ما يجعل الشخص ذاته، ويميّزه عن غيره، وهي مجموع الخصائص المادّية وغير المادّية التي تجعل الشيء شيئا محدّدا، فهي تتعلّق بجوهره الخاصّ الذي يجعل من الممكن تمييزه عمّا سواه، وبالتوسّع تدلّ على كلّ ما ارتبط بمعاني التفرّد. يُعرّف لفظ الإنّية في المنطق على أنّه الوجود الفردي المتعيّن، مقابل الماهية. أمّا الهُوِّية، فهي حقيقة الشيء من حيث تميّزه عن غيره وتُسمّى أيضا وحدة الذات. في تعريفات الجرجاني، أنّ الهوّية، الأمر المتعقّل من حيث امتيازه عن الأغيار. وفي تلخيص ما بعد الطبيعة لابن رشد أنّ الهوّية تُقال بالترادف على المعنى الذي يطلق عليه اسم الموجود.

الانّية مصطلح فلسفي قديم، وقد اختلف مفهومه باختلاف التخصّصات، فهو في الفلسفية غيره في النفسياء، أو علم الاجتماع، فمعناه في الفلسفة: تحقّق الوجود العيني للشيء، يقول أبو البقاء في كلّياته إنّه مشتقّ من «إنّ» التي تفيد التوكيد والقوّة في الوجود، قال: «لهذا أطلق الفلاسفة لفظ الإنّية على واجب الوجود لذاته، لكونه أكمل الموجودات في تأكيد الوجود، وفي قوّة الوجود». يعرّفها الجرجاني، بقوله: «هي تحقّق الوجود العيني من حيث مرتبة الذاتية»، ويقول ابن سينا في الإشارات: «لو توهّمت أن ذاتك قد خُلقت أوّل خلقها صحيحة العقل والهيئة، وفرض أنّها على جملة من الوضع والهيئة، بحيث لا تبصر أجزاؤها ولا تتلامس أعضاؤها، بل هي منفرجة ومعلّقة لحظة ما في هواء طلق وجدتها قد غفلت عن كلّ شيء إلاّ عن ثبوت إنّيتها». اعتبر ابن رشد الإنّية على أنّها مصطلح جامع للمعنى «الأنطولوجي»، فيقول: «الهُوِّية تدلّ على إنّية الشيء وحقيقته، فإذا قلنا إنّ الشيء دللنا على حقيقته، وإذا قلنا: ليس، دلّلنا على أنّه ليس بحقّ بل هو كذب،» أي «أنّ إنّية الشيء هي صورة الشيء وذاته وماهيّته وحقيقته، وكلّ هذه المصطلحات تدلّ أنّ الشيء موجود، باعتبار أنّ الماهية لا تنفصل عن الوجود، ليست شيئا نضيفه إلى الكائن من خارج، بل ما به أكون هو».