معجم المصطلحات الكبير
تعْليل اِصْطِلاحي
الاصطلاح

إيجاد علّة التسمية للربط بين المعنى اللغوي للكلمة ومعناها الاصطلاحي، أي إقامة المناسبة اللغوية بين الدّال أي المفهوم العلمي والمدلول أي اللفظ العلمي الذي يُعبّر عن المدرك، مثل كلمة الحديد من الحدّة وذلك لامتناعه وصلابته وشدّته، والنحاس من النحس خلاف السعد كأنّه لمّا خالف الجواهر الشريفة كالذهب والفضّة سُمّي نُحاسا. يُعتبر التعليل في الاصطلاح عنصرا في غاية الأهمّية، فهو الذي يجعل المصطلح منطقيا ومقبولا، ويُنشئ له لحمة القرابة مع مفردات اللغة الأخرى، وهناك مبدأ مهمّ جدّا في وضع المصطلحات ينصّ على اختيار المصطلح أو وضعه لأدنى علاقة أو ملابسة بالمدلول. فلا يُشترط في المصطلح أن يستوعب معناه اللغوي كلّه وتكفي ولو قرينة ضئيلة ليتمّ وضع المصطلح عليها، فطبيعة المصطلح تجعله كذلك وإلاّ أصبح لفظة لغوية، لأنّه يُتّخذ للتعبير عن معنى أو فكرة لا تستوعبها في العادة كلمة واحدة، ولهذا السبب أُطلقت عليه هذه التسمية أي أنّه يُصطلح عليه لتأدية المعنى المقصود ويتميّز عن الكلمات المحدّدة المعاني في المعجمات اللغوية، ففي اللغة الفرنسية نجد كلمة archéoptéryx التي تعني في العربية الغَطار وهو طائر عاش منذ أبلاف السنين ويتميّز بوجود مخالب على جناحيه وأسنان في منقاره وفِقار يمتدّ إلى نهاية ذيله وقد عدّه التطوريون مثالا عن خروج الطيور من الزواحف، والمعنى الحرفي للكلمة الفرنسية «الجناح القديم» إلاّ أنّها اُتّخذت مصطلحا لتأدية المعنى بدقّة كبيرة، والغطار في العربية من غطا وطار، بمعنى الطائر المستور أو المجهول لأنّه بعيد الزمن طويل الأحقاب، فغطا الشيء غطوا واراه وستره.

مصطلح قريب

مراجع

  • همزة الوصل، وثائق المؤتمر الثاني للتعريب، الجزء السادس. الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وزارة التعليم الابتدائي والثانوي، مديرية التكوين والتربية خارج المدرسة، المنظّمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الجزائر من 12 إلى 20 ديسمبر 1973م).