جهود من النشر التعليمي والمعرفي تُبْذل من أجل تمكين غير المتخصّصين من الاطّلاع على العلوم والمعارف بطريقة مبسّطة وسهلة وبعيدة عن تعقيدات القوانين والمعادلات أو الخوض في براهينها المطوّلة. لقد أعْطى البَلَغ بامتلاكه جمهورا غفيرا حجما جديدا للترويج العِلْمي والصِّنْعي، حتّى ترويج الأفكار المتخصّصة التي استأثرت بها مجموعة من العلماء ما كان يمكن تحقيق ترويجها وترويخها لولا البلغ الجماهيري. والحكم على فعّالية الرياخة يكون بطريقتين، طريقة كمّية لا ترتبط إلاّ بعدد قرّاء موضوع أو نشرة، أو عدد مستمعين لبثّ أو عدد زوّار أحد العروض أو أحد المواقع الإشباكية، أمّا الطريقة الثانية فهي أكثر كيفية من الأولى وتسعى لمعرفة التأثير الحاصل من زَخْم المعلومات وسط الجماهير، وفي كلتا الحالتين فإنّ النتائج المُتحصَّل عليها تعتبر نسبية إلى حدّ ما. ويبدو أنّ البَلَغ الفعّال في الترويخ العلمي والصِّنْعي هي الإشْباكة، ثمّ الرَّناة الوثائقية، والصحافة اليومية، وغير اليومية، والكتاب الذي يأتي في المرتبة الرابعة من حيث الأهمّية في الدول العربية بعد الإشباكة والرناة والصحافة، أمّا الرياخة الصنعيائية في الدول المتقدّمة فتعتمد عموما على المجلاّت العلمية، وهي على درجة عالية من الجودة والإخراج والشرح والتفصيل والتصوير، وتواكب المستجدّ العلمي في مجتمعاتها، ويفتقر العالم العربي لهذا النوع من المجلاّت نتيجة التخلّف إلاّ ما كان مترجما منها.

الرِّياخة والترويخ من قولهم ريّخه ألانه وذلّله وأوهنه، والمراد تذليل العلوم والمعارف الصِّنْعية لغير المتخصّصين من عامّة الناس وتوهينها وتهوينها حتّى يسهل استيعابها وفهمها ومن ثَمّ ترويجها، والفعل منها رَوّخ ترويخا بالإبدال من ريّخ ترييخا.