اسم الفاعل، هو وصف أو اسم مشتقّ يدلّ: على حدث طارئ لا يدوم، وعلى مَن قام به وأحدثه، مثل: «أنت واقف بالباب»، دلّ لفظ «واقف» على حدث طارئ، وهو الوقوف، ودلّ أيضا على من قام به، وهو «أنت»، غير أنّ الوقوف لا يستمرّ طويلا ولا يدوم. يُشتق اسم الفاعل من مصدر الفعل المتصرّف المبني للمعلوم، ولا يشتقّ من أصل الفعل الجامد، لأنّه لا مصدر له، أمّا صيغه، فهي: يكون على صيغة فاعِل من مصدر الفعل الماضي، مثل: كاتِب، قارِئ، عالِم، قاضٍ، داعٍ، قائل، بائِع. شذّ مجيئه على فاعِل من المزيد فيه، مثل: يافِع من الفعل أيفع، وعاشِب، من أعشب. يُصاغ من مصدر ما فوق الثلاثي على صيغة وزن المضارِع، بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة، وكُسِر ما قبل الآخر، مثل: مُنطَلِق من انطلق ينطلق، مُدَحْرِج من دحرج يدحرج، مُستكبِر من استكبر يستكبر. شذّ مُسْهَب من أسهب بفتح ما قبل الآخر، ومُحصَن من الفعل أحصن.

قد تدلّ صيغة «فاعِل» على اسم المفعول، كقوله تعال: «فهو في عيشة راضية» (القارعة، 6)، أي مرضية. جاء في التفسير الكبير للفخر الرازي (ج 25\29): «أنّ اسم الفاعل يدلّ في كثير من المواضع على ثبوت المصدر في الفاعل ورسوخه فيه، والفعل الماضي لا يدلّ عليه كما يُقال: فلان شرب الخمرَ، وفلان شاربُ الخمر، وفلان نفذَ أمره، وفلان نافذُ الأمر، فإنّه لا يُفهم من صيغة الفعل التكرار والرسوخ، ومن اسم الفاعل يُفهم ذلك».