فرع جديد من العلم يُعنى بدراسة أصول الحياة وظهورها على الأرض واحتمال ظهورها في أماكن أخرى من الكون وتوزيعها. فهي دراسة للحياة في سياق كوني، وفي هذا المجال يسعى الحِفاكيون إلى الإجابة عن السؤال: ما تاريخ الحياة على الأرض، وما مستقبلها؟ وهل توجد حيوات في أماكن أخرى غير الأرض؟ ظهر هذا العلم على الساحة البحثية في التسعينيات الميلادية، وكان الدافع إلى ظهوره، ما وصفه العلماء سنة 1996م من علامات مثيرة للجدل على وجود حياة قديمة داخل حجر زُجالي (نيزكي) من المريخ، وهو صخرة تزن 1,9 راز، أطيح بها من سطح المريخ عقب اصطدام كِسْف به، وسقطت في النهاية في النكباء وهي القارّة القطبية الجنوبية. وسواء أكان تفسير الحياة المجهرية الإحاثية صحيحا أم لا، فقد دفع هذا الناس إلى التفكير في الحياة خارج الأرض. ثمّ اثبت العلماء على مدى العقدين السابقين أنّ بعض «الميكروبات» لا تتحمّل العيش في مجموعة من البيئات أكبر كثيرا ممّا كان يعتقد سابقا فقط، وإنّما تزدهر فعلا في الحرورة العالية أو في المَحاطات الحمضية أو تحت ضغط أو محاطات ملحية. ثمّ جاء اكتشاف آخر في عام 1996م عن طريق الصور التي التقطها مسبار ناسا «غاليليو» لسطح قمر المشتري «يوروبا» المكسو بالجليد، إذ كشفت عن قطع جليدية تباعدت عن بعضها بعضا من قبل، ما يشير إلى وجود محيط أسفل القشرة الجليدية، علاوة على ذلك عثر العلماء على كواكب تهوس على نجوم أخرى غير شمسنا، وقد أعطى ذلك إمكانية وجود حياة على الكواكب الخارجية، أو في الفناء الخلفي الكوني لنظامنا الشمسي. يعرّف ديفيد سي كاتلنغ الحِفاكة بكونها «فرعا من العلم المعني بدراسة أصل الحياة وتطوّرها على الأرض، وضربا من الحياة المحتملة في أماكن أخرى». عرّفت ناسا هذا العلم، بأنّه «دراسة أصول الحياة وتطوّرها وتوزيعها في الكون ومستقبلها».

الحِفاكة، مصطلح منحوت من حِياوة وفلك، بمعنى الحياوة الفلكية، العالم بها والباحث في شأنها يُسمّى الحِفاكي، الجمع حِفاكيون، والحِفاكية للمؤنّث الجمع حِفاكِيات.