في السلسلة الخطّية لأصوات الكلام، هناك تغيّرات في درجة الصوت ارتفاعا أو انخفاضا تُحمل على عناصر أوسع من الصواتِم phonèmes أو الكلمات، فهذه التغيرات اللحنية تمثّل التنغيم، حيث تمتلك في السيمياء أهمية معتبرة، فهو ظاهرة صوتية عامّة تدلّ على تغيّر درجة الصوت لمناسبة المعنى المراد تعيينه. والتنغيم يؤدّي وظيفتين، فاستحضاره يُمكّن السامع من تمييز المعنى المراد، فيرفع الغموض النحوي، أمّا الأخرى فيُهيئ للمتكلّم أن يُبدي ما يُعتمل في نفسه من مشاعر، وهي معان غير لغوية تتضافر مع قرينتها اللغوية لتمثيل المعنى المطلوب. فكلمة: اُخرج! قد تُقال في مقام الرجاء أو في مقام الأمر الصارم. ففي الجملة الخبرية يكون منحنى الصوت أخفض منه في الجملة الاستفهامية أو الأمر. وتُسمّى الوحدة المُميَّزة في التنغيم على مستوى الجملة أو العبارة «بالنَّوْغَم» وتقابل في الفرنسية intonème.
- ظاهرة اللبس في العربية، جدل التواصل والتفاضل. الربيز: مهدي أسعد عرار. الطبعة الأولى 2003. دار وائل للنشر. الأردن.
- Encyclopédie Hachette, 2004