ترى بعض المصادر التي تعرّضت لحياة هواويني أنّه من أصل لبناني، وبعضها الآخر يرى أنّه سوري الأصل، وقد وُلد نجيب أحمد هواويني في دمشق وعاش في سوريا ومصر، وتلقّى تعليمه الأوّل في سوريا وأكمله في القاهرة، وقد تردّد في بداية حياته على الخطّاط التركي رسا تلميذ شوقي في دمشق ليتعلّم الخطّ على يديه، إلاّ أنّ رسا لم يسمح له بارتياد بيته ولم يسمح له بمقابلته، فعزّ ذلك على هواويني، فأخذ يتردّد على مِقمّ بيت رسا لعلّه يجد فيه بعض خطوطه أو بعض تصحيحاته لخطوط تلاميذه ليتعلّم عليها، لذلك إذا سُئل عن أستاذه كان يجيب: «أستاذي الزِبالة» ثمّ تابع دراسته في استنبول على الخطّاط التركي حسن رضا، وقلّده في خطوطه. عمل هواويني حينا من الزمان في المحاماة، ولمّا ذاع صيته في الخطّ عمل خطّاطا لملك مصر، وخبيرا في المحاكم للتدقيق في الخطوط، كما عمل مدرّسا بمدرسة تحسين الخطوط الملكية التي أنشأها الملك فؤاد، ومترجما للكتب القانونية من اللغة التركية إلى العربية. وقد كتب عدّة كراريس في الثلث والنسخ والرقعة، طُبعت ودُرّست في المدارس تُسمّى «السلاسل الذهبية» وألّف كتابا في التزوير الخطّي. له شعر وهو قليل في الرثاء الذي اختص به الوجهاء والأدباء في زمانه أمثال الشاعر فوزي المعلوف وهدى شعراوي رائدة الحركة النسائية في مصر، وله شعر في المدح والتقريظ، إلى جانب شعر له في جمال الخط العربي.

تزوّج هواويني وأنجب من زوجته ابنة، إلاّ أنّ زوجته هجرته وأخذت ابنتها معها، فتأثّر بذلك كثيرا، وظلّ أثر هذه الحادثة ملازما له طول حياته. امتلك عمارتين في القاهرة لكن سرعان ما بدّد ثروته وأصبح مستأجِرا لأحد سطحي العمارتين، وكان يستقبل طلاّب خطوطه وقد وضع إناء مقعّرا ليأخذ ما يجودون به نظير كتابته، وإذا اتّفق أن دخل عليه متسوّل يقول له هواويني: نصيبك في الإناء، ويقضي هو بقية يومه من دون طعام، وكان في العمارة حيث يسكن مطعم «فول» يرتاده هواويني، وكان صاحب المطعم يعرف الحال المزرية التي عليها هواويني، فيقدّم له أوراقا وحبرا ليكتب له، وقد يتعمّد صاحب المطعم أحيانا الإبطاء في إحضار «الفول» كي ينال أكبر قدر من كتاباته. توفي نجيب هواويني في القاهرة سنة 1377 (1958م).