معجم المصطلحات الكبير
كَسَوان
الحتاكة

جذب كَسَوان، أكبر هاس natural satellite لزحل (الثاني من حيث الحجم بين هيسان نظامنا الشمسي)، انتباه علماء الفلك بشكل خاص منذ أن اكتشفه عالم الفلك الهولندي: كريستيان هيجنز Christiaan Huygens، في 25 مارس 1655م. يدور كسوان حول زحل على مسافة 1222 بِقاس (ألف كلم). في دورة متزامنة، تستغرق 15,9 يوما لإكمالها. بينما يتبع زحل في رحلته حول الشمس، في مدّة تساوي زُهاء 30 سنة أرضية. ضوء الشمس الذي يصل إلى مثل هذه المسافات لا يتعدّى 100/1 من الذي تتلقاه الأرض. لذلك فإن كسوان مكان بارد ومظلم، إلاّ أنّه هاس مدهش. كان يُعرف منذ فترة طويلة أنه يمتلك سُكاكا كبيرا: ادّعى عالم الفلك الكاتالوني خوسيه كوماس إي سولا Jose Comas i Sola، في عام 1908م أنه لاحظ قتامة أطرافه، ويعود السبب في ذلك إلى سُكاكه الكثيف. يقترب كسوان من 0,8 شاث (وِشاح ثان) arcsec في السماء، وكان يُعتقد أنه أكبر الهيسان في النظام الشمسي، ويفسر هذا، الاسم الذي أُطلق عليه في اللغات الغربية (بعد اقتراح وليام هيرشل William Herschel، الذي دعا إلى اعتماد أسماء الآلهة المرتبطة بالإله ستورن لتسمية هيسان زحل)، حتى ظهور مهمّات فويجر Voyager التي أظهرت أن كَوَمان ganymède كان أكبر ببضعة إقاسات. نعلم اليوم أن هذا السُّكاك الضخم هو الأكثر شبها بسكاك الأرض من بين كلّ الأجرام الأخرى في نظامنا الشمسي.

الميزة الأكثر إثارة للاهتمام في كسوان، كما قيل آنفا، هي سُكاكه المذهل، وهو شبيه بالغلاف المُهاجي البدائي للأرض وَفْقا لبعض النظريات، لكنه يقع على بعد عشر مرات تقريبا من الشمس. بيّنت قياسات Voyager أنّ حُرورة سكاكه تبلغ 93,65 ±0,25 حار (كلفن)، لضغط سطحي قدره 1467 ±1 مِئضاط (ميللي بار). كما فعلت فوييجر من قبل، وجدت HASI أن سكاك كسوان يعرض السمات نفسها التي تميّز التركيب الحراري لطبقات سُكاك الأرض. في الواقع، ظهرت طبيعة سكاك كسوان أخيرا كمزيج من الزعات الجزيئي (N2، ثنائي الزعات المكتشف بواسطة مطياف الأشعة الفوخزية)، وهو إلى حدّ بعيد المكوّن الرئيس للسكاك (بمتوسط 95%). واُستنتج وجود «الميثان» (ثاني أكثر الجزيئات وفرة حيث تتراوح نسبته بين 0,5 إلى 3,4% في الطبقات العليا، وبين 4 إلى 8% على السطح)، ثمّ وُجود بعض الوَلَث من الهُبان ومجموعة من الأمهجة العضوية. كما هو الحال مع الأرض، يوجد تأثير الاحتباس الحراري على كسوان. نتج بشكل أساسي عن «الميثان»، مع مساهمات من الهُبان والزعات. كانت أهم الميزات التي كشفت عنها مهمة كاسيني-هيجنز (Cassini–Huygens) هي تلك التي تم العثور عليها على سطح كسوان، حيث أعاد مسبار Huygens صورا مفعمة بالحيوية لمجال شوهد لأول مرة، وهو أبعد مكان هبطت عليه سفينة من صنع الإنسان. على الرغم من أنّه لم يحدّد بالضبط طبيعة جميع المكونات السطحية، إلا أن الجمع بين المعلومات التي تم التقاطها من لدن جميع فرق المراقبة سيجبر كسوان في النهاية على الكشف عن تربته الغامضة. مما لا شك فيه أن علامات البحيرات والبراكين والقنوات الجافة على سطحه لم تكن متوقعة.

 

تعليق

يعتبر كَسَوان أكبر هاس لكوكب زحل، بقطر أكبر بنسبة 6% من كوكب عطارد. وهو الهاس الوحيد المعروف الذي يتميّز بسُكاك كثيف، ومن هنا جاءت علّة تسميته في العربية، فكسوان من الكسوة بمعنى اللباس، إشارة إلى سُكاكه الكثيف، فكأنّه تدثّر به وتبطّن. ثمّ هو أول هاس يُلاحظ حول كوكب زحل، وثاني أكبر هاس في النظام الشمسي، بعد كَوَمان ganymède، الذي يعدّ أكبر هاس لكوكب المشتري. كوَمان، مبدلة من الكَوَم، وهو العِظَم في كل شيء، سُمّي كذلك لأنّه أعظم هاس في النظام الشمسي كلّه.

لغة كلزية

titan
لغة فرنسية

titan
مراجع

  • Encyclopedia of the solar system. Lucy-Ann McFadden, Paul R. Weissman, Torrence V. Johnson. Second edition 2007. Elsevier

في وسط الصورة، مشهد الكَسَوان الحقيقي. الصور الستة الأخرى، اُلتقطت بالأشعة التحمرية بواسطة مسبار كاسيني بين عامي 2004م و2017م. مصدر الصورة: ويكيبيديا.