الهَيْكو، نوع من الشعر الياباني المقتضب، يصوّر من خلال ألفاظ قليلة بعيدة عن السرد، مشاعر جيّاشة، وأحاسيس عميقة نحو الطبيعة وفصولها، وموتها وانبعاثها، ويحكي عن تجربة حسّية تخلو من التجريد المعروف في الشعر العالمي، تشتمل على تفاصيل جزئية بسيطة يومية، وملتصقة بالواقع، لكنّها تظهر من خلال الهيكو في صورة أخرى مختلفة تماما، حيث تلهب الخيال، وتبعث المشاعر الدفينة نحو العالم الذي يحيط بنا: الأشجار، والأنهار، والجداول، والأزهار، والحشرات، وضوء القمر، وكل شيء من حولنا. الهيكو قصيدة اللحظة الواحدة، واللقطة السريعة، والإشارة الخاطفة. خِبْرة جديدة وشعور عميق ينبعث من موقف مألوف جدّا ومعتاد، ربمّا قد يكون حتّى مملّ.
لا بدّ أن ليلَكِ
طويل وموحش؛
أيتها البراغيث.
(إيسا)
شاعر متواضع جدّا يخاطب البراغيث، التي هي أيضا تخوض تجربة مكابدة السهر الطويل، والبعد عن الوطن، وفراق الأحبّة. يتكوّن الهيكو من سبعة عشر مقطعا صوتيا، موزّعة على ثلاثة أبيات، مؤلّفة على التوالي من خمسة مقاطع، ثمّ سبعة ثم خمسة، أمّا في العربية حيث لا مقاطع بل حروف تكوّن كلمات، فإنّ الهيكو يتكوّن من ثلاثة أشطر أو أبيات شديدة الاختزال، تعبّر عن ذات المضامين التي تطرحها المقاطع. تعبّر القصيدة عن فكرة أو صورة أو شعور واحد، تحقّق في الواقع نوعا من المفاجأة الصغيرة، تأسّس الهيكو كنوع شعري مستقلّ أوّل مرّة في القرن السادس عشر الميلادي، وحمل اسم هُكّو hokku، الذي حار في القرن التاسع عشر الميلادي إلى اسم هَيْكو haiko. تُقسّم عصور الأدب الياباني وَفْقا لأماكن المراكز السياسية التي حكمت اليابان، على امتداد الأزمنة المختلفة، إلى:
(1) عصر اليماتو yamato، ويبدأ من العصور القديمة إلى آخر القرن الثامن الميلادي، ويتمثّل في مجموعة كبيرة من الأغاني الشعبية والابتهالات الدينية الطقوسية، والأساطير والخرافات، كُتبت قديما، وجُمعت في «مدوّنات الأزمنة القديمة»، تعرف باسم كوجي كي kuji-ki، وقد كتبت هذه الأعمال باللغة اليابانية، وقام بهذا العمل جماعة من الكتّاب الصينيين.
(2) عصر الهَيّان heian، يبدأ من أواخر القرن الثامن الميلادي وينتهي في القرن الثاني عشر، حيث تغيّر في بداية هذا العصر مقرّ الحكومة ليستقر في هَيّان التي تعرف اليوم باسم كيوتو kyoto، فظهر نتيجة لذلك نوع جديد من الأدب، وساعد استحداث الخِصِّينات اليابانية في القرن الثامن الميلادي نشوء نثر أدبي، تطوّر بالطريقة نفسها التي تطوّر بها الشعر.
(3) عصر الكاماكورا- موراماتشي kamakura-muramachi، يبدأ من القرن الثاني عشر الميلادي إلى غاية القرن السادس عشر، فقد جاء نظام قبيلة التيرا taira بعد انهيار النظام الملكي وانهزام قبيلة أخرى هي الميناماتو minamato، وأسّست القبيلة المنتصرة حكومة كاماكورا سنة 1192م. ساد الاستقرار في هذه الفترة، وسيطر على المجتمع الياباني رجال الساموراي والمقاتلون الذين عاشوا حياة الإثارة، والمتديّنون البوذيون الذين قصروا حياتهم على التأمّل الروحي والتفكّر. مثّل أدب هذا العصر بما فيه من نزوع إلى الكآبة والوحدة، المختارات الشعرية القديمة والحديثة التي جمعها فوجيوارا تيكا Fujiwara Teika سنة 1205م، وكذلك المجموعة الشعرية الضخمة لشن كوكن شو Shin Kokin Sho. ظهر أيضا في هذا العصر شكل شعري جديد هو الرنغا renga، تميّز بقواعد صارمة ونظم، حيث يشترك ثلاثة شعراء أو أكثر في كتابة قصيدة طويلة تتألّف من أبيات تحتوي على سبعة مقاطع، ثمّ خمسة، ثمّ سبعة، ويحتوي البيتان الأخيران على سبعة مقاطع، من الشعراء المميّزين في هذا اللون الأدبي: سوغي، وشوهاكو، وسوشو. اُعتبر هذا الحدث هو الأبرز في مسيرة تطوّر الشعر الياباني بعد نهاية القرن الرابع عشر الميلادي.
(4) عصر الإيدو edo، يبدأ هذا العصر من القرن السابع عشر إلى بداية النصف الأوّل من القرن التاسع عشر، حيث استقرّ الأمن وعمّ الرخاء تحت سلطة قبيلة كوماكارو سنة 1603م، التي اتّخذت مدينة إيدو المعروفة اليوم بطوكيو مركزا لها، فازدهرت التجارة، وتطوّرت المدن، فظهرت طبقة اجتماعية جديدة مكوّنة من التجّار الأثرياء، استطاعت أن تكوّن لها أدبا خاصّا، تميّز أغلبه بروايات الخلاعة والمتع الجنسية، وكان أشهر كاتب في هذه الفترة هو إيهارا سايكاكو Ihara Saikako بروايته «حياة عاشق»، التي تعتبر عملا أدبيا وفنّيا متألّقا ينضح بالحيوية والظرف. كما ظهر أيضا لون شعري جديد هو الهيكو الذي اكتسب شهرة عالمية واسعة النطاق فيما بعد، يكشف عن روح شعرية متأثّرة بالحضارة الصينية البوذية. يُرجع كينيث ياسودا أصول الهيكو إلى القرن الثامن الميلادي، الذي سادت فيه أشعار التنكا tanka، لذلك يطلق على هذه الفترة اسم فترة التنكا، أمّا الفترة الثانية على رأيه فهي فترة الرنغا renga، تمتدّ من القرن الرابع عشر الميلادي إلى القرن السادس عشر، وعلى هذا النحو يمكن القول إنّ شعر الهيكو قد ظهر في القرن الخامس عشر على أيدي الرهبان البوذيين، ونما وشبّ في القرن السادس عشر، ثمّ نضج وأخذ شكله الكامل في القرن السابع عشر على أيدي أربعة من الأعلام الشعراء، هم: باشو Basho المكنّى بماتسو مونفيوسا Matsuo munefusa، وقد اُشتهر بأنّه هو الذي أتمّ الصياغة الكاملة النهائية لشعر الهيكو، ثمّ بيسون Buson، وهو رسّام وشاعر، يُعرف أيضا باسم يوسا بيسون yusa buson، وقد أكّد في شعره على البعد الكوني للهيكو، من خلال التركيز على علاقة مواضيعه بالإنسان والطبيعة. ثمّ كوباياشي إيسَّا Kobayashi Issa اسم مستعار لكوباياشي نوبويوكي Kobayashi Nobuyuki وهو شاعر هيكو ياباني من العصر الإيدو يُعرف بكنيته هذه إيسا، وقد اشتهر بتوحّده الطفولي مع البشر والطبيعة. ثمّ إيهارا سايكاكون ربّما اسمه الحقيقي توغو هيراياما Togo Hirayama.
(5) العصر الحديث، ويبدأ من سنة 1868م إلى يومنا هذا. وفي هذا العصر تأثر اليابانيون بالآداب الأخرى، لا سيّما الآداب الغربية، وطوّروا الكثير من المفاهيم والصنعات الأدبية في الشعر والقصّة. جذبت الحركة الطبيعية في القرن العشرين في الرواية الكتاب اليابانيين، وطوّروها إلى نموذج خاصّ بهم تحتوي على مضامين اجتماعية أقلّ، وعلى موضوعية أكثر وأعمق، كما امتزجت الكثير من رواياتهم بالنكهة الرومانتيكية، وتعاملوا مع أحداثهم التي جرت في اليابان. وقد وجدت أعمالهم صدى في العالم الغربي من خلال الترجمات، يعود ذلك إلى قربها من الاتجاهات الغربية والأمريكية المعاصرة.
تقدّم قصيدة الهيكو صورتين متضادّتين وهذا ما يعرف بالمقابلة، حيث توحي الصورة الأولى بالمكان والزمان، والأخرى عابرة مفعمة بالحيوية والخيال، لا مكان فيها للعواطف والأفكار الذاتية، فالشاعر يحاول أن يثير في السامع لحظة وعي شديدة التكثّف لكشف صوفي أحسّ به، يؤكّد الهيكو على توحّد الشاعر مع موضوعه وعلى عشق الطبيعة. زيادة على عنصري المقابلة والتكثّف، هناك عناصر أخرى عدّها الأوائل ضرورية واستغنى عنها الشعراء الجدد، منها: القرينة الفصلية kigo، وهي كلمة أو إشارة واضحة أو خفية لشهر من الشهور، أو فصل من فصول السنة، أو ظاهرة طبيعية أو ثقافية أو اجتماعية مقترنة بأحد فصول السنة، تجعل القارئ يستحضر الطقس وأوراق النبات وحياة الطيور والحشرات وتوقظ فيه المشاعر التقليدية تجاه الطبيعة والفصول، مثال ذلك في هذه القصيدة لباشو التي يأتي فيها الإيحاء بالفصل في كلمة الأقاحي، حيث يقول:
عند نحّات الحجارة؛
تزهر الأقاحي؛
بين الحجارة.
تأثر الكثير من الشعراء بقصائد الهيكو في الشرق وفي الغرب، وتحوّل إلى ظاهرة شعرية عالمية. فقد كتب قصائد الهيكو شعراء من الولايات المتّحدة ومن آسيا والنُّعام (أستراليا)، وبعض الدول الأخرى ككرواتيا، ووصل إلى الدول العربية عن طريق الترجمة، لا سيّما الكلزية والفرنسية. ففي أمريكا، جذبت اهتمام الشعراء المرتبطين بتوماس إرنست هولم T. E. Hulme وبحركة الشعر التصويري imagist poetry. استفاد عزرا باوند Ezra Pound من مبادئ الهيكو واستعملها في «ماوبرلي والكانتوس» Mauberley and the Cantos. ومن الشعراء الآخرين الذين تأثروا بها آمي لويل Amy Lowell، وروبرت فروست Robert Frost، وكونراد أيكن Conrad Aiken، وليام بتلر ييتس W. B. Yeats. لكن قلة من الشعراء الغربيين فقط هم الذين تمكنوا من تقليدها بنجاح. جيمس كيركوب James Kirkup واحد من هؤلاء القلائل، كما في قصائده «المساء» evening. هناك بعض الاجتهادات العربية التي حاولت تداول موضوع الهيكو قام بها بعض الدارسين، مثل: المترجم السوري: محمد عضيمة، والشاعر الناقد الرباطي عبد القادر الجموسي، اللذان يقيمان في اليابان، وأيضا المترجم والناقد المصري جمال الجزيري، والرباطي سعيد بوكرامي، والأردني محمود الرجبي، إلاّ أنّ هذه المحاولات لم تحظ بالاهتمام اللائق بها، ولم تستطع أن تؤطّر مشروعا على غرار حركة الهيكو العالمية. لا يعترف الكثير من النقاد العرب بما يكتب في العربية من قصائد الهيكو على أنّه مدرسة شعرية مستقلّة، بل يدرجونه ضمن الشعر النثري.
من البديهة استحالة ترجمة الهيكو ترجمة دقيقة محكمة، وذلك لأنّ الهيكو زاخر بالاقتباسات والتلميحات والتوريات والمعاني المزدوجة، إضافة إلى أنّ لغة الهيكو كما يحدّث بذلك الذين يعرفون اللغة اليابانية أقرب ما تكون إلى الصياغة البرقية، فهي تستعمل أدوات الربط ولا تبيّن زمن الفعل ولا توضّح الضمائر أو دلالات المفرد والجمع. أغلب ترجمات الهيكو في العربية جاءت من اللغة الكلزية، لذلك لا يُتوقّع من الهيكو أن يكون واضحا وضوحا كاملا، ويفترض في القارئ أن يضيف إلى النصّ بعضا من تداعياته وتصوّراته الخاصّة ممّا يساعد على تحقيق الوصول إلى المعاني الخفية والاستمتاع بشعرية قصيدة الهيكو.
هذه بعض القصائد التي يعود أغلبها إلى الشاعر باشو:
الطريق أشبه بإناء فارغ
ومع هذا بوسعنا أن نأخذ منه؛
من دون أن يحتاج قط لأن نملأه.
الطيور تحلّق أثناء الغسق
في أوّل ليلة من رحلتي؛
ومع هذا كم بعُد منزلي !
الطفل واقف في الزبد
حينما رأيته، لمست الضباب؛
الذي يلفّ طفولتي.
غِناؤك
أيها الطير الجبلي؛
يَلْمِس أعماق وحدتي.
تُسمَع ريح الخريف
طول الليل؛
خلف الجبل.
شيئان يسرقهما القمر
الضوء من سيقان الأشجار؛
ويوما من حياتي.
صوت حاد
في فتحة الباب المنزلقة؛
في رياح الخريف.
لا إلى المساء
ولا إلى الصباح؛
تنتمي أزهار البطيخ.
صوت قطرات الماء
غلبني السهاد؛
هذه الليلة الباردة.
مريض في رحلتي
تسافر أحلامي؛
على الحقول الجرداء.
أول أيام الربيع
لا أزال أفكر؛
في نهاية الخريف.
غُصن عارٍ
حطّ غراب؛
مساء خريفي.
هذا الدرب
لا أحد يطرقه؛
إلاّ المغيب الخريفي.
القمر الخريفي
تشرّدتُ طوال الليل؛
حول البحيرة.
القيقب
خشبة خيزران كبيرة؛
تراقب القمر.
في كوخي
كلّ ما عندي لأقدّمه لك؛
هو أنّ البعوض صغير.
قطعوا القصب كي يسقّفوا البيت
الأجذال الباقية تنتصب الآن منسية؛
مرقّشة بثلج خفيف.
في زهور اللبلاب
شيء ما يأخذ غفوة؛
في سرير جبلي.
أيها العنكبوت
أأنت الذي يبكي؛
أم رياح الخريف؟
تحت أمطار الشفق
تتجلّى أزهاء الخبيز
الرائعة الألوان ...
ما أجمله من غروب
الجندب الجذلان لم يصبه البلل
يهسهس جاعلا الخريف
مرحا؛
ويزدري الصقيع.
الثلجة الأولى في الخريف
كافية لكي تثني؛
أوراق النرجس الذابلة.
الفراشة المتأنّقة
تعطّر جناحيها
بالطواف
حول الزنابق
تسع مرّات نهضت
لأرى القمر ...
وخطوه الوقور يدلّ
على أنّا ما نزال في منتصف الليل
لا زيت في المصباح لأتابع القراءة
فلأذهب إلى سريري
لكن آه ...
وسادتي يضيئها القمر.
وأنا أتلوا الآيات ...
ما أغرب ما أجد
في تلك الزرقة الرائعة
من أمجاد الصباح
(كيروكو)
ما أتعسكِ أيتها الهرّة العاشقة
أنتِ أيضا لا بدّ أن تموئي
مع حبيبك...
وربّما أسوأ، من دونه.
(ياها)
في الدكّان المفتوح
تحمي ثقّالات الورق
دفاتر الرسوم
من أنسام الربيع الشابّة.
(كيتو)
مئات الفروع
تنبت من براعم
الروح الخِصبة...
ومن الكرمة الواحدة.
(تشي يوني)
الأفعى اِنسلّت
وبقيت عيناها الصغيرتان اللامعتان ...
الندى يتألّق بين الأعشاب.
(كيوشي)
فمك المفتوح أيها الصديق، يكشف
كلّ دخيلتك ...
ضفدع أجوف.
(آنون)
انظر إلى أنسام الصباح
تنغش الشعر الحريري
الصقيل ...
ليرقات الفراش.
(بوسون)
أيها الشحّاذ المحظوظ ...
السماء المتألّقة
والأرضة الندية؛
كلّ أملاكك.
(كيكاكو)
لا نأمة ولا رعشة ...
الظلام يحلّ
على الحقول والدروب؛
أنا حزين: أنظر غاب القمر
(ايموزيني)
تحت شمس السماء الصفراء
ظلّ الفزاعة الطويل
يمتد؛
ويبلغ الدرب.
(شوها)
زهرة الكاميليا
تسقط
على المياه الساكنة
للبئر العميق المظلم
(بوسون)
بإيمان بسيط
اِقضِ حياتك ...
تماما مثل أزهار التَّرَج (الكرز)
تذوي ثم تسقط
(إيسا)
للعاهِل نفسه
لن يرفع قبّعته ...
ذلك الفزاعة ذو الظهر القاسي.
(دانسوي)
طويلة نهارات الصيف ...
آثار أقدامنا الكسلى
تطرّز
رمال شاطئ المحيط.
(شيكي)
غاضبا اندفع إلى بيتي ...
لكن في حديقتي تنتصب؛
صفصافة عتيقة حليمة.
(ريوتا)
«افعل أسوأ ما يبدو لك
فلن تستطيع جرحي
أيها الصقيع الهرم»؛
قالت الأقحوانة الأخيرة.
(أويمارو)
ريح الخريف القاسية
تنفذ حتّى العظام ...
يا فزّاعتي المسكينة.
(أيا)
الآن في أواخر الخريف
انظر:
على كومة مهملاتي البالية ...
مجد صباح أزرق.
(تايجي)
جندب وحيد
يهسهس ويهسهس ويهسهس
ويظل ...
شمعتي تذوي وتموت.
(آنون)
تعاودني الوحشة
عقب
الألعاب النارية ...
انظر: شهاب يهوي.
(شيكي)
علي أن أتقلّب ...
حاذر الزلازل المحلّية
يا زميل فراشي
الجندب.
(إيسا)
ما أكثر حسّادها ...
أوراق السرو
تظلّ شامخة
تتأمّل الموت.
(شيكو)
كم تؤذي العين ...
الأظافر المطلية بالأحمر
أمام
الأقحوانة البيضاء.
(تشيوني)
الأقحوانات
المختلفة الألوان
تعمّق جذورها، ثم تنثر حبّها، ثمّ تموت؛
وأرض سوداء واحدة تطوي الكلّ.
(ريو سوي)
بعد هزيمته في صراع الحبّ
أمام مصارعين أقوى ...
يبحث الهرّ عن الفأر.
(شيكو)
تعالوا أضيئوا المشاعل :
أنظروا إلى اللصّ
الذي أمسكت به ...
آه .. إنّه ولدي الأكبر.
(سوكان)
يا ثلوج الخريف الهاطلة :
ماذا لو كنت سرب لقالق
بيضاء صامتة؛
في هذه السماء الداكنة.
(سوكان)
أمطار الشتاء تتعمّق
الحروف المحفورة
على القبر ...
وعلى حزني القديم.
(روكا)
أيتها الصفصافات الهرمة المتعبة
أفكر :
ما أكثر ما طال الطريق
حتّى تنحيّت عنه !
(بوسون).
انظر إلى الشمعة :
أية ريح جائعة؛
تلك التي تصطاد في الثلج ؟
(سيرا)