معجم المصطلحات الكبير
تربُّح
الفساد

التربّح من الوظيفة هو استغلال الموظّف وظيفته لعقد صفقات تجارية خاصّة به، أو لذويه بشروط مجحفة وغير عادلة للجهة التي يعمل فيها. تعرّفه محكمة النقض المصرية، بأنّه: «جريمة كلّ موظّف عام أيّا كان نشاطه، يحصل أو يحاول الحصول لنفسه أو لغيره دون وجه حقّ على ربح من عمل من أعمال وظيفته.. سواءً كان في مرحلة تقرير العمل، أو المداولة في اتّخاذه، أو التصديق عليه، أو تعديله، أو تنفيذه، أو إبطاله، أو إلغائه». من أمثلة ذلك:

  • 1- إرساء العطاءات على أقاربه، أو على شركة هو مالكها أو شريك فيها بطريق مباشر أو غير مباشر؛
  • 2- إفشاء أسرار عمله إلى أناس ليتربّحوا منها مقابل المال؛
  • 3- تزوير بعض الوثائق مستغلاّ موقعه الوظيفي ليحقّق مكسبا له، أو لمن يهمّه أمره، على حساب الجهة التي يعمل فيها؛
  • 4- استعمال موقعه الوظيفي وإمكانياته للتربّح بطريق مباشر أو غير مباشر، مثل تسخير وسائل الجهة التي يعمل فيها لتجارته الخاصّة.

يُعتبر التربّح من أسوأ جرائم الاستغلال الوظيفي، ويتشابه مع جريمة الرِّشْوة إلاّ أنّ الرشوة في جوهرها اتّجار الموظّف في أعمال وظيفته، بينما التربّح استغلال الوظيفة ذاتها للحصول على ربح أو فائدة من أعمالها، وقد يلجأ الموظّف إلى ذلك حتّى لا يقع تحت طائلة النصوص المجرّمة للرشوة.

تعليق

«يتحقّق التربّح حين يستغلّ الموظّف العام وظيفته للحصول أو محاولة الحصول على ربح أو منفعة بحق أو بغير حقّ من عمل من أعمال وظيفته، ففي هذه الجريمة يتمثّل استغلال الوظيفة العامّة من خلال العمل على تحقيق مصلحة خاصة من ورائها، فهناك تعارض لا شك فيه بين المصلحة الخاصّة التي قد يستهدفها الموظّف العام لنفسه أو لغيره، وبين المصلحة العامّة المكلّف بالسهر عليها وتحقيقها في نزاهة وتجرّد غير مبتغٍ لنفسه أو لغيره ربحا أو منفعةً، فهذه جريمة من جرائم الخطر التي تهدّد نزاهة الوظيفة العامّة لأنها تؤدّى إلى تعرّض المصلحة العامّة للخطر من تربّح الموظّف العام من ورائها، ولا يحول دون توافر هذا الخطر ألاّ يترتّب عليه ضرر حقيقي أو لا يتمثّل في خطر حقيقي فعلي، فهو خطر مجرّد بحكم التعارض بين المصلحتين العامّة والخاصّة، كما لا يُشترط لقيام جريمة التربّح الحصول فعلا على الربح أو المنفعة وإنّما يكفي لقيامها مجرّد محاولة ذلك حتّى ولو لم يتحقّق الربح أو المنفعة». (موسوعة الأحكام القضائية العربية).

«ونرى: أنّ المقصود بالانتفاع، استغلال واستثمار الموظّف أو المكلّف بخدمة عامّة، أعمال الوظيفة العامّة التي له شأن فيها للحصول بالذات أو بالواسطة لنفسه، أو لغيره، أو منفعة، أو ميزة، أو عمولة بغير حقّ مُرجِّحا مصلحته الخاصّة على حساب المصلحة العامّة. أمّا التربّح في الاصطلاح فيعني: معنى مغايرا لمعناه في اللغة. إذ أنّ التربّح، تعني أنّ الفعل فيه افتعال، أي: أخذ شيء من دون حقّ، فهو كسب غير مشروع، فتربّح، أي اكتسب من أعمال غير مقنّنة فيحاسب عليها. والفرق بين رَبِح وتربّح، كالفرق بين ضحك وتضحّك، وحصل وتحصّل، وسبّب وتسبّب، ونحو ذلك، فالكلمة الأولى غير المفتعلة تكون مقبولة، أمّا الثانية المفتعلة فليست مقبولة، فربح كلمة مقبولة ومشروعة، في حين تربّح فهي عكس ذلك. على الرغم من أنّ القانون العراقي لم يرد بين ثناياه ذكر التربّح، فإنّنا نثق بصواب مشروعنا الجنائي العراقي، لا سيّما وأنّ كلمة (الانتفاع) التي اعتمدها في بعض نصوصه تستغرق وتستوعب كلمة (التربّح) بل هي أكثر دقّة وتعبيرا عن مضمون النصّ وقصد المشرّع من التربّح». (نصر الدين سليمان محمّد، 1439، 2018م).

مترادف

انتفاع

لغة كلزية

pantouflage
لغة فرنسية

pantouflage

[يعني مصطلح pantouflage في اللغة الفرنسية انتقال الموظف الحكومي من الخدمة الحكومية إلى القطاع الخاص. أو ترك الخدمة العامة لشغل منصب في القطاع الخاص أو شبه العام، ربما بمسؤولية محدودة، إلاّ أنّه بشكل عام براتب أفضل. وقد أدخل المشرّع الفرنسي هذه الجريمة في القانون الفرنسي القديم، في 06/10/1919م. حيث تبيّن إثر نهاية الحرب الأممية الأولى، أنّ كثيرا من الموظّفين، منهم من بلغ درجة وزير، تركوا عملهم الحكومي، واشتغلوا في مؤسّسات خاصّة، نظير خدمات أسدوها لهذه المؤسّسات حين كانوا في الوظيفة الحكومية. كما يستعمل هذا المصطلح في أدبيات مدرسة الصنعات المتعدّدة école polytechnique للدلالة على ترك العمل في القطاع التابع للدولة بعد نهاية الدراسة، ويستعمل في الحياة السياسية للذين يفقدون حقائب وزارية، فيتحوّلون إلى مناصب في شركات خاصّة بدخل كبير ومسؤولية محدودة إلى أن تحين فرصة أخرى تعيدهم إلى الحياة السياسية، وهو ما يُعرف بالباب الدوار لكبار المسؤولين. ومن معاني المصطلح أيضا، الموقف الذي يشجّع الناس على البقاء في المنزل أكثر فأكثر، لا سيما بسبب الطفرة في الوسائل المَيَشِية (السمعية والبصرية) المحلية (الإشباكة، وألعاب الهناسة، وما إلى ذلك). وبشكل عام فإنّ هذا المصطلح يستعمل للدلالة على الانتقال من الخدمة العامّة إلى القطاع الخاص، لذلك فهو يحمل مخزونا دلاليا متعدّدا يجعله لا يطابق المصطلح العربي مطابقة تامّة].

مراجع

  • جريمة أخذ فوائد بصفة غير قانونية، دراسة مقارنة. عبد الله بخباز. دار الفجر، 2017م. القاهرة، مصر.
  • الفساد الإداري وجرائم إساءة استعمال السلطة والوظيفية. سليمان محمد الجريش، طبعة خاصّة، 1424. مطابع الشرق الأوسط. الرياض، المملكة العربية السعودية.
  • الفساد الإداري: أنماطه وأسبابه وسبل مكافحته (نحو بناء نموذج تنظيمي). دراسة تطبيقية على المدانين بممارسته والمعنيين بمكافحته في المملكة العربية السعودية. رسالةُ رَبازةٍ غميسةٌ، من إعداد الطالب: خالد بن عبد الرحمن بن حسن بن عمر آل الشيخ، إشراف الأستاذ الربيز: حزام بن ماطر المطيري. جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية. الرياض. 1428، 2007م.
  • جرائم الفساد الإداري: دراسة قانونية تحليلية مقارنة في ضوء الاتفاقيات الدولية والتشريعات الجنائية وقوانين مكافحة الفساد في الدول العربية والأجنبية. الربيز: عصام عبد الفتاح مطر. دار الجامعة الجديدة، 2011م. الإسكندرية، القاهرة.
  • جريمة اختلاس المنفعة وتقاضي العمولات من أعمال الوظيفة العامّة، دراسة تحليلية مقارنة في ضوء اتّفاقية الأمم المتّحدة لمكافحة الفساد 2003. نصر الدين سليمان محمّد. المركز العربي، الطبعة الأولى، 1439، 2018م. القاهرة، مصر.
  • mohamoon-ju.com/Default.aspx?action=EGPortal&Type=4&PFIID=282&PPFIID=12355