قطعة من القشرة الأرضية تراكمت فيها مادّة معدنية نافعة، نتيجة لعمليات حِتاكية مختلفة، جعلت كميتها ونوعيتها وشكل توضّعها من الممكن استغلالها صناعيا. هناك تعريف آخر حِتاكي اقتصادي، ينصّ على أنّ المَرْمَك هو جسم حِتاكي له أبعاد في الشِّقْص، أي امتداد وبُصْر، يحتوي على مادّة نافعة بتركيز كافٍ لاستخراجها بشكل مربح. يوجد في هذا التعريف مصطلحان هما «مادّة نافعة» و«ربح». تأتي الموادّ النافعة في أشكال ماهجة وسائلة وجامدة أو صلبة، ويشار إلى الأشكال الماهجة على أنها أمهجة قابلة للاحتراق، مثل: الضِّرام، أو غير قابلة للاحتراق، مثل: الهُفات (الهيليوم) والخُمان (النيون) واللغاب (الأرغون) والجُزال (الكريبتون)، إلخ. في الأشكال السائلة نجد النفط والمياه الجوفية، وفي الأشكال الصلبة، تُميَّز معظم الموادّ النافعة كالعناصر أو مركّباتها (الحديد، الذهب، اللَّبَك، إلخ)، والبلورات (البلّور الصخري، الماس، إلخ)، والمعادن (الملح المُستحاثّ، السُّجال، الطلق، وما إلى ذلك)، والصخور (المروان، الرخام، الغَضار، إلخ.).
مَقَدّ نظري لتوضيح أنواع مختلفة من المرامك الفلزّية. (عن جان ديركورت وغيره، 1983م).
قد يكون المرمك طبقة، أو عِرْق، أو جُدّة، أو طفح بركاني، يحتوي على معدن أو أكثر، له قيمة اقتصادية، فعرق الخُراز الحامل للذهب أو القصدير يُعتبر مرمكا، وكذلك طبقة الفُحام أو الحديد. للمرامك أشكال كثيرة ومتنوّعة، فعندما تتوّضع التركيزات على شكل طبقي، يُسمّى المرمك بالمُتطبِّق stratiform، مثل الكثير من المرامك الرُّسابية، ومع ذلك، إذا كانت العناصر الفلزّية موزّعة بانتظام في جميع أجزاء الصخر، يُوصف بأنّه مُكتّل أو مُرجّم massif (مثل: رَجَم المَرْوان granite massif، ورَجَم الزَبَر peridotite massif، ورجم الجَسَن gneiss massif)، أمّا إذا ارتبطت التركيزات بشبكة من الصدوع، يُقال عنه مُعرَّق veins، والعروق تتواجد في كلّ أنواع الصخور. عرف الناس هذا النوع الأخير من التركيزات منذ آلاف السنين، واستخرجوا منه الذهب والفضّة والنحاس والقصدير والرصاص، لا سيّما العروق الكبيرة والعالية التركيز، وقد نفدت معظم التركيزات المعرّقة أو كادت، عدا عروق الحديد والهَوْبصات، وبعض الأنواع الأخرى. يوجد المرمك على صورتين رئيستين، فلزّي metalic، مثل مرمك الذهب، أو الفضّة، أو القُصاف، أو النحاس، أو الرصاص، أو الرُّجاس، وغِلِزّي non-metalic، مثل مرمك الفُحام، أو الجبس، أو السُّجال، أو الطلق، أو الكبريت، أو الماس، أو الهَوْزَن kaolin. يُطلق على المَرْمَك اسم المُدَّخَر reserves حينما تحُدّد أبعاده في الشِّقْص، ويُعرف مقدار المادّة النافعة فيه بالأطنان، ونسبة التركيز، وذلك قبل استغلاله. تُقسّم المُدّخرات إلى ثلاثة أقسام:
- (1)- المُدّخَر المؤكّد proved reserves، هو الذي عُرف حجم ركازه وامتداده ومِكْمامه (نسبة التركيز)، بناء على دراسات حتاكية دقيقة، مدعّمة بالخرائط والتحاليل الحيكيائية؛
- (2)- أمّا المدّخر المرجّح probable reserves، فهو الذي تتوافر معلومات مرضية عن حجمه وامتداده من وجهة نظر الحِتاكي في الشِّقْص، وقد جُمعت عنه عيّنات عن خلال الآبار؛
- (3)- المدّخر المحتمل possible reserves، الذي جمعت معلومات عنه من خلال التنقيب الحتاكي، بحيث تعطي هذه الأعمال أدلّة كافية عن حجم ركازه ومِكْمامه.
تتحدّد رتبة المرمك بعوامل كثيرة، تختلف من وقت إلى آخر، ومن دولة إلى أخرى. من بين العوامل التي تؤثّر بشدّة على إمكانية استغلال المرمك، طبيعة الركاز، فالخصائص التي يجب أخذها بعين الاعتبار هي، على سبيل المثال، نوع المعدن، وحجم الحُباب، ونسجة الرِّكاز وشكله، وهذا يؤثر على تكلفة التعدين وتنقية الفلزّات. حيث يمكن استغلال الأركزة الموجودة في طبقات صخرية سطحية حتّى وإن كانت منخفضة المِكْمام، وذلك بنظام المنجم المفتوح، إلاّ أنّ الأركزة الموجودة في العروق تحتاج إلى الحفر، فترتفع بذلك تكلفة استخراجها، لا سيّما التي تكون على شكل حباب دقيق، لأنّ حجم الحُباب وصلابته يؤثّران على تكلفة السَّحْن لتحويل الركاز إلى باغة ناعمة.
كذلك وجود بعض العناصر الثانوية التي قد ترفع من قيمة الركاز أو تخفضه. في كثير من الحالات، يحتوي الركاز على فلزّات أخرى بتركيزات أقل من المكاميم الحدّية، ولكن إذا تم استرجاع هذه الفلزّات أثناء تنقية الركاز الرئيس، فيمكن أن تُسهم بشكل كبير في ربحية المرمك. من أمثلة هذه الفلزات «الهِبة»، الذهب والفضة والرصاص والرُّجاس التي تتواجد في أركزة النحاس، أو الدِّجْكان (البلاتينويد) التي تصاحب أركزة الكُلاف. من ناحية أخرى، فإن وجود كمّيات صغيرة من الفلزّات الأخرى يمكن أن يعّقد عملية التعدين، ويقلّل في الوقت نفسه من قيمة الركاز. هذا هو الحال مع الفلزّات «السامّة»، بما في ذلك الهُباص الموجود في بعض الأحيان في ركاز الحديد. إنّ احتواء الرِّكاز على عنصر الكُلاف في الأكْبَار sulphides يجعل استغلال المرمك مربحا اقتصاديا، حتّى ولو كان مِكْمام الكلاف منخفضا جدّا (0,5%)، أمّا إذا وُجد الكلاف على شكل كَوْثبات silicates، فإنّه لا يمكن استغلاله، لصعوبة استخلاص الكلاف من المعادن الكوثبية، حتّى وإن وصل المِكمام إلى 2%.
من العوامل الأخرى، الموقع الإراضي للمرمك، والسعر العالمي للفلزّات، فالأركزة المنخفضة المِكمام والقريبة من مواقع التصنيع تعتبر أفضل من تلك التي توجد في مناطق بعيدة، فتكلفة النقل تزيد من أعباء تشغيله. وقد يُفضَّل في بعض الأحيان استيراد الأركزة من الخارج على استغلالها محلّيا، لاعتبارات كثيرة، منها السعر العالمي المنخفض للفلزّات في المَصافِق العالمية، مقارنة مع سعر استخراجها في الداخل، أو حماية الحظائر الوطنية والمحميات الطبيعية، أو الحفاظ على البيئة المحلّية من التلوّث، فالدول الغربية تستورد في الكثير الغالب اللِّياط (الإسمنت) ولا تصنعه، على الرغم من توفّر مادّته الأساسية، لأن نواتجه الصناعية مدمّرة للبيئة وللغطاء النباتي.