خطّ دارج مكسّر من مشتقّات خطّ النستعليق، يمتاز عن أصله بتحوّل الحروف ذات العراقات إلى مدّات مائلة مكسورة النهاية لانتهائها بنقطة، ويُكتب الشُّكَسَةُ غالبا بصورة متسلسلة متراكبة. لم يكن خطّ الشِكَسْتَعْليق في بادئ الأمر يختلف كثيرا عن النستعليق، بل كان نفسه في أوّل الأمر، لكنّ بعض حروفه اعتراها التكسّر نتيجة للسرعة في الكتابة، كما صغُرت بعض الحروف، وتصرّف بعض الخطّاطين والمنشئين فيما بعد في هذا الخط حتّى منحوه شكلا خاصّا، من ذلك انبساط ياء النستعليق واستطالتها في خطّ الشكسة، واتّصلت بعض الحروف والكلمات المنفصلة. ويمكن أن نوجز هذه الإضافات والتصرّفات في أنّ خطّ الشكسة كان هو خطّ النستعليق، ثمّ جاء خطّاطو التعليق وكتّابه فدمجوا التعليق بخط شكسة النستعليق أي مُكسّر النستعليق، ومنحوه صورة مستقلّة وأسموه الشكسة أو الشكست. ولهذا وُجدت في تلك المرحلة أعمال لبعض المنشئين يرسمون خطّ الشكسة قريبا من التعليق حينا، وحينا آخر قريبا من النستعليق، وكانوا غالبا ما يرسمونه بين بين ومخلوطا بهما.
حين ظهر خطّ الشُّكَسَة عزف خطّاطو النستعليق عنه، لأنّ أساس خطّ الشكسة وسنده هو النستعليق، والخطّاط الذي لا يجيد النستعليق سيستحيل عليه كتابة خطّ الشكسة. ويُعتبر مرتضى قلي خان شاملو أوّل من جدّد في هذا الخطّ. أمّا أوّل من وضع قواعده فهو الأستاذ محمّد شفيع الهروي المعروف بشفيع أو شفيعا (بألف الإطلاق) ولم يكتب الشكسة أحد في زمانه بإتقانه وجماله، ثمّ جاء من بعده تلميذه زين العابدين بن محمّد رحيم فكتب هذا الخطّ بمهارة فائقة، ثمّ أكمل قواعده وأحكمها الأستاذ درويش عبد المجيد طالقاني، وبمجيئه كسد سوق شفيعا وغيره من خطّاطي الشكسة، وكما أنّ خطّ النستعليق بلغ الكمال على يدي المير عماد الحسني، فإنّ خطّ الشكسة بلغ النضج على يدي درويش عبد المجيد، ولم يبلغ أحد من بعده ولا من تلاميذه مبلغه في تجويده والإبداع فيه. ويُعتبر ميرزا كوجك الشيرازي أيضا من أشهر الذين أبدعوا في تراكيبه (1274). وخطّ الشُكسة من أصعب الخطوط قراءة على غير الخبير المتمرّس، وينتشر كثيرا في إيران وأفغانستان.