معجم المصطلحات الكبير
تَصَوُّف
الأديان

اعتقاد في إمكان الاتحاد المباشر بين العقل الإنساني والمبدأ الأساسي للوجود أيّا كان ذلك المبدأ، ثمّ السلوك إلى هذا الاتحاد بواسطة الرياضات العقلية والخُلقية للوصول إلى الإشراق، وهي الحالة التي تشعر فيها النفس بقطع علاقتها بالبَدَن واتصالها بكائن كامل مُتلانٍ أي لا نهائي، وقد يكون ذلك الكائن داخل النفس أو خارجها. هناك أحوال ومقامات ومراحل أجمعت على وجودها كلّ مذاهب الرَّوْحَنة mysticism الشرقية والغربية، وتضمّ كلّ ما تعلّق بالتشوّق إلى الكمال والتطهّر، فالنفس التي تخرج لتتّحد بالكمال تعود إلى الحياة الدنيا وهي متأثّرة باتّحادها مع الكمال وسلوكها سلوكا جديدا، يفوق ما اتّصفت به قبل هذا الاتّحاد. وقد سمّى الصوفية أنفسهم بأرباب الحقائق وأهل الباطن، بينما سمّوا من عداهم أهل الظواهر وأهل الرسوم، وفي الرسالة القشيرية: هو «الأخذ بالحقائق واليأس ممّا في أيدي الخلائق» أو «هو الدخول في كلّ خُلُق سَنِي، والخروج من كلّ خلق دني»، أو «هو أن يميتك الحق عنك ويحييك به»، أو «حال تضمحل فيها معالم الإنسانية».

كثر الخلاف حول اشتقاق لفظ صوفي، فجمهور الصوفية يذهب إلى القول بأنّه مشتق من «الصفاء»، ويذهب بعضهم إلى القول باشتقاقه من «الصَّفّ» بمعنى أنّ الصوفي في الصفّ الأوّل لاتّصاله بالله، أو من «الصُّفّة» وهو اسم أُطلق على بعض فقراء المسلمين في صدر الإسلام الذين كانوا يأوون إلى صُفّة بناها الرسول عليه الصلاة والسلام خارج المسجد بالمدينة، وقد رأى بعضهم أنّ اللفظ من «الصوف» لأنّه كان لباس الأنبياء ورمز الأولياء، وهذا كلّه تخريجات ساقطة، فلو استثنينا النسبة إلى الصوف، نجد أنّ هذه التفسيرات غير صحيحة من الناحية اللغوية، فلو كانت من الصفاء، لقيل: صفائي وصفاوي، ولو كانت نسبة إلى الصفّ لجاءت صَفّي، ولو كانت نسبة إلى أهل الصفّة لقيل صُفّي، ثمّ إنّ أهل الصفّة كانوا من أوائل المهاجرين حين لم يكن للتصوّف وجود بمعناه الحقيقي، أمّا النسبة إلى الصوف وإن كانت صحيحة لغةً، فإنّ الصوفية لم يختصّوا بلبس الصوف في أوّل أمرهم حتّى ينسبوا إلى الصوف، وهذا على ما قرّره القشيري نفسه (المتوفّى سنة 465) حيث قال صراحة: «والقوم لم يختصّوا بلبس الصوف»، ويقول أيضا في هذا الأمر: «وليس يشهد لهذا الاسم من حيث العربية قياس ولا اشتقاق، والأظهر أنّه كاللقب» أي إنّه يعتبر اسم الصوفي اسما جامدا، أو لقبا أطلق على هذه الطائفة لتمييزها عمّن سواها، فلا يُسأل عن معناه أو اشتقاقه، لأنّه بكلّ بساطة اسم أعجمي.

إنّ الأصل الصحيح لكلمة صوفي هو ما ذهب إليه البيروني (المتوفّى سنة 440) في كتابه عن الهند، من أن الصوفية هي اشتقاق من «صوفيا» اليونانية التي تعني الحكمة، حيث قال: «ومنهم من كان يرى الوجود الحقيقي للعلّة الأولى فقط، لاستغنائها بذاتها فيه، وحاجة غيرها إليها، وأنّ ما هو مفتقر في الوجود إلى غيره، فوجوده كالخيال غير حقّ، والحق هو الواحد الأوّل فقط، وهذا رأي السوفية وهم الحكماء، فإنّ سوف باليونانية الحكمة، وبها سُمّي الفيلسوف بيلاسوبا، أي محبّ الحكمة، ولما ذهب في الإسلام قوم إلى قريب من رأيهم، سموا باسمهم، ولم يعرف اللقب بعضهم فنسبهم للتوكل إلى (الصفة)، وأنهم أصحابها في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم صُحّف بعد ذلك، فصُيّر من صوف التيوس». تأثيل اسم philosophos اليونانية حسب قواعد الاستفان يُعطينا كلمة «الكشوف»، حيث سقطت منها الكاف مع تلتّب الحرف «ph» في أوّلها، فصيغتها الأصلية ph-il kosoph-os أي il kosoph، وهذه هي نفسها العِرْفانية الصوفية التي تتعامل مع القلب بدلا من الفكر، والتي بقيت من العهود الغابرة في بيئات غير إسلامية متعدّدة الثقافات والشعوب فلمّا جاء الإسلام ودخلت فيه هذه الشعوب، تأثّر المسلمون بتيّاراتهم الفكرية وثقافاتهم غير الإسلامية. يقول عمر فروخ: «شاع التصوّف في الأديان والأمم كلّها: في الوثنية والمجوسية، واليهودية والنصرانية والإسلام، ولقد عرفه في بعض أشكاله البابليون واليونان والرومان، والهنود والصينيون، والعرب والعجم، بل لقد عرفته بعض الأمم الفطرية».

ظهر اسم الصوفي أوّل ما ظهر في الكوفة وكان أوّل من تَسمّى به جابر بن حيّان أو أبو هاشم الصوفي المتوفّى سنة 150؛ لأنّ أوّل مدرسة عُرفت في التصوّف الإسلامي ظهرت في مدينتي البصرة والكوفة. «الكشف الصوفي» هو معرفة خاصّة ذوقية إلهامية باطنية تأتي إلى القلب مباشرة من دون إعمال الفكر أو استعمال الحواس، ونشاط نفسي فردي خاصّ بكل صوفي، حيث ترد عليه الأحوال في وقت غير تلك التي ترد عليه في وقت آخر، لأنّ الأحوال كما يقول الصوفية هبة من الله، وفضلا يعطيه من يشاء من عباده الذين هم المصطفون الأخيار. ويزعم الصوفية أنّ طريقهم الروحي مستمدّ من الكتاب والسنّة وسيرة السلف الصالح، وأنّ لهم تأويلاتهم الخاصّة، وموقفهم المتفرّد الذي اختصّوا به دون غيرهم من الفرق الإسلامية الأخرى، ومن زعمهم أيضا أنّهم يدخلون بعض الصحابة والتابعين والزهّاد في الصوفية. مع استثناء الأديان فإنّ فلسفة أفلاطون تعتبر الأساس الرئيس لأغلب نُظُم الرَّوْحنة في الغرب وفي الشرق أيضا. يقول عمر فروخ إنّ الرجوع بالتصوّف إلى أرسطو، أقرب إلى الحقيقة من الرجوع به إلى أفلاطون: «إنّ الله عند أرسطو هو السبب الغائي الذي ينجذب إليه العالم بالضرورة طلبا للكمال، وإنّ جميع ما في العالم من حياة، من نبات أو بهيم أو إنسان تتوق إلى تحقيق ذاتها بسببه، وكلّ شيء ممكن الوجود متحقّق فيه، إنّه منزّه عن كلّ ألم أو عاطفة وعن كلّ رغبة أو حاجة، بالمعنى الذي نعرفه بين البشر، إنّه كلّ ما يتوق الفيلسوف إلى أن يكون، وهذا ما يودّ الصوفي أن يكون خليقا به، بالجذب، الذي يمكنه من تحقيق ذاته في الله من الاتصال به».

الظاهر أن البحث العقلي النظري للفلسفة في طبيعة الوجود بقصد الوصول إلى نظرية خالية من التناقض جاء أساسا لتفسير «الأحوال» أو «الكشوف العرفانية» أو «التجارب النفسية» التي يعانيها الصوفي من حيث هو فيلسوف، بعبارة أخرى، إذا كان للفيلسوف فلسفة عقلية كانت هذه الفلسفة تأييدا لمشاهداته الصوفية غير العقلية وتجاربه النفسية وليست شيئا آخر مستقلا عنها، فالكشف الصوفي يكون عن طريق القلب لا عن طريق الحواس، ومتى تكشّف للصوفي شيء بطريق الإلهام والوقوع في القلب من حيث لا يدري فقد صار عارفا بصحّة الطريق، وهذا ما يُعرف اليوم في الفلسفة بالحدس، فهو شكل من أشكال الفهم أو المعرفة التي تتّسم بأنّها مباشرة وفورية وتحدث من دون تفكير شعوري أو حكم أو تأمّل، وقد كان بعض الفلاسفة صوفية، كأفلاطون وأفلوطين من القدماء وسبينوزا من المحدثين، وبعض الصوفية كابن عربي والسهروردي الحلبي وابن سبعين.

إنّ أساس الفكرة الصوفية هو: الحلول، والاتحاد، ووحدة الوجود، ووحدة الشهود، فالصوفي يسعى إلى الوصول إلى مرتبة الفناء، أي الفناء في الصفات الإلهية والذات الإلهية. يعتبر القول بالحلول والاتحاد سابقة لوحدة الوجود، فالحلول تجسيد الخالق في المخلوق بحلوله في بعض بني الإنسان وامتزاجه به امتزاجا كاملا في الطبيعة والمشيئة، بحيث تتلاشى الذات الإنسانية في الذات الإلهية. أمّا الاتحاد فارتفاع المصطفين الأخيار من عباده وسموّهم بنفوسهم إلى حضرة الذات العلية حتّى تفنى فيه نفوسهم أو تتّحد فيه وتمتزج. وقد انقسم الحلوليون إلى فريقين، (1) فريق يقول بالحلول الخاصّ في بعض أفراد البشر، كقول المسيحيين، مثل: النسطورية واليعقوبية حين زعموا أن «اللاهوت» وهو الرب جلّ وعزّ قد حلّ في «الناسوت» وهو جسد عيسى عليه السلام، وقد اختلطا وامتزجا كامتزاج اللبن بالماء، أو كما قال السبئية بألوهية علي رضي الله تعالى عنه؛ (2) وفريق يقول بالحلول العام، وهم الذين تأثّروا بالفلسفة الطبيعية عند اليونان من أمثال أنكسمندر، وهريقلطس، يرون أنّ الله تعالى حلّ بذاته في كلّ جزء من أجزاء العالم، وأنّه عين وجود الكائنات. هناك صورتان للحلول عندهم، هما: (1) الحلول السَّرَياني، وهو أن يكون الحالّ سارٍ في كلّ جزء من المحلّ، كحلول البياض في سطح الثوب، فإنّه سار في أجزاء سطحه؛ (2) الحلول الطرياني، وهو كحلول النقطة في الخطّ، فإنّها حالّة فيه ولم تتجاوز محلّها. وقد قال الصوفية بالحلول المطلق والاتحاد الكامل، وفي ذلك يقول ابن تيمية على لسانهم: «وقالوا بالحلول المطلق والوحدة المطلقة والاتحاد المطلق»، وكان العمل بالحلول المطلق عند مستأخري الصوفية، وفي ذلك يقول ابن تيمية: «وفي الجملة القول بالحلول وما يناسبه وقع فيه كثير من مستأخري الصوفية». يعبّر الصوفية عن الاتّحاد بالفناء في الحق، لذلك ذهب بعضهم إلى معنى الاتحاد عندهم هو فناء مراد العبد في مراد الحقّ تعالى.

يعبّر الصوفية عن وحدة الوجود بقولهم إنّ ثمّة وجودا واحدا فقط، هو وجود الله تعالى، أما الكثرة المشاهدة في العالم فهي وهم على التحقيق، تحكم به العقول، ويرون أنّ الله هو وحده الموجود الأزلي، وأنّ المخلوقات كلّها ما هي إلاّ مظهر من مظاهر الذات الإلهية، فيض صدر عنه مباشرة أو بالواسطة، فلا وجود لها إلاّ معه تعالى، لأنّه لا يوجد بذاته ولذاته إلاّ الله. وأنّ التعدّد في الأشياء لا يوجب تعدّدا في ذات الوجود، كما أنّ تعدّد أفراد الإنسان لا يوجب تعدّدا في حقيقة الإنسان. أمّا وحدة الشهود، فنوع من الاتصال الذوقي النفسي المباشر بين الخالق والمخلوق، أو العارف وربّه، ومنبع هذا الاتصال معرفة قلبية قوامها المحبّة المتبادلة بينهما، وهي حالة تستولي بزعمهم على الصوفي الواصل عند استغراقه في الذكر مع إخلاء القلب من سوى الله، ويفنى إحساسه بما سوى الله عند غلبة الحقّ، ولا يشهد في هذا الكون إلاّ الله، فيفقد التمييز بين الخالق والمخلوقات. إنّ أشهر القائلين بالحلول هو الحلاّج، فقد نقل أبو الفيض المنوفي عن أبي إسحاق وهو أقرب خدّام الحلاّج إذ أنّه سمعه يوما يدعو ويقول: «يا إله الآلهة، ويا ربّ الأرباب ويا من لا تأخذه سنة ولا نوم ردّ إلى نفسي لئلا يفتن بي عبادك، يا هو أنا، وأنا هو، لا فرق بين إنِّيَتي وهويتك إلاّ الحدث والقدم». وقال أيضا: «ثمّ قال: يا أبا إسحاق أما ترى أن ربّي ضرب قدمه في حوتي حتّى استهلك حدثي في قدمه، فلم يبق لي صفة إلاّ صفة القدم، ونطقي في تلك الصفة والخلق كلهم أحداث ينطقون عن حدث، ثمّ إذا نطقت عن القدم ينكرون علي ويشهدون بكفري ويسعون إلى قتلي». وجاء في بعض كتبه: «إنّي مغرق قوم نوح ومهلك عاد وثمود». وله الجملة المشهورة: «أنا الحقّ». وكان يقول لأتباعه: «أنت نوح، وأنت موسى، وأنت محمد، وأنا أدخلت أرواحهم في أجسامكم».

قبل التصوّف كان هناك زهد وورع بدوافع خاصّة، يمثّله: سعيد بن جبير، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وأمثالهم، إلاّ أنّه في العصر العبّاسي بعد انتشار الرفاهية في المجتمع، بدأت تتحوّل جماعة الزهّاد إلى متصوّفة، مثل: إبراهيم بن أدهم، ورابعة العدوية، ومعروف الكرخي. ثمّ جاء من بعدهم: بشر الحافي، وذو النون المصري، الذي كان شديد الحثّ على الفقر، ومهاجمة الإقبال على الدنيا. ثمّ خلف هؤلاء رموز الشطح والشعوذة، مثل: الحلاج، وعلي بن محمد المزين، وأبو بكر الشبلي، ومحمد بن عبد الجبّار النفري، وفي هذه المرحلة تميّز التصوّف كعلم مستقلّ عن سائر العلوم، حيث أصبحت له أصوله وموضوعه، ومنهجه وغايته، ولغته، ومصطلحاته التي لا يفهمها سواهم. في القرنين الثالث والرابع اتّجه بعض شيوخ التصوّف إلى جمع المريدين من أجل تدريبهم، فتكوّنت بذلك الطرق الصوفية وشيوخها، وعلى رأس أولئك الشيوخ: الجنيد، والسري السقطي، والخرّاز، وغيرهم كثير. وبمجيء الغزالي في القرن الخامس الهجري، أراد ربط منهجه في التصوّف بالكتاب والسنّة، وبعد توغّله في الزهد ازداد نفوذه، فظهر شيوخ كبار، أنشأوا لأنفسهم طرقا لتربية المريدين وتعليمهم، مثل: أحمد الرفاعي، وعبد القادر الجيلاني، وفي القرن السادس الهجري ظهر أبو الحسن الشاذلي الذي تنسب إليه الطريقة الشاذلية، ومجموعة أخرى متأثّرة بالفلسفة اليونانية والأفكار الأجنبية، أمثال السُّهْرُوَرْدي، وابن عربي، وابن الفارض، وابن سبعين، وقد حاول هؤلاء تأسيس طرق تكون خاصّة بهم، إلاّ أنّهم لم يفلحوا في ذلك، لِما أحاط بمؤسّسيها من شبهات وانحرافات وكفريات، كالطريقة الأكبرية التي أسّسها ابن عربي، والسبعينية المنسوبة لابن سبعين. ثمّ دخل التصوّف مرحلة الانحطاط والتدهور، حيث لم ينتج أتباعه شيئا جديدا، وأصبحوا في عصورهم الأخيرة قبوريين، يبنون المشاهد والأضرحة على أوليائهم ويعظّمونها، ويطوفون بها ويتبرّكون بأحجارها، ويستغيثون بالأموات، وكانوا في زمن الاستعمار أحد معاوله الهدّامة وشرَكا للعامّة يصرفهم عن الكفاح، وعن النهوض من التخلّف والانحطاط.

تعليق

التصوّف مفهوم ديني خاصّ، وهو الروحنة التي ظهرت في المسلمين والمتداخلة مع فلسفات أخرى، كالهندية والفارسية واليونانية، ويقابلها في اللغة الكلزية sufism. أمّا الرَّوْحَنة فهي اعتقاد روحي عاطفي في الأساس، يرى أنّه بالإمكان التوصّل إلى حقائق من خلال التأمّل أو الحدس أو الكشف، وهي حقائق لا يمكن أن يدركها الفهم وغير متاحة عن طريق العقل والفكر المنطقي والإدراك الحسّي، وتقابل مصطلح mysticism في اللغة الكلزية. يُسمّيها بعضهم بالباطنية.

إنّ من أوائل من تلقّب بصوفي جابر بن حيّان الفيلسوف والكيميائي، قال عنه ابن خلدون: كبير السحرة في المشرق. وتتلمذ ذو النون على جابر بن حيّان وكتب كتبا في الصنعة. وقد أشار إلى ذي النون الربيز أبو الوفا التفتازاني بقوله: والقائلون بهذا الرأي من المستشرقين كثيرون (عزو التصوف إلى مصادر يونانية) إلاّ أنّهم يعنون بالتصوّف الآخذ من مصدر يوناني نوعا خاصّا من التصوّف الإلهي الفلسفي الذي بدأ في الظهور في القرن الثالث الهجري على يدي ذي النون المصري المتوفّى سنة 245.

يقول عمر فروخ: «وأحب بعض الغربيين أن تكون كلمة صوفية العربية مأخوذة من كلمة سوفيا اليونانية (سوفيا: الحكمة)، على أنّ المستشرق تيودور نولدكه ردّ هذا الزعم إذ لاحظ أن السيغما (السين اليونانية) تُقلب عند التعريب سينا لا صادا، فنحن نقول في فيلوسوفيا فلسفة لا فلصفة». هذا التخريج الذي قال به المستعرب سقيم جدّا، ذلك أنّ الصاد والسين والزاء حروف تتعاقب في العربية وفي غيرها، حيث نرى أنّ اسم الفلسفة في اللغة الفرنسية هو فيلوزوفي، وفي العربية نجد: الصقر، والسقر، والزقر، وغير هذا كثير، بل إنّ السين يمكن أن تتغيّر فتصبح شينا. ثمّ إنّ كلمة «فلسفة» اليونانية هي نفسها «الكشوف» العربية، فالتراث الفلسفي اليوناني القديم ما هو إلاّ التراث العلمي للحضارات المشرقية القديمة، التي كانت كلّها حضارات بلسان عربي مبين.

لغة كلزية

sufism
لغة فرنسية

soufisme
مراجع

  • المعجم الفلسفي. مراد وهبه، يوسف كرم، يوسف شلاله. دار الثقافة الجديدة، الطبعة الثانية، 1971م. القاهرة، مصر.
  • معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب. مجدي وهبه، كامل المهندس. مكتبة لبنان، الطبعة الثانية، 1984م. بيروت، لبنان.
  • معجم علم النفس والطب النفسي، الجزء الرابح. إعداد الربيز: جابر عبد الحميد جابر، الربيز: علاء الدين كفافي. دار النهضة العربية، 1991م. القاهرة، مصر.
  • موضوع التصوّف، سلسلة البحوث المحكمة. الربيز: لطف الله خوجة، أستاذ مشاركة، جامعة أم القرى.
  • التصوّف، الثورة الروحية في الإسلام. أبو العلا عفيفي. مؤسسة هنداوي، (1963م) 2020م.
  • مجموعة الرسائل والمسائل، ابن تيمية، ص 98.
  • الغلو والفرق الغالية في الحضارة الإسلامية. عبد الله سلوم السامرائي‎. دار واسط للنشر، 1998م. بغداد، العراق.
  • التصوف والتفلسف. صابر طعيمة. مكتبة مدبولي، 2005م. القاهرة، مصر.
  • التصوّف في الإسلام. عمر فروخ. طبعة خاصّة، 1366، 1947م. بيروت، لبنان.

صوفي منتشٍ في منظر طبيعي. أصفهان، الدولة الصفوية (1650–1660م). مصدر الصورة: لاكما lacma

صوفي يلبس شعار الصوفية، وهو خرقة زرقاء، في أواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر الميلاديين. مصدر الصورة: ويكيبيديا.