القلم هو يراعة الكتابة، وكلّ أداة يدوية يُكتب بها قلم. كانت الأقلام في التاريخ تتّخذ عند الشومريين القدماء من أهل العراق من الحديد والعظام والخشب ليُضغط بها على رُقُم الطين لطبع الخطوط المسمارية، ومنها ما كان يُكتب به من رأسيه، أمّا في مصر فقد كتبوا على الأحجار بأقلام الحديد ونقشوا أدقّ الصور التي كانت المعبّرة حقّا عن المقصود، ثمّ كتبوا على البردي بقلم القصب المعروف وبالمثاميل. وأتّخذ العرب أقلامهم في صدر الإسلام الأوّل من لبّ جريد النخل، ثمّ من القصب عندما شاع الغاب الفارسي، وظلت أقلام القصب لهذا اليوم يستعملها الخطّاطون لطواعيتها وليونتها التي لا يضاهيها أي نوع من المبتكرات الحديثة، والأقلام التي تُصنع من الغاب الفارسي يُنزع عنها لحاؤها وهي في منبتها ثمّ تُترك مدّة حتّى يجف لِيطها ويغلظ، ثمّ تُقطع وتُيبّس في الشمس، بعدها تُنحت وتُسوّى فتصلح للكتابة. وتوجد أقلام تُسمّى الجاوية نسبة إلى جزيرة جاوة بأندونيسيا تتّصف بالقوّة والدقّة، تُقطع من أعلى قصبها وهي ذات استطالة وغير مجوّفة توضع في تجاويف الأقلام العادية، أو تُلفّ بقطعة من الشاش قبل الاستعمال، ولشدّة صلابتها وقوّتها فإنّ البرية الواحدة لها تحتمل كتابة جزء واحد من المصحف وذلك لو قُسّم المصحف إلى ثلاثين جزءا، أي ما يقرب من حزبين من دون أن تكلّ، وقد عُرفت في المحضرة الخطية التركية. ويستعمل الخطّاطون اليوم السّالات لا سيّما للكتابات الدقيقة وهي على جودة عالية وصناعة رفيعة، وكذلك الراشات التي تمتاز بملاميل حديدية لها قطّ محرّف مهيأة للكتابة بالعربية وغيرها، كما استعملوا اليوم أيضا المَخاطّ وهي قطع من الخشب الجيّد تُبرى على شكل جِلْفة القلم وتخرّق لتمسك الحبر ثمّ تُركّب على قصبة أو قَضْبة ويُكتب بها في العادة الخطوط الجليلة وهي الواضحة الكبيرة، لأنّ بُصر أقلام اليراع لا تصل إلى أحجام كبيرة.
سُمّي القلم قلما لقلم رأسه، فلا يُسمّى قلما حتى يُبرى أمّا قبل ذلك فهو قصبة.
- معجم الكتابة، خضير شعبان. الطبعة الأولى، 1419. دار اللسان العربي، الجزائر.