مجموعة من القوانين والنظم والقرارات التي تهدف إلى تحقيق الجودة والتميّز في الأداء الإداري عن طريق اختيار الأساليب المناسبة والفعّالة لتحقيق خطط وأهداف أي عمل منظّم سواء كان في وحدات القطاع الخاص أو وحدات القطاع العام، (غادر، 2012م). وقد تُعرّف بأنّها مجموعة من العلاقات فيما بين القائمين على إدارة الشركة ومجلس الإدارة وحملة الأسهم وغيرهم من المساهمين، (منظّمة التعاون الاقتصادي والتنمية). كما تُعرّف أيضا على أنّها مجموعة من القواعد الإدارية التي تُستعمل لإدارة الشركة من الداخل وتمكين مجلس الإدارة من الإشراف على الشركة لحماية حقوق المساهمين ومصالحهم المالية.
ينصبّ جوهر الحوكمة على عملية صنع القرار وتطبيقه، فمعاييرها مركّزة على حقول الشؤون العامّة، وإدارة الموارد العامّة، وضمان تحقيق حقوق الإنسان واستدامتها، وكفاءة الاستعمال والأمانة، وتأكيد التعامل في إطار القانون. وقد انتقلت هذه المعايير إلى مستوى تعامل المنظّمات الدولية مع دول الأعضاء فيها، إذ جعلت الالتزام بمعايير الحوكمة شرطا لسلوكها وسلوك الدول الواهبة في تقديم المساعدات المالية والفنّية، وباعتبارها موضوعا أساسيا في المشاورات الدورية السنوية. يتحدّد الإطار العام للحوكمة بمعاييرها التي تتضمّن: الشفافة، سيادة القانون، المشاركة، الاستجابة، المساواة، الفاعلية والكفاءة، المساءلة، الاستقرار السياسي، السيطرة على الفساد، وقد تعزّزت هذه القواعد في مسار تبلورها بقناعات وثّقتها البحوث التحليلية والممارسة، منها:
- 1- يشكّل القبول المجتمعي للواقع الذي يفرزه استمرار الفساد عاملا مدمّرا للديمقراطية والحوكمة الجيّدة.
- 2- إنّ انتشار الفساد بديل عن غياب معايير الحوكمة.
- 3- ينبغي أن يكون القضاء على الفساد هدفا نهائيا في حدّ ذاته.
- 4- تجاوز تعثّر تحقيق التنمية منوط بدور الدولة القوّية، فالدولة الضعيفة المؤسّسات والكفاءات لا يمكن أن تؤدّي هذا الدور بفعالية، في المقابل لا يمكن لغير الدولة أن يؤمّن عددا من حاجات المجتمع، والحلّ، هو دولة محكومة بضوابط الحوكمة ومعاييرها.
وقد ظهر هذا المصطلح في بداية عقد الثمانينيات الميلادية ليُسهم في مناهضة الفساد والحدّ منه، من خلال تخفيف أعباء الحكومة ونقل الكثير من مهامّها إلى القطاع الخاصّ ليكون مشاركا للقطاع العام والحكومي ومنافسا له، ومن شأن الحَوْكمة التي تقوم على الشراكة بين القطاع الحكومي والقطاع الخاصّ والمدني أن تُفضي إلى تفعيل المساءلة والمراقبة والتنافس وتقليل الاحتكار وسيطرة الحكومة «والبيروقراطية» على القرارات الكبيرة، الأمر الذي يؤدّي أيضا إلى تنافس القطاعات الثلاثة في تقديم أفضل الخدمات للعملاء، من دون الحاجة إلى تقديم الرِّشا والهدايا والبحث عن الواسِطين والعلاقات طالما أنّ هناك بدائل متعدّدة، ووجود الإعلام الخاص الذي يوصل شكواه وتظلّماته إن تعرّض للاعتصار أو الاستغلال، وفي ظلّ الحوْكمة يشعر المواطن والموظّف بمسؤولياته الاجتماعية وبانتمائه إلى وطنه ليتصاعد الميل بالنقد وكشف ما هو غامض وخفي.