معجم المصطلحات الكبير
عُنْصُر مُتحالِس
الحتاكة

يُراد بالانصهار الجزئي fusion partielle للصخور، انصهار بعض معادنها فحسب، فقد تصل بعض المعادن إلى الصُّهورة، بينما لا يصل بعضها الآخر إليها، فنلاحظ حينئذ بروز بعض السوائل المهلية بين البلّورات التي لم تنصهر، حيث تمّ تجاوز جَمَدوتا solidus الصخر، فلم يعد الصخر جامدا كلّه، كما أنّ السَّيَلوتا liquidus لم يبلغها الصخر، لأنّه لم ينصهر كلّه، وفي الوقت نفسه لم يتبلور تبلورا تامّا، فالصخر يحتوي على طورين الجامد والسائل معا. التبلور المجزّأ cristallisation fractionnée هو التبلور التدريجي للمهل، ويكون هذا تحت تأثير التغيّرات في الظروف الريزيائية (الحرورة، الضغط)، وبشكل عام يحدث التبلور المجزّأ على حافَات الحجرة المُهلية chambre magmatique، فبعض المعادن تصل إلى نقطة التبلور فتتبلور، بينما يتبلور بعضها الآخر في وقت متأخّر اعتمادا على العناصر المتوافرة في السال المُتبقّى، فنحن هنا مرّة أخرى بين الجمدوتا والسيلوتا، فالصخور قد تبلور جزء منها وبقي جزء آخر في حالة سائلة.

إنّ عمليات الانصهار الجزئي والتبلور المجزّأ هي السبب في التنوّع الكبير للصخور، ففي الواقع عندما ينصهر الصخر في باطن الأرض ثمّ ينبثق خارجا على شكل صُهارة مُهْلية، فإنّ اللابة الطافحة على سطح الأرض لن يكون لها التركيب الكيميائي نفسه للصخر الأصلي إذا لم يكن هذا الانصهار كلّيا، وبالمثل، فعندما يتّبع الصخر عمليات تبلور مجزّأ، فإنّ الصُّهارة المتبقّية والمتكوّنة بشكل تدريجي، لن يكون لها التركيب الكيميائي للمهل الأصلي، ويعود السبب في ذلك إلى أنّ تبلور بعض المعادن المبكّر يستنفد بعض العناصر من المهل، والتي تضمّها المعادن أثناء تشكّلها، فالعناصر الكيميائية المتواجدة في المُهل تتوزّع بين المعادن المتبلورة والسال المهلي المتبقّى.

العناصر التي تفضّل الدخول في الطور الجامد مبكّرا أثناء التبلور المجزّأ أو تظلّ خلال الانصهار الجزئي في البلّورات، تُسمّى بالعناصر المتحالِسة éléments compatibles، مثال ذلك بالنسبة لسال فَتِيني: كف، با، فا. أمّا العناصر التي تفضّل الطور السائل وتظلّ في الصهارة المتبقّية خلال التبلور التدريجي للمهل، أو تبرز في السال أثناء بدايات الانصهار الجزئي، تُسمّى بالعناصر المتغالسة éléments incompatibles أو المتماهِلة éléments magmatophiles، مثال ذلك بالنسبة لسال فتيني: ب، ق، م، ما، جا، ر، غس، بر، ثا، شع. تعتمد خصيصة التحالس أو التغالس على الشحنة الخاصّة بالحاصرة أو الشابرة، وعلى القاب الذرّي، كما أنّ درجة تغالس هذه العناصر أو تحالسها تتغيّر خلال تمايز المُهل différenciation de magma وهذا يسمح مع عوامل أخرى باستعمالها في توصيف عمليات التبلور المجزّأ والانصهار الجزئي وقياسها، على الرغم من أن العنصر النزير الواحد من حيث المبدأ، قد يكون متغالسا عندما لا يدخل ضمن المجموعة المعدنية المتبلورة، وفي الوقت نفسه يكون متحالسا أيضا في تجمّع معدني آخر مختلف في التركيب، فيدخل ضمنه أثناء التبلور.

تعليق

العناصر المتحالِسة بمعنى المتلازمة، لأنّها تلزم الطور الجامد فلا تفارقه، يُقال حَلِس حَلَسا إذا لازم قِرْنَه فلم يفارقه، والمصدر التحالس، والمتغالسة كلمة منحوتة من غير ومتحالسة بمعنى غير متحالسة، والمصدر منها التغالس. المتماهلة بمعنى المحبّة للمهل، والمصدر منها التماهل.

لغة كلزية

compatible element
لغة فرنسية

élément compatible
مراجع

  • - جيوكيمياء الرواسب البحرية. الربيز: سامر غدير، الربيزة: أحلام إبراهيم. 1437- 2016م. كليّة العلوم، جامعة تشرين، وزارة التعليم العالي، الجمهورية العربية السورية.
  • Dictionnaire de géologie. Alain Foucault, Jean-François Raoult, Fabrizio Cecca et Bernard Platevoet. Dunod, 2014. Paris, France.