يُراد بالتعدية، جعل الفعل اللازم متعدّيا، فيصل إلى المفعول به، أو يجعل المتعدّي لواحدٍ متعدّيا إلى اثنين، أو المتعدّي إلى اثنين متعدّيا إلى ثلاثة. النوع الأوّل يكون بجعل فاعِل اللازم مفعولا لمعنى الجَعْل، مع بقائه في المعنى فاعلا لأصل الفعل، مثل: أذهبتُ زيدا، فإنّ زيدا الذي كان فاعلا في التركيب الأصلي (ذهبَ زيدٌ) أصبح مفعولا به لما في أذهبْتُ من معنى الجعل، وما يزال في المعنى فاعلا للذهاب. في النوع الثاني يصبح الفاعل مفعولا أوّل، والمفعول الأوّل يصبح ثانيا، مثل: أَحْفَرْتُ زيدا النهرَ، أصلها: حفر زيد النهر. في النوع الثالث يتأخّر كلّ من المفعولين درجة كذلك، مثل: أعلمتُ أخاك الخبَرَ صحيحا. يمكن تعدية الفعل اللازم بواحد من الأمور التالية:
- 1- زيادة همزة في أوّل الفعل اللازم، وتسمّى همزة التعدية، مثل: أظهر الله الحقّ؛
- 2- تضعيف عين الفعل اللازم، مثل: وَضَّحْتُ الحقيقة؛
- 3- زيادة السين والتاء في أوّل الفعل اللازم، مثل: يستخرج العمّالُ النِّفطَ من باطن الأرض؛
- 4- زيادة الألف في الفعل اللازم، مثل: جالستُ عليّا؛
- 5- تضمين الفعل اللازم معنى فِعْل متعدٍّ فيأخذ حكمه وينصب المفعول به، مثل: عزمتُ السفرَ، بمعنى نويته، فلمّا ضُمّن الفعل «عزم» معنى «نوى» نصب المفعول به؛
- 6- أن يُحذف حرف الجرّ بعد الفعل اللازم، كقوله تعالى: «أعجلتم أمرَ ربّكم» الأعراف (150)؛
- 7- صوغ الفعل اللازم على صيغة فَعَل يفعُل، بفتح العين في الماضي، وضمّها في المضارع للدلالة على الغلبة، مثل: كَرَمْتُ عليّا فأنا أكْرُمُه، أي باريته في الكرم فغلبته.
قد تطلق التعدية على إيصال الفعل إلى المفعول به بحرف من حروف الجرّ، كما في: نظرت إليه، ذهبتُ به، تحدّثت عنه. (التهانوي، 1080).
- معجم علوم اللغة العربية (عن الأئمة). الربيز: محمد سليمان عبد الله الأشقر. مؤسّسة الرسالة، الطبعة الأولى: 1415، 1995م. بيروت، لبنان.
- الصرف العربي، أحكام ومعان. الربيز: محمد فاضل السامرّائي. دار ابن كثير، الطبعة الأولى: 1434، 2013م. بيروت، لبنان.