الثالث من التخلّص من الأوْثِلة التي تصله بالأرض، والتي يتعدّى طولها 20 إقاسا، وأصبح بالإمكان التحكّم فيه عن بعد ليظلّ في مكانه، ويؤكّد هؤلاء الذين يروّجون لهذا المِنشاص أنّ إشارته أقوى ثلاثة أبْلاف مرّة من الإشارة الملتقطة من المناشيص العادية، ويمكن التقاطها مباشرة بواسطة أجهزة الاستقبال الرَّناتي داخل المنازل، كذلك يمكن بواسطته التقاط نهاجل الرَّنَوات من الدول المجاورة، كما يمكنه أن يقوم بدور الوسيط للاتصال ما بين الدول والمناشيص الأخرى، ممّا يُمكّن من إقامة شبكة عالمية بأقلّ التكاليف لأنّها لا تتطلّب محطّات أرضية مُكلفة.

الجمْع القياسي لمُنْطاد مطاوِد ومطاويد، فما كان من الثلاثي المزيد فيه المعتلّ العين تحذف منه التاء والنون، وتُردّ ألفه إلى أصلها، من واو أو ياء، فيُقال في «مُختار» مَخايِر ومخايير وفي «مُحتاج» مَحاوِج ومَحاويج، ومثلهما مُنْطاد لأنّه من اِنْطاد بمعنى ذهب علوا في السماء، وأصل الكلمة من الطود وهو الجبل، ومعنى المُنطاد المرتفع. ويُسمّيه بعضهم بالمِنْطاد، بكسر الميم على تقدير أنّه اسم للآلة، وجَمعوه على مناطيد، وفي هذه الحال تكون مادّته اللغوية نطد وليس طود، أمّا اسم الآلة من الفعل طود فهو المِطْوَد كالمِعْول والمِدْور والمِطْواد كالمِشْوار العود يُجمع به العسل والمِشوال آلة الرفع، ويصحّ المِنْطاد على توهّم أصالة حرف النون، وقد أقرّه مجمع دمشق على صيغة مِنطاد وجمعه على مناطيد.