تعتبر تجربة سنغافورة من أنجح التجارب الدولية في مكافحة الفساد، حيث تحتل المرتبة الرابعة بين دول العالم طبقا لتقرير منظمة الشفافة العالمية من عام 2005م حيث إنّ درجتها 4,9 على مؤشّر إدراك الفساد (CPI)، مما يعكس نجاحها في مكافحته، ويرجع هذا النجاح إلى عدة عوامل منها: (1) الرغبة السياسية في القضاء على الفساد. (2) وضع خطط وآليات جادة لمحاربته. (3) رفض المجتمع المدني للفساد كوسيلة للعيش. ونزولا على رغبة السلطة والمجتمع المدني في مكافحة الفساد، فقد قامت سنغافورة بإنشاء «مكتب التحقيقات في ممارسات الفساد» الذي يعتبر هيئة مستقلة عن الشرطة، تقوم بالتحقيق في وقائع الفساد سواء في القطاع العام أو الخاص، وقد تمّ إنشاؤه عام 1952م، يرأس هذا المكتب مدير يتبع رئيس الوزراء مباشرة، ويمكن إيجاز دوره فيما يلي: (1) إتباع سياسات من شأنها مكافحة الفساد في الجهاز الإداري والقطاع الخاص. (2) التحقيق في سوء استخدام السلطة من لدن المسؤولين. (3) إرسال التقارير إلى الجهات التي يتبعها المتهمون بممارسة الفساد. (4) مراجعة منظومات العمل في الهيئات الحكومية المختلفة وإعادة هندستها بما يعمل على التقليل من ممارسات الفساد. (5) تقديم مقترحات لمكافحة الفساد في الجهات المختلفة. (6) عمل لقاءات مع المسؤولين لا سيّما الذين يتعاملون مع الجمهور للتأكيد على مبادئ الشرف والنزاهة ومكافحة الفساد وتجنّبه. (7) التحقيق فيما يرد إلى المكتب من شكاوى تفيد وقوع ممارسات فساد في أي جهة. (8) التحقيق في ممارسات الفساد التي قام بها مسؤولون في الحكومة.