الإعلام الصادر عن هيئة دولية ممثِّلة لدول العالم أو شعوبها، معنية بنشر رسائل إعلامية ذات مضمون عالمي، إن من حيث الاهتمام بقضايا الإنسان والإنسانية أو من حيث نقل أخبار الأحداث في العالم بوساطة بَلَغ قادر على إيصال رسائله إلى كل الدول، وتصبح هذه الرسائل عالمية من حيث انتشارها وتبعا لذلك من حيث مضمونها، والإعلام العالمي بهذا المفهوم غير موجود بسبب انتفاء وجود هذه الهيئة، أما مصطلح الإعلام العالمي لذي يشيع اليوم في مختلف البَلَغ فهو إعلام غربي بحت، ويصح تسميته بالإعلام الاحتكاري أو التسلطي، فالرسالة الإعلامية تصل إلى كل دول العالم إلاّ أن منتجها ليس هيئة تضمّ كل الدول أو هيئة فوق هذه الدول، ومضمون هذه الرسالة غير متكيّف مع رغبات وأهداف كلّ من تصله هذه الرسالة، بل مصنوعة في دول محدودة أي غير دولية لمصالح ورغبات محددة بواسطة شركات عابرة للدول، وعلى هذا التعريف فالإعلام العالمي لمّا يوجد بعد، فكل وكالات الانباء الكبرى المهيمنة في العالم اليوم «كَلَزِية أمريكية» والعوامل التي جعلت تمركز هذه الوكالات في هذه الدول هي تفوّق اللغة الكَلَزية، والسيطرة الصنعائية على نقل المعلومات وتخزينها، ووجود شبكة قوية وناجعة من المراسلين، ويقوم عمل هذا الإعلام الذي يراد له أن يكون عالميا على أربع قواعد، أولا: السيطرة على إنتاج الرسائل الإعلامية، ثانيا: السيطرة على قنواتها وعلى صنعياء هذه القنوات، ثالثا: قولبة الإنسان حسب النموذج الاستهلاكي، رابعا: الاقتصار على لغة واحدة وهي الكَلَزية في التعامل واستقاء المعلومات ونشرها.