معجم المصطلحات الكبير
فريدريك جيمسون
اللغة والأدب

تأثر المنظّر الأمريكي فريدريك جيمسون إلى حدّ كبير بمدرسة فرانكفورت، وقد استكشف النظريات الماركسية في الأدب، لا سيما فيما يتعلّق بجوانبها الجدلية، في كتابه «الماركسية والشكل» (1971م). يعيد جيمسون، في الواقع، النظر في فلسفة هيغل، لا سيما في استفسارها عن الجزء بدلا من الكلّ. وخَلُص إلى أنّ أي شيء عندما يكون مقيّدا بوحدة كاملة أعظم منه أو أكبر، على سبيل المثال، فإنّه سيكون جزءا من الوضع التاريخي المحدّد، ويجب أن يُنظر أيضا دائما إلى جوانب الأدب التي يحلّلها الناقد في الوضع التاريخي الذي يتعلّق بالناقد نفسه.

في «اليَوْع (اللاوعي) السياسي» (1981م)، يحتفظ جيمسون بنهجه الجدلي السابق ولكنّه يدمج أيضا أنماطا مختلفة من التفكير والتي تكون في كثير من الأحيان متناقضة، مثل البنيوية وما بعد البنيوية. إنّ تأثير ألتوسير Althusser هنا واضح أيضا. يرى جيمسون الذهنياءات على أنّها «سَنافات (استراتيجيات) الاحتواء»، حيث تقدّم تفسيرات مقبولة، لكنّها تقمع التناقضات، والحلول التي تقدّمها الأعمال الأدبية تقمع أيضا الحقائق التاريخية. يعتقد أيضا أنّ «القصّة» هي «فئة معرفية» أساسية للعقل البشري. لا يمكننا أن نفهم العالم إلاّ من خلال القصص. الروايات العلمية والثقافية والتاريخية كلها روايات مبتكرة. استوحى جيمسون علوانه من مفهوم فرويد للقمع أو الكبت الذي يمتد من المستوى الفردي إلى المستوى الجماعي: تقمع الذهنياء الأفكار الثورية.

يقدّم جيمسون إعادة تفكير معقّدة في الفكر الماركسي حول البنية الاجتماعية ويتبع رؤية ألتوسير بأن المجتمع عبارة عن «بِنْية غير مركزية» decentred structure حيث تحتفظ فيها المستويات المختلفة بدرجة ما من الاستقلالية. وينعكس عدم تجانس المجتمع في عدم تجانس النصوص: إنّ الأدب هو في الأساس مرآة للمجتمع الذي يتم إنتاجه فيه. يمكن تطبيق جميع أنواع أساليب التفسير على أي نصّ، وسوف تكشف عن شيء موجود فعلا في النصّ، لكن كل طريقة من طرق التفسير التي ستطبّق، ستكشف أيضا شيئا عن الذهنياء التي تحكم عالم المؤلف والناقد على حدّ سواء. في كتابه «البَحْدَثة (ما بعد الحداثة)، أو المنطق الثقافي للرأسمالية المتأخّرة» (1991م)، يؤكّد جيمسون أن البحدثة ليست فقط النمط المألوف في الوقت الراهن، بل هي «المسيطر الثقافي» cultural dominant في عصرنا، على حدّ تعبير رومان جاكوبسون Roman Jakobson. فهي تحدّد الطريقة التي ندرك بها عالمنا كلّه ونفسره. (النظرية الأدبية، ديفيد كارتر).

لغة كلزية

Fredric Jameson
مراجع

  • النظرية الأدبية. ديفيد كارتر. ترجمة الربيز: باسل المسالمة. دار التكوين، الطبعة الأولى، 2010م. دمشق، سوريا.