القدرة على تغيير الحالة الذهنية أو مسار الفكر أو العمل بتغيّر الموقف وتعقّده ووَفْقا لمتطلباته، وهي عكس ما يُسمّى بالتصلّب العقلي mental rigidity الذي يعبّر عن الالتصاق بمجموعة معيّنة من الأفكار بأقلّ قدر من الحرّية والانطلاق. يمكن أن تتضمن المرونة أبعادا من استجابة إدراكية وأو معرفية وأو سلوكية تسمح للفرد بالتخلّي عن مجموعة أو نمط استجابة سابقة من أجل إنشاء بديل أكثر ملاءمة لمتطلبات الموقف المطروح. إنّها إحدى الوظائف التنفيذية المميّزة التي تُنسب في المقام الأول إلى الفصّ الجبهي frontal lobes، وهي إحدى السمات الرئيسة التي تكمن وراء القدرة على التفكير الإبداعي. كما تقلّ المرونة العقلية مع تقدم العمر، وغالبا ما يُصبح الفرد غير قادر على التكيّف مع المواقف والبيئات الجديدة. تظهر المرونة العقلية عموما بمظهرين أوّلهما قدرة الشخص على أن يعطي تلقائيا عددا متنوّعا من الاستجابات لا تنتمي إلى فئة واحدة أو مظهر واحد، إنّما تنتمي إلى عدد متنوّع، ويُسمّى هذا النوع منها بالمرونة التلقائية spontaneuos flexibility، أمّا المظهر الثاني من المرونة فيتعلّق بالسلوك الناجح لمواجهة موقف أو مشكلة معيّنة، ويفشل الشخص في حلّ المشكلة أو مواجهة الموقف إذا لم يظهر هذا السلوك، ويُسمّى هذا النوع بالمرونة التكيّفية adaptive flexibility، لأنّها تحتاج لتعديل مقصود من السلوك ليتّفق مع الحلّ السليم.
في الكثير من المراجع الدَّيْوَنية (الأكاديمية) لا يوجد فرق بين المرونة العقلية والمرونة المعرفية، ولكن ربّما هناك فرق بينهما، فالمرونة العقلية تُركّز على الجانب النفسي والاجتماعي وتكيّف المشاعر والأفكار مع المواقف الحياتية. بينما تركّز المرونة المعرفية على الجانب الإدراكي والعصبي المرتبط بحلّ المشكلات، والتبديل بين المهامّ، والتكيّف مع القواعد الجديدة. يمكن اعتبار المرونة العقلية أوسع نطاقا لأنّها تشمل المشاعر والسلوكيات والأفكار، بينما المرونة المعرفية تُعدّ أضيق نطاقا لأنّها تقتصر على الأبعاد الإدراكية. وكلا النوعين من المرونة يُكمّلان بعضهما البعض، حيث يتداخلان أحيانا في مواقف تتطلّب تكيّفا نفسيا ومعرفيا في آن واحد. لتبيان الفرق نأتي بالمثال التالي: في نقاش حول قضية معقّدة، ظهرت أدلّة جديدة تخالف الاعتقاد السابق، مراجعة الموقف وتقبّل الفكرة الجديدة يدخل ضمن المرونة العقلية، أمّا تحليل الأدلّة الجديدة وإعادة بناء الحجج على أساس هذه المعلومات، فمرتبط بالمرونة المعرفية.
المرونة العقلية، هي القدرة النفسية والسلوكية على تعديل الأفكار، والمشاعر، والإجراءات استجابةً لتغيّرات المواقف الحياتية ومتطلباتها. تُساعد هذه المرونة الفرد على التحرّر من أنماط التفكير المقيّدة أو الرتيبة والابتعاد عن التصلّب العقلي Mental Rigidity، تتيح له التكيف مع الظروف الاجتماعية أو النفسية الجديدة أو المعقّدة. من مظاهر المرونة العقلية: المرونة التلقائية Spontaneous Flexibility، وهي القدرة على إنتاج عدد متنوّع من الأفكار أو الحلول من دون توجيه مسبق أو تدريب، كما تُعبّر عن الإبداع والانفتاح على خيارات جديدة؛ المرونة التكيفية Adaptive Flexibility، وتتجلّى في تعديل الاستجابات السلوكية أو الفكرية عن وعي بهدف التعامل مع مواقف محدّدة بشكل فعّال، وتتطلّب فهم متطلّبات الموقف واختيار استجابة أكثر ملاءمة لتحقيق أهداف معينة. تسهم المرونة العقلية في تعزيز مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي. تُعدّ أساسا لقدرة الفرد على التفكير الإبداعي، حيث تُساعد على تجاوز العوائق النفسية المرتبطة بالخوف من الفشل أو التغيير، وتُصبح أكثر صعوبة مع التقدم في العمر، حيث يزيد الميل إلى الأنماط الفكرية الصلبة. ترتبط المرونة العقلية بأبعاد نفسية، وتشمل التكيف العاطفي وتقبّل التغيير؛ وبأبعاد اجتماعية، وتشمل القدرة على التواصل مع الآخرين بطرق متجدّدة وغير نمطية.
المرونة المعرفية Cognitive Flexibility، هي القدرة المعرفية العصبية على التبديل بين المهامّ، أو التكيّف مع قواعد جديدة، أو التفكير بطرق بديلة عند مواجهة تحديات إدراكية أو معرفية معقدة. تُعتبر جزءًا من الوظائف التنفيذية Executive Functions التي ترتبط بعمل الفصّ الجبهي (Frontal Lobes) في الدماغ. من مظاهرها: القدرة على فهم قواعد جديدة بسرعة عند تغيّر السياق؛كالتبديل بين لغتين أثناء المحادثة. القدرة على النظر إلى مشكلة ما من زوايا مختلفة؛كالتفكير في عدّة أسباب محتملة لحلّ مشكلة معيّنة. تتجلّى أيضا في القدرة على التنقل بين عدّة مهام دون فقدان الكفاءة؛ كالتبديل أثناء قيادة السيارة بين التركيز على الطريق وضبط إعدادات السيارة. تعزّز المرونة المعرفية من قدرة الفرد على حلّ المشكلات المعقّدة واتخاذ القرارات الصحيحة، وتُعتبر ضرورية للابتكار العلمي والفكري، وتُظهر أهمّية خاصّة في المواقف التي تتطلّب تحليلا سريعا وتكيّفا مع المستجدّات. ترتبط المرونة المعرفية بالأبعاد العصبية، حيث تعتمد على كفاءة الفصّ الجبهي والوظائف التنفيذية. وتتبلور بوضوح في التعلّم المرن والقدرة على التعامل مع أنماط تعليمية مختلفة.
|
mental flexibility
|
cognitive flexibility
|
set shifting
|
|
flexibilité mentale
|
flexibilité cognitive
|
- مصطلحات في الإعلام والاتصال. خضير شعبان، دار اللسان العربي. الطبعة الأولى، 1422، الجزائر.
- doi.org/10.1007/978-3-319-56782-2_2123-2