معجم المصطلحات الكبير
نَوْع مَخالي
الفنّ

يشير مصطلح النوع المَخالي إلى أسلوب في تصنيف الأقلدة، وجمعها في فئات تشترك جميعا في السمات نفسها، تمثّل أقلدة الرعب نوعا مَخاليا يهدف إلى استثارة الخوف أو الفزع في نفوس الجمهور بقصص عن الأشباح والوحوش والجنّ، ومشاهد تسبّب الرعب والاشمئزاز، أمّا أقلدة الزفاف، فغالبا ما تركّز على طقوس الزواج، والنزاعات العائلية، والوعود الغرامية، وخيبات الأمل. يقول باري لانغفورد Barry Langford، إنّ النوع المَخالي يتيح «طريقة مثبتة تاريخيا لإيجاد تشابهات عائلية بين الأقلدة المنتجة والمعروضة تحت ظروف شديدة التباين». الظاهر أن مصطلح النوع المخالي معقّد عندما يخضع للدراسة، فالحدود بين الأنواع المخالية غير واضحة في بعض الأحيان، على سبيل المثال، هل يجب تصنيف قليد «العروس السورية» باعتباره قليد زفاف بجانب قليدي «مأدبة الزفاف» أو «متطفّلو العرس» إذا كان يتعلّق على نحو أكبر بالأمور السياسية في المشرق بدلا من أعراف الزواج أو القصص «الرومنسية»؟ إنّ معظم النظريات حول الأنواع المخالية صيغت على دراسات لنظام «الاستديو» في هوليوود، على الرغم من أنّ الأستديوهات في أوروبا وآسيا أنتجت أقلدة الأنواع المخالية أيضا.

لاحظ توماس ساتش (1981م) أنّ النوع المخالي «يتضمّن شخصيات مألوفة أحادية البُعد على نحو رئيس، تقدّم نمطا قصصيا متوقّعا داخل موقع أحداث مألوف»، ففي أقلدة الغرب الأمريكي التقليدية يسكن الشرطة والمجرمون بمسدّساتهم التقليدية ذات المخزن الدوّار والمدافع الرشاشة والخيول عالما يسهل التعرّف عليه والاستمتاع به على الجاشة. بعد ثمانية عشر عاما من ملاحظة توماس ساتش، يوضّح ريك ألتمان في كتابه (القليد/ النوع المخالي)، أنّ مصطلح النوع المخالي له معانٍ كثيرة مختلفة باختلاف الأطراف المعنية به، يمكن أن يُعطي هيكلا يقوم عليه سِراد لكتّاب الأسردة، الذين يضعون مشاهدهم وحواراتهم وأفكارهم العامّة بشكل ملائم داخل إطار عمل محدّد. أو مخطّطا أوّليا للمنتجين، الذين يختارون القصص والنجوم ومواقع الأحداث طبقا لصيغة مناسبة. أو تصنيفا إلى الموزّعين والعارضين، الذين ربّما يسوّقون منتجاتهم كأقلدة حركية أو استعبارية أو فكاهية. أو عقدا بالنسبة إلى الجمهور، الذي يتوقّع نوعا معيّنا من تجربة المشاهدة المَخالية.

يرى شاتس أنّ الأنواع المخالية ربّما تمرّ بما يشبه عملية التطوّر الحِياوية، حيث يبدأ النوع المخالي بمرحلة «التجربة»، عندما تصاغ أساليب النوع المخالي وتقاليده بشكل مبدئي، ثمّ تأتي المرحلة «الكلاسيكية»، عندما تصبح هذه الأساليب والتقاليد ثابتة ومفهومة على نطاق واسع، ثمّ مرحلة «التحسين»، عندما تُضاف بعض التفاصيل الشكلية والتطوّرات في الأسلوب، وأخيرا يدخل المرحلة «الباروكية»، وذلك عندما يؤدّي الانشغال الزائد عن الحدّ بتقاليد هذا النوع إلى انتقال التركيز من جوهر النوع المخالي إلى أسلوبه. يقول ويليام ڤي كوستانزو، الذي أخذنا عنه مادّة هذا المقال، إنّ هذه الفكرة التطوّرية للنوع المخالي تقبّلها باحثون ورفضها آخرون، ويعتبر آلتمان أحد هؤلاء الذين شكّكوا في فكرة الأنواع المخالية التي يمكن أن تمرّ بدورات حياة قابلة للتوقّع مثل هذه، فهو يرى أنّه عندما تنجح سَتَلة أقلدة لأستديو ما؛ أي إصدار متتابع لأقلدة من الأفكار نفسها أو الموضوعات أو الاتجاه العام، فإنّ الأستوديوهات الأخرى تحاول حصد الأرباح، بتقليد السمات نفسها لهذه الستلة، وبما أنّ كبرى الأستوديوهات تعمل على تمييز منتجاتها عن منتجات منافسيها، فإنّ الأستوديوهات الصغيرة هي عادة من يستغلّ التصنيفات الجاهزة للأقلدة التي تمثّل أنواعا مَخالية بعينها. وفي الوقت نفسه، فإنّ الأستوديوهات الكبيرة تصنع ستلات جديدة مضيفة سمات وتصنيفات جديدة إلى الأنواع المخالية الموجودة بالفعل، بادئة مرّة أخرى جولة جديدة من عملية صناعة النوع المخالي، هذه العملية مستمرّة وفي حالة تدفّق دائم.

هناك فرق بين أقلدة النخبة التي يشاهدها الجادّون، وبين الأقلدة الشعبية التي تنتج بأعداد كبيرة وتوجّه إلى سوق ضخمة، وقد وجد بعض الباحثين قيمة في حقيقة أنّ الأنواع المخالية تُصنع على نحو جمعي، وتبرُز وتنجح بسبب شعبيتها وجاذبيتها. يوضّح ساتش أنّه إذا كان النوع المخالي يقوم على أساس محاورة المجتمع لذاته بشكل جمعي، فإنّ الأنواع المخالية يمكن دراستها كانعكاسات لاهتمامات الناس في المجتمع. أو كما يقول لانغفورد من أنّ الأنواع المخالية تتيح لنا أن نشهد حوارا قوميا مستمرّا حول الموضوعات المهمّة. لذا فإن دراسة تاريخ أقلدة الأنواع المخالية تصبح طريقة لتتبّع معتقدات الناس واهتماماتهم المتغيّرة بمرور الوقت.

لغة كلزية

cinematographic genre
لغة فرنسية

genre cinématographique
مراجع

  • السينما العالمية من منظور الأنواع السينمائية. تأليف: ويليام ڤي كوستانزو، ترجمة: زياد إبراهيم. مؤسسة هنداوي سي آي سي، 2019م.

قليد «المنارة» 2019م من نوع الرعب النفسي، يحكي عن قصّة حارسين في مناوبة لمدّة أسبوعين على منارة، حيث تنتهي المناوبة بموت الحارس القديم الذي يؤدّي دوره ويليم دافو، وجنون الحارس الجديد ويؤدّي دوره روبرت باتينسون. القليد من إنتاج مشترك بين الولايات المتحدة وكندا، وقد صُوّر بالأبيض والأسود. مصدر الصورة: avaxnews

«علاء الدين» قليد من نوع المغامرات والفانتازيا أمريكي 2019م، أنتجته ديزني. يظهر مينا مسعود في دور علاء الدين، وويل سميث في دور العفريت. تصوير: Daniel Smith/Disney via AP. مصدر الصورة: avaxnews

أقلدة روّاد الغرب الأمريكي تمثّل نوعا مخاليا متميّزا يسهل تمييزها عن الأنواع الأخرى، والصورة لقليد أمريكي علوانه: Old Henry، عرض لأول مرة عالميا في مهرجان البندقية المخالي في 7 سبتمبر 2021م.

قدّم المخاليون من خلال أقلدة الحروب قصص البطولات والكفاح، وبيّنوا الوحشية التي ظهرت فيها الحروب والمجازر التي ارتكبها المنتصر، والأخطار التي تعرّض لها الأبرياء. شخيصة القليد: «كل شيء هادئ على الجبهة الغربية»، للمخرج والكاتب الألماني إدوارد بيرغر، والذي وصفه برادشو بأنه: قوي وبليغ وعاطفي. وهو في الأصل رواية للكاتب الألماني إريك ماريا ريمارك.