معجم المصطلحات الكبير
شَذَر
الحتاكة

الشذر، النفيس من الجوهر، ويقتصر الاسم على المعادن التالية: الماس diamond، والزمرّد emerald، والمَهْو aquamarine، واللَّعْل ruby، والسُّحار sapphire. يتميّز كلّ معدن منها، ببريقه، وندرته، وصلابته، ورَوْقه، ولونه أو مَهائه، وعدم فعّاليته الكيميائية، وخلوه من العيوب، وقابليته للحمل بسهولة، وتشتيته للضوء، ومَتانته، إلى غير ذلك، وأهم هذه الخصائص كلّها ندرته، تعتبر القِطَع الكبيرة ذات الجودة العالية أكثر ندرة من القِطَع الصغيرة، لذلك فإنّ حجر الياقوت الذي يزن خمسة قَرارِط، أغلى من قطعة الماس التي هي بالوزن نفسه، واللَّعْل الذي هو الياقوت الأحمر، والماس، والزمرّد، أحجار نادرة، بالإضافة إلى كونها جميلة وتعيش طويلا، فهي تقدّر بأثمان غالية جدّا. كلّ الشذر صلب، تتراوح صلابته بين 7,5 و10 درجات على مقياس الصلابة النسبي، بينما تتراوح صلابة الخرائد بين 7 و8 درجة، لذلك لا تكون أنصلتها قابلة للخدش العارض، ولا لتخشّل حافاتها أو قُرَنها، ويستثنى من ذلك الطُّهاش opal، الذي يكون رِخوا وهشّا مقارنة بالأحجار الأخرى (الصلابة من 5 إلى 6,5) ويأتي تقدير الطهاش من تألّقه الذي يعرف بالطهشنة (opalescence)، ويظهر مجموعة من الألوان المختلفة، مثل: الأخضر، والأزرق، والألوان الحمراء. يُعزى جمال الأحجار الكريمة عادة إلى لونها وبريقها، ولا يُعجَب بالأحجار المعتمة كاللازورد والفيروزج إلّا لجمال ألوانها، وبعضها الآخر للتلألأ الناتج عن انعكاس الضوء من بعض الشوائب التي تحتوي عليها، لكن أغلب الأحجار مُشِفّة ولها بريق متألّق، ولهذا البريق علاقة بمعامل الانكسار العالي للضوء على سطحها، كما أنّ الكثير من الضوء الذي يدخل إلى الحَجَر ينعكس في داخله ويخرج مرّة أخرى من أنصلته العليا. تحتاج الأحجار الكريمة لإظهار صفاتها الكامنة وإبراز خصائصها اللونية والبصرية على أحسن ما يكون، أن تُقطَع بطريقة دقيقة فنّية غاية في المهارة، والغريب أنّ عملية قطع الجوهر وصقله فنّ حديث، ويرجع قطع الماس إلى 200 أو 300 سنة قبل اكتشاف أنّ الماس لا يقطعه إلاّ حُباب الماس. كانت تصقل الأحجار الكريمة قديما بحيث يكون جزؤها العلوي مستديرا بينما تكون قاعدتها مسطّحة.

الماس diamond

يتكوّن الماس من السُّخام النقي في حالته العنصرية وليس مركّبا، له التركيب الكيميائي نفسه للسُّجال (الغرافيت)، إلاّ أنّه من المفروض أنّ بلّورات السجال قد تكوّنت تحت ضغط شديد، حيث إنّ الوزن النوعي للسجال هو 2,2 فقط، إذا ما قورن بالوزن النوعي للماس المرتفع نسبيا، وهو 3,52. يعتبر الماس أكثر الشذر شيوعا وأغلاها ثمنا، وأكثرها ثباتا تحت الظروف العادية، وهو ناقل جيّد للحرارة، وإذا سُخّن إلى 900مْ فإنّه يتلاشى، ويتحوّل إلى مُهاج ثنائي ذَرَب السخام، ويتحوّل إلى سُجَال إذا ما سُخّن إلى 1000مْ. نتيجة لمعامل انكساره فائق الارتفاع الذي يصل إلى 2,417 وتشتيته العالي للضوء (مقارنة بمعامل انكسار الزجاج 1,5)، تتميّز قطعه بالتألّق المثالي والتأجّج القوي بين جميع الشذر، في حين أنّ قوّة تحليله الفائقة للضوء وتشتيته، هي السبب في ومضاته اللامعة من الألوان في شَذَرة جيّدة القطع، ومعامل انكسار الضوء الأحمر فيه (2,407) يختلف كثيرا عن معامل انكسار الضوء الفَوْخزي (2,465)، لهذا فإنّ الضوء الأبيض العادي يتحلّل إلى شريط طيفي أكثر اتّساعا منه في أي مَحاط آخر. القَطْع الذي يُظهر اللمعان، يستغلّ هذه الميزة، وهو مصمّم ليكون معظم الضوء المنعكس من أنصلته الجانبية على السطح الأعلى ملوّنا. الماس أصلب مادّة معروفة إلى الآن، سواء أكان طبيعيا أم صناعيا، تبلغ درجة صلابته 10 على المقياس النسبي، والفرق بين صلابته وصلابة الياقوت الذي يليه في الصلابة (درجته 9)، يزيد كثيرا على أي فاصل آخر بين المعادن يوجد في مقياس الصلابة النسبي، وفيما عدا قيمته كحجر كريم، فإنّ للماس استعمالات مهمّة في الصناعة، مثل قطع الفلزّات الصلبة وثقبها، ومطل الأسلاك. أحسن أنواع الماس الذي يميل لونه إلى الزرقة الخفيفة، يليه النوع الأمهى (عديم اللون) تماما، في حين أنّ أي مسحة من اللون الأصفر تعتبر عيبا فادحا.

يتطلّب تكوّن الماس ضغطا عاليا جدّا، زهاء 50.000 مرّة ضعف الضغط الجوّي، أي على عمق يزيد عن 150 إقاس من سطح القشرة الأرضية. ثمّ ينقل إلى السطح محمولا في صخور بركانية فَوْقَطية ultramafic هي نفسها أحدث من الماس في التكوّن تُسمّى بالجَهَش kimberlite، تتألّف هذه الصخور بشكل أساسي من الزُّتان olivine، كما تضمّ أيضا الخُثام phlogopite، والنكاص serpentine، والكُلاس calcite، تتّخذ في الغالب شكل الأعمدة أو المداخن المخروطية تسمّى بأنابيب الجهش، في الواقع ينشأ الجهش عميقا جدّا في الصعيد، ثمّ يصعد مهله في جدّات ليتهشّم عند السطح، يشتمل على عُجَر nodules الزَّبَر peridotite التي هي في الأصل عيّنات صخرية حُجالية. عندما تتعرّض صخور الجهش الحاملة للماس لعوامل التجوية، فإنّ الماس نظرا لكثافته العالية يتجمّع في أماكن معيّنة، لا سيّما في الرَّغامات وقرب المصبّات، ويفصل عن رُساباته بطريقة التصويل panning، أو بطريقة قينيائية، أو بخصيصة التصاقه بالشحم، حيث تمرّر الرسابات المصوّلة على سيور أو ألواح مغطّاة بطبقة شحمية فيلتصق بها حُباب الماس من دون المعادن الأخرى المصاحبة لها، ثمّ يُجمع حبابه من الشحم، وترجع خصيصة التصاق الماس بالشحم إلى طبيعة تركيب الماس والشحم غير القطبية. توجد في الوقت الحالي صخور فوقطية مماثلة، تحتوي على كمّية أقلّ من الماس في مناطق أخرى من العالم، ولكن ليس لها أهمّية تنافسية كبيرة، والجدير بالذكر، أنّ ماسات مجهرية وُجدت في الزُّجال (النيازك) الحجري، وحسبما هو معروف اليوم، فهذان هما المصدران الأصليان الوحيدان لوجود الماس، وفيما عدا أنّ السخام ينتمي إلى الصخور النارية فإنّ مصدره غير معروف.

كانت الهند لأكثر من 25 قرنا المصدر الوحيد للماس، الذي كان يستخرج من الرُّسابات النهرية القديمة والحديثة، واُكتشف في البرازيل سنة 1725م، فانخفضت أسعاره نتيجة الزيادة السريعة في إنتاجه، ولكن سرعان ما قامت الحكومة في التحكّم في الإنتاج وفرض الضرائب عليه، ثمّ عادت الهند في هذا القرن إلى المركز الأوّل بسبب هبوط إنتاجه، وبعد ذلك بمئة عام، اُكتشفت أوّل ماسة في جنوب إفريقيا سنة 1866م، وتتابعت اكتشافات كبيرة وضعت الهند في المرتبة الثانية مرّة أخرى. تكمن أهمّية اكتشافات جنوب إفريقيا أنّها قدّمت الدليل على منشأ الماس، فمصادر الإنتاج الهندي والبرازيلي ثانوية ومرتبطة بالرُّسابات النهرية، حيث تحتوي صخور القَرَش conglomerate على الأحجار، والتي يُعتقد أنّها صخور قديمة جدّا تعود إلى ما قبل عصر «الكمبري» وعلى ذلك يظلّ المصدر الأوّل والأصلي للأحجار مجهولا. أصبحت روسيا في الوقت الحالي أكبر منتج عالمي للماس، ثم بوتسوانا، ثمّ استراليا (2021م). من أهمّ مصادره الإفريقية الأخرى: الزائير، وغانا، وسيراليون، وتنزانيا، وأنغولا. كما يوجد الماس في فنزويلا، والصين أيضا. يبلغ متوسّط الإنتاج العالمي زهاء 121,7 بَلْف قُرَّط.

الياقوت corundum : اللَّعْل، السُّحار

أكثر المعادن صلابة بعد الماس، درجته 9، يتكوّن كيميائيا من ذرب الزهاف (هف2ك3) وهو النوع الشائع للزَّنْهَف alumina لا سيّما الجُحاس emery الذي يحتوي على الحديد، يستعمل مادّة كشط، ويستعاض عنه في الوقت الحالي في كثير من الأغراض بمادّة الجُلاح carborundum (كثب السخام) الصناعية الرخيصة والأكثر صلابة، إلاّ أنّها قَصِفة أي سهلة التكسّر، والياقوت أمْهى (عديم اللون) مُشِفّ عندما يكون نقيا تمام النقاء، الأنواع الجديرة بالتقدير هي الحمراء والزرقاء، ويندر وجود الياقوت في قُدود كبيرة. في حالة الشفافة يكون أكثر قيمة إذا ما تلوّن ببعض الأولاث، تعرف الأنواع النفيسة بأسماء مختلفة تبعا لألوانها، حيث يعود اللون الأحمر الياقوتي الذي يميّز اللَّعْل، لوجود ولث من عنصر الجُفاز chrome، وينشأ اللون الأزرق الذي يأخذه السُّحار من وجود عنصر الدُّراق titanium، أمّا سبب اللون الأصفر المميّز للجُهار المعروف بالسحار الأصفر yellow sapphire والدهاش الشرقي oriental topaz فهو وَلَث الحديد، بينما يُسمّى الياقوت الأزمج (البرتقالي) بالدهاش العاهِلي imperial topaz، في الواقع يعتبر الدُّهاش الحقيقي topaz من الخرائد.

يكوّن الياقوت جزءا أساسيا من الصخور النارية، لا سيّما الجوفية التي تحتوي على كمّية كبيرة من الزنهف، وكمّية أخرى مرتفعة من المعادن الحديدية اللغاسية، مثل صخور الزَّبَر، يكون الياقوت في الصخور النارية على هيئة الجحاس، أمّا الأحجار النفيسة فمعظمها يتواجد في الصخور المتخمّمة، إمّا في صخور كلسية تخمّمت بفعل الأمهجة الساخنة الصاعدة، وإمّا في صخور كلسية تخمّمت نتيجة عمليات التخمّم الإقليمي، ومقترنة بصخور الجَسَن gneiss. توجد أشهر مرامك الياقوت في العالم في موغوك Mogok بالقرب من ماندالاي في بورما العليا، ويكون الشذر مقترنا باللُّقات spinel، في صخر كلسي متخمّم ومتبلور، كما يوجد أيضا في المنطقة نفسها وفي سيام وفي سيلان في الرَّغامات وهي الرُّسابات النهرية، ويستخرج أيضا من كشمير شمالي الهند، ويوجد في جيوب من الهَوْزَن (الغضار الصيني) الذي ربّما يكون نتيجة تجوية العَثَل pegmatite.

الزَّرْدَج beryl : الزمرّد، المَهْو

يعتبر الزردج من أكثر المعادن المستعملة في صناعة الحلي نظرا لألوانه الرائعة، وهو كوثب السخاف والزهاف: سا3هف2(كاك3)6. صلابته 7,5، ومعامل انكسار ضوئه 1,57، وزنه النوعي 2,7. يتميّز بوجود التوصّم إلاّ أنّه لا يُلاحظ. يكون الزردج النقي أمهى، وغالبا ما يكون لونه ضاربا إلى الزرقة، أو يكون أخضر، أو أصفر، أو قرمزيا، يُسمّى بالمَهْو aquamarine الحجر الذي ترهقه زرقة والأخضر المشوب بزرقة، وهو أوسع انتشارا وأقل ثمنا أيضا، أمّا الزمرّد فهو النوع الأخضر العشبي، ويكتسب لونه من وجود وَلَث ذَرَب الجَوْفاز (أكسيد الكروميك) Cr2O3. الزمرّد أنفس الأحجار قاطبة، وترتفع أسعاره بدرجة كبيرة، إذا تجاوز وزن القطعة 6 قَرارِط. يُقطع الزمرّد في العادة قَطْعا مدرّجا حتى يظهر لونه على أحسن ما يكون، بينما يُقطع المَهْو قطعا لامعا حتّى يشعّع الضوء المنعكس أكثر. غالبا ما يتواجد الزردج في العَثَل الذي له علاقة بالطور الحلمجي، ويوجد الزمرّد في الصخور الكلسية المتبلورة بالتخمّم، وفي الحَسْرَق mica-schist أي الحَسَف الصَّرَقي، ويكون المهو في العثل المتأثّر بالأمهجة (الغازات) الصاعدة بين صخور المَرْوان. استغلّ المصريون القدماء مرامك الزمرّد الموجودة في مصر العليا حيث استخرج من صخور الحسرق، وقد عُفِيَت هذه المَرامِك ثمّ أعيد اكتشافها في القرن الماضي، إلاّ أنّها في السنين الأخيرة لم تستغل كثيرا. يأتي معظم المورد الحالي من الزمرّد من جنوب أمريكا، في كولومبيا، والأكوادور، والبيرو، حيث يتواجد في عروق الكلاس، التي تقطع صخورا كلسية غير نقية في تكوين طباشيري، للزمرّد مصادر أخرى منها روسيا، في سيبيريا والأورال.

تعليق

الشَّذَر من الشَّذْر، الفرائد يُفصّل بها النظم، واحدته شَذَرة، وهو النفيس من الجوهر، ينطبق هذا المصطلح على البلورات التي تعود إلى ثلاثة أنواع من المعادن فقط، الماس، الياقوت (اللعل، السحار)، الزردج (الزمرّد، المهو)، أمّا الخرائد semiprecious stones واحدتها خريدة، فهي ما يجري مجرى النفاسة من المعادن كالفيروزج، والصخور كاللازورد، وبعض ما يخرج من البحر، كالمَرْجان. لا يُعدّ اللؤلؤ pearl من الشذر بل خريدة، لأنّه لا يحقّق أحد الشروط المهمّة، وهو عدم التفاعل الكيميائي، فهو ليس معدنا، بل مادّة عضوية، لهذا فإنّ اللآلئ تفسد تدريجيا وتفقد لمعانها في النهاية، وربّما انحلّت أيضا. قِيل إنّ كلمة مرجان معرّبة عن اليونانية margorita، وتأثيل هذه الكلمة يُعطينا اسم «الخريدة» m-ar-gorita، فالحرف «m» ملتّب، الحرف «r» يُبدل من «l» والحرف «o» يُبدل من فتحة، والحرف «t» يُبدل من «d» وهذا كلّه على قواعد الإبدال في الاستفان، وعلى هذا تكون صيغتها m- al garida، وقراءتها الخريدة، الجمع خرائد. نجدها في اللاتينية على شكل marginto ربّما تكون هذه الأخيرة هي أصل كلمة argent في الفرنسية والتي تعني الفضّة. التاجر في الشذر يُسمّى شاذِر، والجمع شُذّار، والتاجر في الخرائد، يُسمّى خارِد، والجمع خُرّاد، وهذا كتاجر والجمع تُجّار.

اُطلق مصطلح الشذر أو الأحجار النفيسة، على بعض المعادن المتميّزة بقيمتها المادّية المرتفعة، واستعمل مصطلح الخرائد أو وصف الأحجار شبه النفيسة للمواد الأخرى كالطُّهاش، والعقيق، والخراز، على أساس أن قيمتها المادّية، وقانون العرض الطلب فيها يقلّ عن قيمة مثيلاتها في الأحجار النفيسة، ثمّ اتضّح أنّ التجّار والصاغة في الواقع العملي لا يهتمّون كثيرا بهذه الفروق، لذا سقط المصطلحان من الاستعمال في الشِّذارة التجارية، ويشار إليها جميعا باسم الأحجار الكريمة أو الجوهر والجواهر. يعرف في الطبيعة عدّة آلاف من المعادن، وهناك ما لا يقلّ عن 150 معدنا اُستعملت أحجارا كريمة، منها بعض الأنواع ليست معادن، مثل: اللؤلؤ، والمرجان، والكهرمان.

اللعل، الياقوت الأحمر، وفيه اللعل البَحْراني أو الباحِري، الذي يكون على لون الدم، والوَرْداني أو الوارِدي الذي يكون على لون الورد. في بعض التَّسْمانِيات، يُخصّص اسم اللعل للأحجار الباحِرِية فقط، وفي بعضها الآخر، يُطلق الاسم على الأحجار الباحِرية والواردية معا. قيل إنّ اللعل اسم فارسي، إلاّ أنّهم لم يبيّنوا أصله في الفارسية. حسب قواعد الاستفان يكون أصل التسمية «لُؤْل» بمعنى لؤلؤ، حيث أُبدلت الهمزة في وسط الكلمة بالعين، وحذفت الأخيرة، وفُتحت اللام، ولؤلؤ هي جذيلة كلمة béryl أيضا في اللغات الأخرى. أمّا اسمه في اللغات الغربية فهو ruby وأصلها في العربية لَهْب بمعنى شعلة النار، أو لَهَبي على النسبة، وذلك لحمرة لونه كلون النار، الحرف «r» يُبدل من لام على قاعدة مُؤصَّلة تأصيلا متينا، والحرف «u» هو الهاء في العربية، نجد نظير ذلك في كلمة luette في الفرنسية فأصلها لَهاة زِنة ومعنى، الصيغة الأصلية لاسم المعدن هي lubi أي لَهَبي، والصيغة مُبَجّدة في الكتابة.

سُمّي الياقوت الأزرق بالسُّحار لجماله الساحِر، وهو في اللغات الغربية sapphir أي ساحِر أيضا، فالحرف «p» يكون ملتّبا في العادة، أي مزيد زيادة قياسية، فصيغة الكلمة الأصلية هي sa(pp)hir، أي sahir والمعنى ساحِر. أمّا الجُهار yellow sapphire الياقوت الأصفر، فلأنّه يُبهر، ويَرُوع جمالُه الناظر، أخذا من قولهم جَهَرني الشيء راعني جماله.

يُسمّى الزُمرّد في الفرنسية émeraude، وترى المصادر الفرنسية أنّها من اللاتينية smaragdus التي تعود إلى الإغريقية smaragdos والظاهر أنّ الكلمة الفرنسية مأخوذة من زُمُرُّد العربية فهي أقرب إليها من اللاتينية، ومن كلمة smaragdus قال الروم البوزنطيون smeri ثمّ أخذها العرب عن البوزنطيين على شكل السامور أي الماس، وهو أيضا الشمُّور والشامِر أي الماس الذي يُثقب به الجوهر. ونجد كلمة smaragdos في العربية أيضا على شكل زَبَرْجد وزَبَرْدَج، والصيغة الصحيحة هي زَبَرْدَج zaberdege، الحرف «z» يُبدل من «j» والحرف «b» مُبْدل بالتصاقب من «m» لأنّها في الإغريقية smaragdos أمّا الحرف «r» فيُبْدل من «l» على قاعدة لا تخيب في القياس، كما أنّ الحرف «d» يتعاقب مع الحرف «t» وبجمع كلّ هذه الأصول تكون الأثيلة الصحيحة للكلمة هي jamel tege أي «جمال التاج»، أمّا كلمة péridot في الفرنسية فهي مقتطعة من زبردج في العربية فصيغتها za-pérido-ge. الزمرّد في العربية مبدلة من الزبردج، لأنّ الباء تُبدل بالميم على التصاقب، مع سقوط حرف الجيم أخيرا، أمّا الزَّرْدج فمقتصرة من الزبردج.

المَهْو وِزان فَلْع بالقلب وأصلها مَوْه من ماء، وقلبت لثقل السكوت على الهاء، وسُمّي المهو لأنّه رَقّ حتى صار كالماء، ومن هذا قيل للشذرة الرائقة مَهاة، وقيل المَهاء لعدامة اللون، وهو خصيصة تتميّز بها بعض الأحجار النفيسة وغيرها من الموادّ، مثل الماس الرائق، أو بلوّرة الخراز، أو الماء الصافي، أو النُّفاج الاصطناعي، أو دَوْرَق الدُّماث strontium titanate، أو زجاج النافذة العادي، والشيء أمهى وهي مهواء، والأمهى غير المُشِفّ. المهاء كالصباح والمساء وهما اسمان للونين كالبياض والسواد، فالصباح لون الصبح، والمساء لون العشي. المَهو في الفرنسية aigue-marine والكلزية aquamarine ترى المصادر الغربية أنّها مكوّنة من شقّين الأوّل aigue بمعنى ماء في بعض اللهجات، والثاني marine بمعنى بحري، والمعنى العام ماء البحر، إلاّ أنّها في الأصل مكوّنة من كلمة واحدة هي aiguemar أو aquamar وأصلها في العربية «القمر» al-quamar سقط منها لام التعريف، والمعنى حجر القمر والمعروف أيضا باسم بصاقة القمر.

القُرَّط carat، وحدة في القِواسة لوزن الجوهر أو الأحجار الكريمة، ويُساوي 0,2 رام، أمّا القِيراط karat فهو مقياس نقاء شابة الذهب. واحد قيراط هو 1\24 من الذهب الخالص. والذهب الخالص هو 24 قيراطا، والذي يكون عياره 18 قيراطا، يحتوي على 18 جزءا من الذهب المخلوط بستّة أجزاء من فلزّ آخر. تُجْمع كلمة قُرَّط على قرارط كسلالم جمع سُلّم، أمّا جمع قيراط فقراريط على الأصل، وعلى قياريط أو قواريط، وذلك لدفع الاشتراك اللفظي في الجمع.

جَهَش، اسم يطلق على صخر بركاني في جنوب إفريقيا من نوع الزَّبَر المُنكّص serpentinized peridotite يتواجد فيه الماس، يتكون أساسا من الزُّتان والكُهاب والحُدال diopside. والاسم مأخوذ من الجُهوش وهو الانتقال من أرض إلى أرض، لأنّه يتكوّن أساسا بعيدا جدّا في الصعيد ثم ينتقل عن طريق البركنة إلى السطح.

مترادف

حَجَر نَفِيس

جُمان

مصطلح قريب

لغة كلزية

precious stone
لغة فرنسية

pierre précieuse
مراجع

  • موارد الأرض الطبيعية. الأستاذة الربيزة: فوزية محمد أحمد الرويح. مطبوعات جامعة الكويت، 1999م. الكويت.
  • علم الجيولوجيا، الإنسان والطبيعة والمستقبل. تأليف: و. ج. فيرنسيدز، وأ.م. بولمان، ترجمة: محمود عطية. وكالة الصحافة العربية (ناشرون)، 2020م. الجيزة، جمهورية مصر العربية.
  • كتاب: أزهار الأفكار في جواهر الأحجار. أحمد بن يوسف التيفاشي، المتوفّى عام 651. حققه وعلق عليه، الربيز: محمد يوسف حسن، والربيز: محمود بسيوني خفاجي.  الهيئة المصرية العامّة للكتاب، 1988م. القاهرة، مصر.

يتميّز الماس بالمَهاء، والرَّوْق، والثقل، والقدرة الكبيرة على تشتيت الضوء، لذلك استعمل في التحلّي، ولخصيصة الصلابة الشديدة فيه اُستعمل أيضا في القطع والحفر والثقب.

ماسة ذات شكل كمثري، تزن 228 قرّط، بحجم البيضة، تقدّر بقيمة 30 بلف دولار. مصدر الصورة: christie's

ماسة لا تشوبها شائبة، عيار 100 قرّط، على شكل مِجَنّ، اشتراها الشاذر الإسرائيلي موساييف بأكثر من 6 بلوف دولار في يوليو 2020م. مصدر الصورة: moussaieff

الزمرّد أنفس الأحجار قاطبة، وترتفع أسعاره بدرجة كبيرة، إذا كانت قطعه كبيرة القدّ.

زُمرُّدة مُشذّبة. مصدر الصورة: blackacreldn

شذرة مشذّبة من الزمرّد. مصدر الصورة: hirshlondon

قرطان من الزمرّد والماس. مصدر الصورة: hirshlondon

شذرة من اللعل البحراني.

قرطان من اللعل والماس. مصدر الصورة: hirshlondon

قطعة مشذّبة من السُّحار. مصدر الصورة: hirshlondon

شذرة السُّحار، وهو الياقوت الأزرق. من سيلان. مصدر الصورة: danugroup.lk

شذرة مُشذّبة من السُّحار، مصدر الصورة: blackacreldn

قرطان من السحار والماس. مصدر الصورة: hirshlondon

شذرة مُشذّبة من السُّحار، مصدر الصورة: hirshlondon

يكون الياقوت باللون الأزرق والأصفر والأرجواني والأزمج (البرتقالي) والأخضر؛ والصورة لشذرة مُشذّبة من الجُهار، الذي هو الياقوت الأصفر، والمعروف بالسُّحار الأصفر والدهاش الشرقي، مصدر الصورة: blackacreldn

شذرة مُشذّبة من المَهْو، مصدر الصورة: hirshlondon

قرطان من المَهْو والماس. مصدر الصورة: hirshlondon